مكتبة الأدب العربي و العالمي

جلنار أو جهاد لم تكن ملقاة تحت أقدام خيول التتار كما جاء في الفيلم العربي (واإسلاماه ) !

صلاح احمد حسنين

ولم تكن عارية الشعر وتضع الأحمر والاخضر
في وجهها ولا تظهر مفاتنها كما بالفيلم !.
جهاد كانت تقف بفرسها فوق تبة عالية بالقرب من موكب السلطان قطز وكان لها دور محوري في معركة عين جالوت .
السلطانة (جلنار) أو جهاد كما بالفيلم ماتت شهيدة بإذن الله في معركة عين جالوت 25 رمضان سنة 658هـــ ودفنت في أرض المعركة دون تغسيل أو تكفين كما يفعل مع الشهداء بالضبط !.
الشهيدة بإذن الله “جلنار” لم تكن في علاقة حب محرم بينها وبين قطز كما جاء بالفيلم ,
بل تزوجها قطز قبل الخروج من مصر وكانت زوجته وقت وقوع المعركة وكانت لها خيمة خاصة بها اسمها خيمة الملكة أو السلطانة (جلنار) !.
وفي وقت المعركة كانت زوجته وليست عشيقته كما صورها الفيلم !.
نسمع القصة من كتاب “وإسلاماه” للكاتب على أحمد بكثير :
وهناك وافته السلطانة جلنار راكبة على جوادها وهي بملابس الفرسان من الأمراء إلا قناعاً من الحرير الأسود مسدولا على وجهها لولاه لقل من يستطيع تمييزها عن غيرها .
وتصحبها جاريتان حبشيتان على بغلتيهما ويسير حولها جماعة من الحراس , فضُرب لها مخيم خلف المخيم السلطاني جعل السلطان قطز يتردد عليها فيه .
أما مشهد استشهاد السلطان جلنار فقد حدث بهذه الصورة :
كان السلطان قطز يقف في موضع مناسب يدير المعركة ويحارب بنفسه مع جنوده وكان يقف بجواره صبي من التتار ادعى الإسلام .
وكان الصبي ينطلق من مكان السلطان ويشق صفوف المغول ويقتل منهم 2 و3 و5 ثم يعود سالماً إلى موقع السلطان قطز .
وارتابت السلطانة جلنار في أمر الصبي المغولي فنزلت من مكانها إلى قريب من السلطان قطز .
كان الصبي يعمل جاسوس لصالح المغول وكان يشق الصفوف ويقتل عدد من جنود قومه لإيهام السلطان أنه معه ضد قومه .
ولكن الحقيقة أنه كان يشق صفوف المغول ويعود سليما باتفاق مع قادة المغول وفي الحقيقة هو كان يدلهم على موقع السلطان قطز من أجل اغتياله وإنهاء المعركة من بدايتها .
وبالفعل ذهب الصبي المغولي إلى جيش العدو ثم عاد وخلفه خمسة فرسان ووصلوا إلى السلطان وحاولوا قتله فقضى قطز على ثلاثة منهم .
وبينما هو يتعامل مع الباقين رماه الصبي المغولي بسهم افلت منه السلطان وجاء في فرسه فوقع السلطان على الأرض.
وبينما السلطان يقاتل أحدهم جاء الصبي المغولي من الخلف ليقتله فلحقه فارس ملثم من جنود المسلمين وتبادلا الطعنات فمات الجاسوس التتري وطعن الفارس الملثم .
وصاح الفارس الملثم وهو يكاد يلفظ أنفاسه الأخيرة ( صن نفسك يا سلطان المسلمين ! ها قد سبقتك إلى الجنة !.
وجاء حرس السلطان واستتب الأمر وتم سد الثغرة مرة أخرى .
وارتاب السلطان في صوت الفارس الملثم فذهب إليه السلطان وكشف وجهه فإذا هي السلطانة “جلنار” وهي تجود بروحها .
فأخذها إلى الخيمة وطلب لها الطبيب وهو ملهوف عليها ومرعوب من الخوف ان تفارقه بعد كل هذه السنوات من الوقوع في الاسر والعبودية .
وبينما الدموع تنهمر من عين السلطان ويقول لها باكيا ( وازوجتاه …. واحبيبتاه ) فأحست به ورفعت طرفها إليه وقالت له بصوت ضعيف متقطع وهي تجود بروحها في السباق إلى الجنة ( لا تقل واحبيبتاه … قل واإسلامااااه ) … وما لبثت أن صعدت روحها الطاهرة إلى خالقها .
وهذه قصة كلمة واإسلاماه الحقيقية وليس كما جاء بالفيلم .
وكأن قطز وجلنار كانا على موعد عند الله فلم يمر إلا50 يوما فقط ولحق بها في القصة المشهورة .
رحم الله الشهيدة بإذن الله الفاضلة الطاهرة العفيف السلطان “جلنار” وتقبلها رفقة الأنبياء والصديقين والشهداء .

Salah Ahmed Hasanen

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق