شعر وشعراء
لأننا نعشق الحياة! روز اليوسف شعبان
رغم العنف المستشري في مجتمعنا، وحالات القتل الإجراميّة اليوميّة التي تؤرّق الصغار والكبار على حدٍّ سواء؛ لا بدّ أن نعشق الحياة، ففي هذا العشق نورٌ من أنوار الله، سيخرجنا من دائرة الطلام إلى دائرة النور والأمان.
لأننا نعشق الحياة!
لأننا نعشق الحياة
نحبّ اللوز والزيتون أكثر
تبرق في عيوننا
أزهار الياسمين
تزهر في نفوسنا
مواسم الصبّار والتين
تتورد خدودنا
حين يقبّلها النسيم
يأتينا طيف من رحلوا
عنوةً عند المغيب
كان عويلهم يمزّق صفحة المساء
وأصوات استغاثاتهم
تخترق كبد السماء
نحزن نبكي، نكفكف دموعنا
ونمضي في الطريق…
لأننا نعشق الحياة
نحب التين والرمان أكثر
نروي بماء العيون
كروم العنب والزعتر
نحصد السنابل
تيجانًا من الياقوت والعنبر
نزور قرانا المُهجّرة
نخاطب أطلالها
نروي حكاياتها
نخلّدها في ذاكرة أحفادنا
نقبّل ترابها ونمضي…..
لأننا نعشق الحياة
نطرب لشدو البلابل
نراقص الفراش
نرسم بألوان الطيف
جوقَ عنادل
نحصد حقولنا
أغمار حبٍّ وأمل
ننثرها في ربوعنا
يحملها السنونو الى المنافي
يأتينا بأريجهم
تعبق أنوفنا بالذكرى
نلملم أشواقنا ونمضي….
لأننا نعشق الحياة
نرسم أحلامنا أمنيات
نغرسها في السهول والهضاب
نغنّي بفرح
نشدو بمرح
تكتبنا الكلمات
لوحة عزّ وشهامة
تقاوم الأعاصير
لكنها تغازل بسمة طفل
يمرح ويلهو على حافّة الغدير
لأنّنا نعشق الحياة
نغزلها بأناملَ قلوبنا
كنزةً تدفئ صدورنا
ومواويلَ حنين
تنير درب الرجوع
فيغدو الفضاء أجملَ وأرحب
لأننا نعشق الحياة
سنحبُّ بعضَنا أكثر
سنغني أكثر وأكثر
ليخترق غناؤنا صمت الانتظار
فتشدو لأهازيجنا
قلوب مقتت الموتَ و الرحيل
وتاقت لربيع يزهر فرحًا
في قلوب الحاضرين و الغائبين
روز اليوسف شعبان
11/6/23