منوعات

وباء الرقص ظاهرة غريبة شهدتها أوروبا في القرون الوسطى – غيتي

منذ مئات السنين وتحديدًا في العصور الوسطى، انتشر وباء غريب في أوروبا، لكنه لا يشبه أي جائحة شهدتها البشرية على مرّ التاريخ.

فبدلًا من ارتفاع حرارة الجسم والتعب الشديد والعوارض الأخرى التي تحدث عند الإصابة بمرض ما وتجعل المصاب أسير فراشه، انتشرت جائحة كانت تُعرف باسم “وباء الرقص” أو “طاعون الرقص” يدفع بالناس إلى الاهتزاز بشكل جنوني على الطرقات.

وبدأت هذه الحالة برقصة واحدة فقط في الشارع، وسرعان ما انتشرت بين الملايين، فيما لا يزال السبب وراء هذه الظاهرة غير معروف، حتى أنّ أيّ تفسير طبي “دقيق” لم يُعطَ لها حتى اليوم.

ما هو وباء الرقص؟

تعتبر نوبات الرقص التي شهدتها القرون الوسطى، ظاهرة نادرة ومعروفة تاريخيًا بمصطلح “وباء الرقص”، وتشير إلى حالة من الرقص المستمر وغير المنظم، يمكن أن يصيب العديد من الأشخاص في الوقت نفسه وقد يؤدي بالنهاية إلى الموت.

وبحسب موقع “غينيس”، ظهرت هذه الحالة لأول مرة في آخن بألمانيا عام 1374، لينتشر أسوأ هوس بالرقص في العالم بسرعة إلى مدن في بلجيكا وهولندا وغيرها.

حينها نزل القرويون المصابون إلى الشوارع بالمئات، ورقصوا على موسيقى لا يسمعها أحد سواهم، وراحوا يقومون بحركات غريبة مثل الالتواء وأشياء كثيرة أخرى.

وبينما كان المصابون غير قادرين على التحكم بأجسادهم، إلا أنهم كانوا يصرخون من التعب والألم والإصابة.

فبدلًا من ارتفاع حرارة الجسم والتعب الشديد والعوارض الأخرى التي تحدث عند الإصابة بمرض ما وتجعل المصاب أسير فراشه، انتشرت جائحة كانت تُعرف باسم “وباء الرقص” أو “طاعون الرقص” يدفع بالناس إلى الاهتزاز بشكل جنوني على الطرقات.

وبدأت هذه الحالة برقصة واحدة فقط في الشارع، وسرعان ما انتشرت بين الملايين، فيما لا يزال السبب وراء هذه الظاهرة غير معروف، حتى أنّ أيّ تفسير طبي “دقيق” لم يُعطَ لها حتى اليوم.

ما هو وباء الرقص؟

تعتبر نوبات الرقص التي شهدتها القرون الوسطى، ظاهرة نادرة ومعروفة تاريخيًا بمصطلح “وباء الرقص”، وتشير إلى حالة من الرقص المستمر وغير المنظم، يمكن أن يصيب العديد من الأشخاص في الوقت نفسه وقد يؤدي بالنهاية إلى الموت.

وبحسب موقع “غينيس”، ظهرت هذه الحالة لأول مرة في آخن بألمانيا عام 1374، لينتشر أسوأ هوس بالرقص في العالم بسرعة إلى مدن في بلجيكا وهولندا وغيرها.

حينها نزل القرويون المصابون إلى الشوارع بالمئات، ورقصوا على موسيقى لا يسمعها أحد سواهم، وراحوا يقومون بحركات غريبة مثل الالتواء وأشياء كثيرة أخرى.

وبينما كان المصابون غير قادرين على التحكم بأجسادهم، إلا أنهم كانوا يصرخون من التعب والألم والإصابة.

يشير مصطلح “وباء الرقص” إلى حالة من الرقص المستمر وغير المنظم – تويتر
يشير مصطلح “وباء الرقص” إلى حالة من الرقص المستمر وغير المنظم – تويتر

وعلى الرغم من غرابة هذه الظاهرة، لا شك في أنها حدثت بالفعل وموثّقة تاريخيًا، حيث توجد العشرات من التقارير المعاصرة التي كتبها الأطباء والمؤرخون بشأنها.

“بؤرة ستراسبورغ”

ورغم أن تفشي المرض في آخن كان الأسوأ من نوعه، إلا أنّه لم يكن الوحيد المسجل في التاريخ.

فقد اجتاحت واحدة من أشهر حالات وباء الرقص في التاريخ ستراسبورغ بفرنسا عام 1518، حيث لم يستطع مئات الأشخاص العاديين مقاومة دافعهم الداخلي الكبير للرقص، وظلّوا يرقصون لأشهر متتالية “حتى الموت”.

