مقالات

حكمة سقراط مع المتفاخر وحكمة دوستوفيسكي كانت مع المتشائم أما سقراط فقصد الثقافة

الاعلامي التونسي المعز بن رجب

يا صديقي ، حكمة سقراط كانت مع المتفاخر و حكمة دوستوفسكي كانت مع المتشائم ..أمّا سقراط فقصد الثقافة و أما دوستوفسكي فكان يقصد الألم …
و المفارقة في القولين ، مات سقراط في صمت و مات دوستوفسكي يثرثر


عندما قال سقراط: “تكلم حتى أراك”، رد عليه دوستويفسكي بعدها بأكثر من ألفي سنة قائلاً: “قد يكون في أعماق المرء ما لا يمكن نبشه بالثرثرة، إيّاك أن تظن أنك عرفتني لمجرد أني تحدثت إليك”…
من وجهة نظري كلاهما وفق في رأيه ؛ قياسا للزمن الذي عاشا فيه ؛ فسقراط قال ذلك منذ مئات السنين ؛ حيث لم تكن هناك قياسات لسبر اغوار الإنسان ؛ فكان يتم الاعتماد على طريقة كلامه وحديثه ؛ أما في عهد الشخص الثاني فقد تقدم العلم وأصبح هناك أكثر من مجال لقياس شخصية الانسان وسبر اغواره ؛ وبالتالي باتت هناك اكثر من طريقة لتحليل البشر…لكن من المؤكد أن الإنسان أصعب المخلوقات ويحتاج لبعض الوقت حتى يمكن قراءته وفهمه ؛ اهمها الجلوس معه ؛ ومعاشرته ؛ ورؤية تصرفاته عن قرب وكثب …
بمعني تخر ..سقراط تحدث بلغة الفلسفة والمعتمدة على الكلام، ودافعها الفكر والتنظير للبحث عن اسئلة أخرى
أما دوستوفيسكي تحدث بلغة الكتابة ودافعها المعاناة والالم
أميل إلى ديستوفسكي
فالكاتب مهما تكلم يوجد شي داخله لا ينكشف إلا بالكتابة ويبقى بعضه حتى الكتابة لا تستطيع أن تصفه.
لو وجد سقراط و دوستوفسكي في هذا الزمان ، لقالوا ذات الأفكار التي شاعت في عصورهم ، بالنسبة لهم لم يتغير شيء إلا الواقع المادي و ذلك الواقع لم يكن قضيتهم بل قضيتهم كانت الإنسان
كان سقراط سيقول ” تكلم حتى أراك ”
فيما دوستوفسكي سيقول ” أنا أنطق بما لا تجرؤ أنت بالتفكير فيه “

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق