مكتبة الأدب العربي و العالمي

بنات_العطّار_الجزء_السادس

ندما رأت البنت الكبرى خديجة وعبيدها حتى قالت في نفسها لا يهمني من تكون هذه المرأة لا بد تأتي معي للدار أعطت للمتسول طبق المشمش الذي كان في يدها فدعا لها بالخير وأرادت أن تكلمها لكن العبيد منعوها من ذلك ولم يمض وقت كثير حتى إنتبهت خديجة لصياح البنت

وجاءت لترى ما يحدث فسمعتها تقول: أرجوك يا خالة لقد طفت بكل السوق لأعثر عليك
سألتها : ماذا تريدين ؟
أجابت :أنا إبنة الحاج صالح فطلبت من العبيد أن يتركوها جرت إليها البنت وارتمت في حضنها وبدأت تبكي وتشهق

قالت القهرمانة : أنت زينب أليس كذلك؟
أجابتها نعم
إنزعجت المرأة من بكائها وقالت: تعالي عندي وأخبريني ما حصل فلقد بدأت أشعر بالقلق على أخواتك.

بعد قليل وصلا لقصر كبير فقالت زينب ما أجمل دارك ضحكت خديجة وردت :هذا قصر الأمير محمود
إنبهرت الفتاة وقالت في نفسها :صدق والله المتسول.

لما دخلت جاءتها جارية بماء ساخن فغسلت وجهها وقدميها ونشفتهما وأحضر لها الخدم الحلوى وشراب الورد فأكلت وإنبسطت نفسها وأخذت تنظر إلى الزخارف البديعة على الحيطان

في هذه الأثناء قدمت القهرمانة خديجة وجلست بجانبها وقالت: الآن قصي علي سبب وجودك في السوق ؟
أجابتها : أصبحنا نعلم ان تلك الفتاة التي أحضرتها معك هي ولد وربما أمير هذه البلاد المشكلة أن أختى ياسمينة متعلقة به ولقد توقفت عن الطعام والشراب Lehcen Tetouani

ونحن خائفات عليها فهي لا تزال صغيرة وقد تمرض بسبب هذا العشق نظرت إليها خديجة وردت : بما أنك تعرفين كل شيئ فلن أخفي عليك شيئا كل ما قلته صحيح وقد سمع الأمير عن جمالكن وأدبكن فألح علي ليذهب لرؤيتكن

وأعجبته ياسمينة وأحبها حتى طار النوم من جفونه والله ما توقفنا عن المجيئ إلا حرصا أن على سمعتكن وإحتراما لوصية أبيكن الشيخ صالح

فرحت زينب وقالت إذا فأنتم لا زلتم ترغبون فيها ؟
أجابت القهرمانة :أكثر من أي وقت مضى فأنا أيضا أحبها كإبنتي بعد لحظات أتى الأمير فوقفت زينب وقالت السلام على مولاي عذرا إن جئت إلى قصرك وأقلقت راحتك

إبتسم وقال :لقد مدحكن الناس لكن نسوا أن يضيفوا الجرأة والشجاعة وهذا ما يجعلني أرغب أكثر في الزواج من أختك الصغيرة ولأني أحببت العيش معكن فسأزوجكن لأفضل رجالي وهكذا بإمكاننا أن نتسامر معا في المساء ونغني ونلعب لعبة الإختفاء في دهاليز القصر ومن يختفي هناك لن يجده أحد

قالت القهرمانة لزينب :لقد مات أبو محمود وهو طفل صغير لذلك دربه أعمامه على الحكم والحرب ولم يعش طفولته وأحس بالسعادة مع ياسمينة وأخواتها لأنه بإمكانه أن يفعل الأشياء التي يشتهيها دون أن يلومه أحد أو يحاسبه على ما يفعله لم يكن يريد جو القصر وأن يتزوج بنات الملوك

بل من يخفق لها قلبه وتطير لها جوارحه أما الآن سآتي معك وأحمل هدية إلى أختك لنعتذر على غلظتنا معها وخذي لإخوتك من تلك الحلوى فلا يوجد مثل طعمها والمرة القادمة لا تخرجي سآتيكن مرة في الأسبوع لأطمئن أنكن بخير

وضعت خديجة رداءا وغطت رأسها ورافقت زينب إلى دارهم ولما فتحت البنات الباب كثر صياحهن من الفرحة

وكانت أحد الجارات قرب النافذة ولما نظرت إلى الزقاق اي للشارع تسائلت من هذه المرأة فهي تبدو من ذوي المال والجاه وقالت في نفسها : ،سأصعد إلى السطح وأطل عليهم في السّقيفة وأسمع ما تقول !!!

حضنت خديحة ياسمينة، وقالت لها :لا أريدك أن يبكين مرة ثانية لما يرجع أبوك صالح سنأتي لخطبتك أنت وأخواتك وسيتزوجن أحسن الرجال وهذه هدية لك ومدت لها صندوقا من العاج ..

فتحته البنت بلهفة فوجدت داخله عقدا من الذهب منقوش عليه إسمها ففرحت ووضعته في رقبتها
قالت خديجة : أما الآن سأنصرف

ولما خرجت فتحت الجارة باب دارها ومشت ورائها وخاطبت نفسها لا بد أن أعرف من هي هاذه المرأة تبعتها حتى رأتها تدخل القصر هتفت وقالت هذا رائع لن يكون صعبا عليها أن تجد رجلا مناسبا من الأعيان لابنتي

بنات صالح السبعة سيتزوجن ولا أحد يسأل عن إبنتي عليها أن تجد أيضا زوجا لها فليست بنات صالح أفضل من إبنتي
والويل لها إن لم تفعل فهي لا تعرف قبح لساني ولا تعرف غضبي وشرارتي ومكري وسوف أفسد كل شيئ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق