شعر وشعراء

وَداعُ الأَحِبَّةِ / أ.د. لطفي منصور

الغَزَلُ النَّقِيُّ الصّادِقُ السّاحِرُ في الوداعِ لِبهاءِ الدِّين زُهير (ت656هج)
منَ بحرِ الطَّويل
وَقائِلَةٍ لَمَّا أَرَدْتُ وَداعَها
حَبِيبِي أَحَقًّا أَنْتَ بِالْبَيْنِ فاجِعِي
فَيا رَبِّ لا يَصْدُقْ حَدِيثٌ سَمِعْتُهُ
لَقَدْ راعَ قَلْبِي ما جَرَى في مَسامِعِي
وَقامَتْ وَراءَ السِّتْرِ تَبْكي حَزِينَةً
وَقَدْ نَقَبَتْهُ بَيْنَنَا بِالأَصابِعِ
بَكَتْ فَأَرَتْنِي لُؤْلُؤًا مُتَناثِرًا
هَوَى فَالْتَقَتْهُ في فُضولِ الْمَقانِعِ
فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّ الْفِراقَ حَقِيقَةٌ
وَأَنِّي عَلَيْهِ مُكْرَهٌ غَيْرُ طَائِع
تَبَدَّتْ فَلا وَاللَّهِ ما الشَّمْسُ مِثْلَها
إذا أَشْرَقَتْ أَنْوارُها في الْمَطالِعِ
تُسَلِّمُ بِالْيُمْنَى عَلَيَّ إشارَةً
وَتَمْسَحُ بِالْيُسْرَى مَجارِي الْمَدامعِ
وَما بَرِحَتْ تَبْكِي وَأَبْكِي صبابَةً
إلَى أَنْ تَرَكْنا الأَرْضَ ذاتَ نَقائِعِ

سَتُصْبِحُ تِلْكَ الأَرْضُ مِنْ عَبَراتِنا
كَثيرَةَ خِصْبٍ رائِقِ النَّبْ تِ رائِعِ
——————-
شرحُ بعضِ التَّعابير:
راعَ قَلْبِي: رَوَّعَهُ وَأَدْخَلَ الْخَشْيَةَ إلَيْهِِ فهو
مُرْتاعٌ.
السِّتْرُ: الْحاجِزُ في بيْتِ الشَّعْرِ بينَ الرِّجالِ والنِّساءِ.
نَقَّبَتْهُ: جَعَلَتْ فيهِ ثُقوبًا.
لُؤْلُؤًا مُتَناثِرًا: حُبَيْباتُ الدَّمْعِ السّائِلَةُ شَبَّهَها بِاللُّؤْلُؤ.
المَقانِع: جَمْعُ المِقْنَعِ وهو القِناع. وَفُضول الشيْء ما استُغْنِيَ عَنْهُ منَ اللِّباس. صَبابَةً: مَفْعولًا لِأَجْلِهِ، أي يبكي لأَجْلِ الصَّبابَةِ وهي لَظَى الْعِشْقِ.
ما الشَّمْسُ مِثْلَها. ما: المُشَبَّهَةُ بِلَيْسَ وَتَعْمَلُ عَمَلَها
الشَّمْسُ اسمُ ما، والخبرُ مِثْلَها. ومِثْلُ “ما” لا وَ لاتَ. وهناكَ شُروطٌ
لِعَمَلِ هذهِ الأَدَواتِ.
تَبَدَّتْ: ظَهَرَتْ جَلِيَّةً. الْمَطالِع: دَرَجاتُ طُلوعِ الشَّمْسِ من الشَّرْق وَتُسَمَّى الْمَشارِقَ، وَعدَدُها مِأئُةٌ وثَمانونَ مَشْرِقًا أو مَطْلَعًا، ومِثْلُها المَغارِبُ. وفي القُرآن: (رَبُّ الْمَشارِقِ والْمَغارِبِ).
تُسَلِّمُ بِاليُمنَى ………. إشارَةً: مِنَ اليُمْنِ. كَأَنَّها تقولُ له: عَلَى الطَّائِرِ الميمونِ. للتَّفاؤُلِ بالسّلامَةِ والعَوْدَةِ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق