مقالات

ابتكار مذيعة الذكاء الاصطناعي لمعهد الجزيرة تُقاطع المذيعة التقليدية أثناء شجارها مع روبوت قائلة: غريب أمركم انتم البشر.. دائما تتعدون على حقوق الآخرين.

الصحفية التونسية حنان لعريض

حسب ما تم الإعلان عنه رسميا، قريبا تقوم ابتكار بتقديم عدد من نشرات قناة الجزيرة فهي لا تكل ولا تمل وتعمل 24/24 ولا تتقاضى أجرا..

التعليق:
من المهم جدا الاعتماد على مذيعي الذكاء الاصطناعي خاصة بعد اعلان الميثاق الأخلاقي للذكاء الاصطناعي حينها هذا الصنف من المذيعين لن يجرأ على التعدي على الأخلاق المضبوطة بالبرمجة.. لن نشهد استضافات الرأي والرأي الاخر خارج الضوابط القيمية.. لن نتابع مذيعين في المؤسسات الاعلامية المختلفة بخطوط تحريرية تحريضية معلنة والحال أنّ ممارسيها يسمون ذلك السلوك بالحريات والحقوق.. حريات وحقوق على مقاسهم غاب فيها مفهوم الدولة وحضر فيها مفهوم السلطة.. فالدولة هي المؤسسات والديمقراطية والعدل بين الناس والانتصار للحق بغض النظر عن أصحابه وطبيعة العلاقة بهم.. أما السلطة فهي ذلك الفعل السياسي الذي يُلونه انصاره ومُعارضيه وفق أهدافهم.. لا يعنيهم الانتصار للمبادئ والقيم بقدر ما يعنيهم الشخص الذي في السلطة.. وينتصرون إليه بالحق او باللاحق او انهم يعارضونه بالحق او باللاحق.. أما الشخص الموضوعي فهو الذي يستحضر مفهوم الدولة حتى وهو يتفاعل مع السلطة..
فهل سينجح مذيع الذكاء الاصطناعي ومن بينهم ابتكار في تحقيق موازنة الدولة ام انه سيميل للسلطة؟ وهل سيظل مذيع الذكاء الاصطناعي وفيا لنظام البرمجة قادرا على تطويره ذاتيا دون تدخل البشر من أجل الالتزام العلمي الدقيق بضوابط الاخلاقيات والمواثيق؟ وعندها سنشهد إعلاما أقرب للعلم والمعرفة والعمل التقني الموضوعي بتشويق وابتكار وابداع ورُقي.. ام أنّ مذيع الذكاء الاصطناعي هو الاخر سيأتي مُثقلا بالانحرافات الهامة للقيم كما يفعل الكثير من المذيعين في تعاطيهم مع الكثير من القضايا الإنسانية.. ولعلنا جميعنا نستحضر التعاطي الاعلامي مع الحرب الروسية الاوكرانية.. ولا يغيب عنا ما يحدث في فلسطين وكيف تتعاطى معه تلك المؤسسات ذاتها..
وللتوضيح، فإنّ الاعتماد على مذيع الذكاء الاصطناعي ليس تعويضها لصحفي او الاستغناء عنه.. بل هو تقسيم للمهام وضبط حدودها بين المقدم والمعد للمحتوى الاعلامي.
في مفاهيم الإعلام يوجد الكثير من الخلط.. المقصود بالمذيع هو من يُذيع الخبر.. مهمته اذاعة الخبر اي تقديمه..
ويوجد مفهوم المُعِد وهو من يقوم بالاعداد للمحتوى وهي مهمة الصحفي.. هذه المهمة مازالت خاصة بالصحفيين ولا دخل لمذيع الذكاء الاصطناعي فيها..
التمشي الان نحو الفصل التام بين الاعداد والتقديم.. الاعداد للبشر والتقديم للذكاء الاصطناعي.. هذا هو المقصود.. لماذا هذا التمشي؟ ببساطة لان الآلة اكثر حيادا وموضوعية من البشر.. وأكثر نجاعة ودقة وقدرة على مقاومة الإرهاق.. ولا ننسى الجانب الصحي فالعمل الإذاعية او التلفزي فيه الكثر من العواقب خاصة الصحية بسبب الأشعة وغيرها..
حنان لعريض

حنان لعريض

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق