شعر وشعراء
لَهِيبُ العَواطِفِ: أ. د. لطفي منصور
سَأَلَتْنِي: كَيْفَ حالُكَ.
قُلْتُ لَها لِماذا تَسْأَلِي.
هَلْ تَرَكْتِ لِي حالًا يُسْأَلُ فَاعْلَمي.
حالي أَزْرَى بِهِ الْهَجْرُ فَارْعَوِي.
– ما لي وَما لَكَ ذَهَبَتْ أَيّامُكَ ماذا تَبْتَغِي.
– أَلَمْ يَنْهَكَ الشَّيْبُ وَانْحِناءُ الظَّهْرِ فَارْتَوِي.
قُلْتُ لَها: يا زَهْرَةً تَذْوِي! جسْمِي مُنْتَصِبٌ، وَشَيْبي مُسْبَلٌ لا تَخْضُبِي.
– وَلي عَقْلٌ يَزِنُ الْجِبالَ رَزانَةً فُلا تَجْزَعِي!
– وَلِي مُهْجَةٌ كَواها الْعِشْقُ تَغْلِي فَهَيّا أَقْبِلِي.
– وَلِي قَلْبٌ دونَهُ قَلْبُ الشَّبابِ لا تُحْرَجِي.
– وَروحٌ نَفَحَ فيها الْمَلاكُ تَفيضُ عِلْمًا وَأَدَبًا فَأَسْرِعِي!
– أَنا أنا ما زِلْتُ صارِمًا وَقَلَمِي يَفْلُقُ الصَّخْرَ فَلا تَفْخَرِي!
العُمْرُ أَرْقامٌ الْخِنْعُ يُرَدِّدُها، وَالصِّحََةُ تُكَذِّبُهُ فَارْشُدِي.
– حارَتْ في الْجَوابِ وَقالَتْ:
أنا مُضْناكَ جَفاني مَرْقَدِي، لا أَصْلُحُ لُحُبٍّ وَلا مِقَةٍ وَعَنْ طَريقي فَانْزَوِي.
– هَيّا نُجَدِّدْ عَهْدًا مَضَى يُحْيِي الرِّمَمَ، وَيُصْبِحُ الْيَأْسُ أَمَلًا فلا تَتَمَنَّعِي.
– جوابي لَكَ بَيْتُ الْأعْشَى:
كانَتْ مَواعِيدُ عُرْقُوبٍ لَها مَثَلًا
وَما مَواعِيدُها إلّا الْأَباطِيلُ