وزعمت بعض المصادر أنه خلال ذروة الوباء، كان 15 شخصًا يموتون كل يوم بسبب الرقص المستمر في ظلّ حرارة الصيف الحارقة.

ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أنه لم يتم ذكر أي وفيات في أي مصادر معاصرة.

وبغض النظر عما إذا كان أي شخص قد مات بالفعل، إلا أن تفشي هذه الظاهرة بدأ بالتحديد مع امرأة تعرّف عنها السجلات التاريخية باسم فراو تروفيا، حيث راحت ترقص بشكل غريب في الشارع بعد مشادة مع زوجها.

وبحسب الرواية التاريخية، ظلّت تروفيا ترقص في الشارع من دون هوادة لمدة ستة أيام، حتى أصيبت بجروح وكدمات خطيرة. وفي تلك المرحلة، تدخلت السلطات وأخذتها بعيدًا.

لوحة تعبيرية عن انتشار وباء الرقص في أوروبا – موقع “غينيس”
وضع خارج السيطرة

وما هي إلا أيام قليلة من بداية حالة تروفيا، حتى انضم إليها 34 آخرون، وخلال شهر واحد، كان هناك حوالي 400 راقص وراقصة بحسب كتاب المؤرخ البريطاني جون والر.

ومع انتشار هوس الرقص، حاولت السلطات التدخل مرة أخرى، لكنّ حالة “الهستيريا الجماعية” كانت أكبر من قدرتها، فقرر بعض المسؤولين تشغيل الموسيقى للمساعدة في تخفيف التوتر، إلا أن ذلك كان له تأثير عكسي، حيث ساهمت الموسيقى بتعزيز رغبة الناس في الرقص أكثر، بحسب موقع “غينيس”.

وعليه، قامت السلطات بعد ذلك بعكس هذا القرار عن طريق حظر الموسيقى وربط الناس، على أمل أن يخفف ذلك من رغبتهم اللا إرادية بالرقص. كما تم أخذ بعض المصابين في رحلات حج ديني تخوفًا من السحر والمس الشيطاني.

لوحة فنية تجسد وباء الرقص من عام 1564 – موقع “غينيس”

وبعد أسابيع من التحرك والاهتزاز، وفجأة كما بدأ، انتهى وباء الرقص.

قراءة علمية لوباء الرقص

أما اليوم، فهناك العديد من النظريات حول انتشار وباء الرقص بعيدًا عن المعتقدات الدينية والتقاليد المحلية، على الرغم من أن السبب الحقيقي لا يزال مجهولًا.

ومن هذه النظريات التي يمكن أن تكون سببًا في حدوث وباء الرقص هي التسمم بفطر الشقران أو الإرغوت، الذي ينمو على الحبوب مثل القمح والذرة والشعير.

وإحدى المكونات الكيميائية الرئيسية للإرغوت هو حمض الليسرجيك المعروف بأنه يسبب الهلوسة، وبالتالي تم الافتراض أنه دفع القرويين في العصور الوسطى إلى نوبة من الرقص.

في المقابل، جادل بعض العلماء بأن انتشار ظاهرة الرقص في المناطق ذات المحاصيل والمناخات المختلفة يشكك في صحة هذه النظرية.

وبالإضافة إلى ذلك، من غير المحتمل أن يسبب الإرغوت أو استهلاك حمض الليسرجيك، نوبات طويلة من الهلوسة التي لا يمكن السيطرة عليها.

هستيريا جماعية

أما التفسير الأكثر ترجيحًا لما حدث بحسب العلماء، فهو إصابة السكان بمرض نفسي جماعي أو ما يعرف بالهستيريا الجماعية.

وتحدث هذه الحالة عندما تنتشر “عدوى فكرية” أو معتقد ما بين السكان، خصوصًا في أوقات التوتر الشديد.

في هذا الإطار، أشار المؤرخون إلى أن السنوات التي سبقت وباء الرقص كانت قاسية للغاية، حتى بالنسبة للعصور الوسطى.

وربما ليس من قبيل المصادفة أن المناطق التي تأثرت بوباء الرقص عام 1374، كانت أيضًا الأكثر تضررًا من الفيضانات الهائلة في وقت سابق من ذلك العام.

وتصف السجلات التاريخية، ارتفاع نهر الراين خلال الفيضانات بمقدار 34 قدمًا، وتدفق المياه على أسوار المدينة ما أدى إلى عدد من الوفيات وتدمر المنازل ونفوق الماشية والخيول.

وبالمثل، كان العقد الذي سبق عام 1518 في ستراسبورغ مليئًا بالأزمات الاقتصادية والمجاعات وانتشار الأمراض.د

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق