مكتبة الأدب العربي و العالمي

بنات_العطّار_الجزء_التاسع

في الصباح استدعى الأمير القهرمانة خديجة وأخبرها بما حصل البارحة فلامته عن ذهابه مع امرأة لا يعرفها
وقالت له :هل نسيت أن عمك عارض تنصيبك على العرش لصغر سنك وقد يكيد لك ويأخذ مكانك فله كثير من الأنصار والأعوان

أحس الفتى أنه كان مغفلا لكنه قال أريدك أن تصلحين ما أفسدته مع ياسمينة وتعرفين حكاية تلك المرأة وابنتها نورة هيا أسرعي فأنا في إنتظارك وخذي كل ما تريدينه من هدايا للبنات

ردت القهرمانة: سأفعل وأمري لله وأنصحك أن تبقى مكانك وتكف عن الخروج مازال لديك الكثير لتتعلمه عن النساء
لما وصلت خديجة دقت الباب

فردت ياسمينة من هنا ؟
قالت المرأة : لقد أرسلني الأمير ليعتذر عما صدر البارحة إقتربت الأخوات وقلن لها لا نريدك أن تأتين إلى هنا مرة أخرى وإلا جعلناك تندمين سيخطب جارنا مسعود ياسمينة لإبنه برهان وهو صديق أبينا

أجابت خديخة أعطوني فرصة لأصلح ما حصل فلقد إحتالت جارتكم علينا ونحن نأسف حقا لذلك ولقد أحضرت لكن أثوابا من الحرير المطرز وعطورا وطعاما لنأكله مع بعضنا فلقد إشتقت لكن

ظهر التردد على ياسمينة وهمت بفتح الباب لكن إخوتها قالوا لها كفاية ما فعلناه منذ البداية كان خطأ لقد إستضفنا غريبا في الدار وخرجنا إلى الزقاق رغم وعدنا لأبينا يجب أن يتوقف ذلك هل فهمت ستنتظرين حتى يجيئ جارنا لخطبتك

أليس هذا ما تفاهمنا عليه
صمتت البنت فأخواتها كنّ على حق رغم أن حضور خديجة قد أثار شجونها فهي كانت تحبها كأمها وتتذكر كل لحظة قصتها معهم وكانت مستعدة لقبول إعتذار محمود

فالجارة إحتالت عليهما معا وهي أيضا لم تفكر فحبها للفتى جعلها تبدو حمقاء وتشعر بالخجل من نفسها .

ألحت خديجة على البنات لكنهن أجبنها بحدة
لن نفتح الباب حتى ولو صحت يوما كاملا في هذه الأثناء رجعت الجارة منوبية من السوق ولما رأتها

قالت في نفسها سترين ما أفعله بك ثم صعدت إلى السطح وصبت دلو الغسيل على رأس خديجة وصاحت إياك أن ترجعي وإلا خرجنا كلنا وضربناك بقسوة

رجعت خديجة إلى القصر في أسوأ حال وقالت للأمير لا تطلب مني شيئ بعد اليوم إنس ياسمينة فسيتزوجها ذلك الولد الذي رأيتها معه وإياك أن تدخل إبنة منوبية مرة أخرى إلى القصر فأمها وقحة إسترح الآن Lehcen Tetouani

وبعد ذلك سأبحث لك عن فتاة جميلة مثل ياسمينة فلقد أصبحت الآن أعرف الأشياء التي تحبها في البنات
لم يجب الأمير وظهر عليه الحزن الشديد

وبعد أيام مرض وتوقف عن الأكل والشرب وجائوا له بالأطباء والمشعوذين فقالوا: إنه مريض بالهوى وهذا لا علاج له وسمع عمه بحالته فإبتهج وقال : لقد حان الوقت أن يبتعد هذا الغلام عن الحكم ويخرج للعب مع الصبيان

إحتارت القهرمانة ولم تعرف ماذا ستفعل فكرت قليلا ثم قالت في نفسها سأسأل عن دار مسعود الخياط وأكلمه لعله يجد حلا مع بنات صالح فالأمير لا يزال شابا ولا يستحقّ أن يموت من أجل فتاة

بإمكان ياسمينة أن تنقذه وتصير أميرته فلقد أحست أنها لا تزال تحبه وما تفعله هو فقط دلال بنات من حينها إلتحفت بسفساري ثم خرجت وبدأت تسأل إلى أن دلوها على دار الرجل ولما فتح الباب

قالت له إن الأمير مريض وأنت الوحيد الذي بإمكانك مساعدته إستغرب مسعود وقال لها :كيف ذلك يا امرأة ؟

قالت خديجة: الأمير محمود سمع بياسمينة وأحبها لكن جارتكم منوبية احتالت عليه وجعلته يراها مع ولدك وأنت تعرف بقية الحكاية و لما زال غضبه أحس بخطئه،

وحاولنا الاعتذار لكن أخوات البنت طردوني والنتيجة أنّ الأمير الآن طريح الفراش وقد شحب لونه وهزل بدنه أطرق مسعود هنيهة ثم نظر إليها وهنا كانت المفاجأة

وقال لو كان الأمر بيدي لذهبت إليها من حيني وكلمتها
لكن برهان يحبها أيضا ولقد وعدت بخطبتها له أرجوك أن تفهميني فهو إبني الوحيد ولقد إستجاب الله لدعائي
ووجدته في قفة أمام المسجد فزوجتي عقيم لا تنجب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق