مقالات
الشاعر القدير محمد ثابت يكتب عن القصة القصيرة والدكتور جمال التلاوي
نلتقى مع الكاتب الدكتور جمال التلاوى فى مجموعته القصصية الرائعة ( الذى كان) وهى من القطع المتوسط وتقع فى 112 صفحة والمجموعة القصصية تضم 19 قصة وفى هذه المجموعة القصصية يشهر المؤلف سيفه خارجا فى رحلة خارج الزمن يمتطى حصانه ويحارب الزيف والخيانة التى تأصلت داخل الحبيبة فهو لم يقابل فى رحلته سوى الخائنات البائعات والمتسلقات على حبال الزيف والوصولية ففى قصة ( أشواك الورد) نجده يستخدم الرمزية الرائعة التى لا تغرق فى الغموض والضبابية فجعل الحبيبة وردة جميلة لكنها وردة صلبة القلب ليست لديها مشاعر فهو يعطيها عمره ومشاعره ويغرقها فى بحر من الحنان وهى تقابله ببحر من الجحود والقلب الحجرى الذى لا يقدر مشاعر الفنان فلا يجنى منها الا شوك الورد الجاحد الذى لا يعرف الحب ولا الوفاء فكلما اعطاها الدفء والحنان اعطته الجفاء والفراق والنكران. وفى قصة ( حكاية بالونة) يخرج مثل الفارس الاسطورى ( دون كيشوت) يحارب طواحين الزيف والهواء فيعود بعد رحلتة الطويلة من الكفاح فيكتشف ان الزيف الذى ظل يحاربه عشرين عاما ازداد ونمى وترعرع ففى هذه القصة الرائعة يصور الحبيبة كأنها بالونة حقيرة وجدها ملقاة على الارض فمد يده لها ونفخ فيها من روحه وحبه حتى اصبحت رائعة الجمال والالوان وعانقت السماء والاقمار والابراج لكنها تكبرت على من صنعها وقطعت الخيط الوحيد الذى كان يربطها به فطارت بعيدة منكرة فضله فتركها يأسا لكنه سمع صوت انفجار شديد فقد انفجرت بغرورها وتكبرها لتسقط على الارض جلودا بالية تدوسها الاقدام .يالها من رمزية رائعة استخدمها كاتبنا الكبير بحرفية شديدة .ارجو لك ايها القارئ العزيز الاستمتاع مثلى بهذه المجموعة القصصية الرائعة
بقلم الشاعر/ محمد ثابت مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر