شعر وشعراء

تراتيلٌ شتوية /. رياض الصالح

دعني أخطُّ حديثاً.. لو به خطأُ
فالكُثرُ ما فهِموا شيئاً .. و لو قرؤوا
لا تسألوني .. لماذا اليوم أكتبها
أتى الشتاءُ .. فإذ بالبؤس يتَّكِئُ
إنَّ الشتاءَ لمثلي غامضٌ شرسٌ
فصارَ لا بُدَّ أن أمضي و أجترِئُ
فحوى الزمانِ حكاياتٌ مكررةٌ
كأنَّهُ – عازفٌ – و اللحنُ مُهترِئُ
أوتارُهُ تعبَت من نفسِ رقصتِها
حتى مفاصِلُها قد لفّها الصدَأُ
و السامعونَ سُكارى ليسَ يُطرِبُهُم
صمتٌ مخيفٌ و لا صوتٌ و لا نبَأُ
على الأرائكِ أرخوا السمعَ في صمَمٍ
من الملالِ فَحَلَّ الأمنُ و انطفؤوا
ما من مثيرٍ يخيفُ الروحَ يزعجها
خفَّ اللهيبُ و تاهَ الجوعُ و الظمأُ
حتى الجراحَ غدت وشماً يزيُّنُهُم
فَخرٌ يُضافُ فقد شاءَت .. و لم يَشَأوا
فقلتُ ليتَ فؤادي صار مثلَهُمُ
لا زالَ مستغرباً .. أن كيفَ قد بَرِئوا؟
فأرشدوني إذا ما زارَني قَلَقٌ
منَ الشتاءِ لبيتٍ .. فيهِ أختبئ
” قواعدُ الدهرِ إعرابٌ لبهجَتِنا
حياتُنا خَبَرٌ و السهوُ مبتدأُ ”

هذا التغافُلُ سِرُّ العيشِ في فرحٍ
لا شيءَ يُجدي .. كما النسيانِ مُلتَجَأ

# بقلمي
# رياض الصالح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق