مقالات
أفعى الغرور الأدبي تلدغ أحياناً لدغات عميقة وغير قابلة للشفاء، خاصة لدى الأشخاص التافهين والمعتوهين.
دوستويفسكي_قرية_ستيبانتشيكوفو_وسكانها
#الـجـهـل_والـثـقـة
يكتب تشارلز داروين ذات مرة : ان الجهل يولًد الثقة أكثر مما تولدها المعرفة, فـ من يعرفون القليل وليس من يعرفون الكثير , هم الذين يؤكدون بثقة أن هذه المشكلة أو تلك لن يحلها العلم ! بختصار لأنهم يجهلون .
فـ لو اقتصرت مسؤولية الإنسان على الأمور التي يعيها فقط، لبريء الحمقى مما يقترفون من أخطاء, ولـكن فضول الإنسان عادتاً ما يُسبب الكوارث له ولأقرانه من البشر .
وكثيراً ما يُستخدم الجهل بأشكال مختلفة لتبرير التقاعس, والإبقاء على الوضع الراهن, والإنتهازية, والتهرب من المسؤولية .
في رواية الأبله يقول دوستويفسكي : إن الإنسان ” العادي ” المحدود الذكاء يستطيع بسهولة أن يظن أنه فذ وأنه أصيل ، ويمكن أن يطمئن الى هذا الظن ويسعد به .
لقد كفى بعض آنساتنا أن يقصصن شعرهنَّ ، وأن يضعن على أعينهنَّ نظّارات زرقاء ، وأن يعلنَّ أنّهنَّ من أنصار المذهب العدمي ، حتى يقتنعن فورا بأن هذه النظارات الزرقاء تهب لهنَّ ” آراء ” شخصية واعتقادات خاصة .
وكفى فلاناً من الناس أن يكتشف في قلبه ذرة عاطفة إنسانية وطيّبة حتى يتأكد فوراً من أنه لا أحد يشعر بمثل هذه العاطفة وأنه رائد من رواد التقدم الإنساني .
وكفى فلاناً الآخر أن يتمثل فكرة سمعها من أحد الناس أو قرأها في أحد الكتب دون أن تكون لها بداية أو نهاية ، حتى يتخيل أن هذه الفكرة خاصة به ، نابعة منه ، قد نبتت في فكره وخرجت من رأسه . هذه حالة مدهشة يمكن أن نصفها بأنها وقاحة السذاجة إن صح التعبير .
ربيع محمد ديرة
—————-