كتاب مفتوح إلى الضّمير
ملاك درويش / لبنان
عزيز الضّمير،
لكم يعزّ عليّ أن أنعاك شهيدًا على مقصلة التّأريخ، وأرتادك هامشًا على دفتر الإنسانيّة..
ها هو رغيف الخبز يناجيك في طابوره، فتجده متذمّرًا من زحمة الأيادي النّاشدة لفتاته، ومستاءً من قهقات الوقت الضّائع..
فقيدي الضّمير،
ها هو صوت الجياع يُتخِمُ بطون الأزقّة، فتجد عصافير العيون تزقزق إزاء موائد تتقيّأ الفساد..
نعم يا عزيزي..
تسابقنا المشاهد، وتزدحم في طابور الوطن المأزوم، وإذ بنا نترقّب ضربات السّياط تنخر عظام هويّتنا..
ضميرنا المغدور،
لكم يعزّ عليّ أن أنعاك ربيعًا في خريف السّطور..
مواطنة في زحمة الطّوابير
بتوقيت وطنٍ مأزوم .