شعر وشعراء

عائدون* شعر: صالح أحمد (كناعنة)

لاجِئون ..
قد نَشرَبُ البَحرَ ولكِن لا نهَون .
وصَبرُنا ..
بحرٌ ويَهدُر مَوجُهُ ..
لَن يَصمدَ القُرصانُ …
ما دامَت سُنون .
عُيونُنا …
أفْقٌ ونَرسمُ فَوقَهُ بِأَكُفَّنا ..
شَفَقًا تخَضَّبَ مِن مَرارَةِ صَبرِنا
عَهدًا بأَنّا صامِدون.
###
صابرون…
قَد نَسكُنُ اللَّيلَ ولكِنْ …
لَيسَ تَسكُنُنا الشُّجون .
وحُلمُنا ..
نهرٌ يُبَدِّدُ سَيلُهُ عُمقَ السُّكون .
ونَشيدُهُ ..
مَرحى مَواسِمُ خَيرِنا ..
بَسَمَت سَتَزدَهِرُ الدُّنى ..
وغَدًا سَيَرتَعُ في نمَاها النَّاهِضون .
###
عائدون…
قد نجرَعُ الحزنَ لِنَبقى
باُلإرادَةِ مُفعَمون.
وعيدُنا ..
شَوقٌ سَيحمِلُنا لِنَهزَأ باُلحدودِ،
وباُلقُيودِ، وباُلسُّجونْ.
أفراحُنا،
شَوقٌ يُتَرجمُنا التِحامًا،
ثم نَهزَأُ بِالفُتونْ.
وحَنينُنا …
يحمِلُنا خَلفَ المدى
كي نَستَبينَ طَريقَنا
ونَظَلُّ نهتِفُ:
عائِدون.
###
ثابتون…
قد نَنحَني للريحِ ، لكنْ؛
لَن تَرانا راكِعين.
وفَرحُنا..
يَبقى اُختِصارُ القَلبِ للذِّكرى
وأوجاعِ الحنينْ.
وفجرُنا ..
نَبضُ القُلوبِ الصَّاعِداتِ
إلى مَراقي المجدِ
عَهدِ المخلِصين .
###
لاجئون…
قد نَصطَلي باُلنَّارِ ،
لكنْ لن نهونْ .
وطِفلُنا
في عُمرِ زَهرِ الوَردِ؛ لكنْ …
يَعشَقُ الموتَ
ويَشتاقُ المنونْ .
في قَلبِهِ
يُشَرِّشُ الأقصى ، ويحكي
سِرَّ شوق العاشقين .
وقُدسُنا …
في قَلبِهِ تحكي حِكاياتِ الحنينْ .
وتَشُدُّهُ …
من عُمقِ عُمقِ الوَجدْ
أن لا يخونَ العهدَ فينا ..
أو يَهون .
###
صامدون…
خَلفَ حُدودِ النّارِ والأَسوارِ نَبقى صامِدين
وعُمرُنا …
رِحلَةُ شَوقٍ فَوقَ حَدِّ السَّيفِ،
أو نارِ المنونْ .
وفَجرُنا ..
عَهدٌ يُعشِّشُ في القُلوبِ
يَشُدُّنا أن لا نهَون .
وصَوتُنا …
شمسٌ سَتُشرِقُ فوقَ أسوارِ الحياةِ
تَزُفُّنا لمَعادِنا.
ونَشيدُنا …
يا قُدسُ إنّا قادِمون .
::::: صالح أحمد (كناعنة):::::
* ملاحظة:
كتبت هذه القصيدة لتكون أنشودة مهرجان ذكرى النكبة ، قبل قرابة عشرين عاما… وكانت حينها بعنوان: (لاجئون)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق