مقالات
نحو فتاوى منضبطة ٠٠!! بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر ٠
مع حلول شهر رمضان المعظم نقول للوعاظ و الخطباء التزموا بالفتاوى المنضبطة و كفى تفرقة و لعب بوجدان و عقول البسطاء أو أرباب المصالح ٠٠ !٠
نحن لا نبغض أحدا و لا في خصومة بل نركز على أن نتقي الله في هذا الدين القيم و نسهل الطريق المستقيم لا اعوجاج و لا مغالة فيه ٠
و من ثم ٠٠
أولا شيء جميل أن أنعم الله عليك بحفظ القرآن الكريم أو بعضه أو أنك تمتلك ملكة الوعظ و الخطبة فحاول أن تبتعد عن الفتاوى و لا سيما المتنازع فيها و قد قُتلت بحثا من المؤسسات المختصة و استقرت فتوى بعد مداولات كثيرة و هى الأقرب إلى مقاصد الشريعة ٠٠
و الأزهر الشريف ودار الإفتاء تحسم هذا الأمر فلذا لا يجب عليك زعزعة الوضع و الطعن في أهلية المؤسسات فهى المخولة بلا شك و تدرك المصالح و المفاسد و الضرر ٠٠ الخ ٠
فلا يحق لك أن تتشدق بآراء شاذة لكسب ود جهة معينة أو الحصول على مكاسب معنوية و مادية و تتخذ اللقاءات لتسليط الضوء عليك و كفى ٠٠
و هل كل هذه المسائل و الإشكاليات و الظواهر تغيب عن المؤسسات العلمية و أنتم الأوحد الذين تعرفون و الآخر يجهل فالبيئة لها سيماتها و الحوادث تؤيد الطرح المناسب و المتفاعل مع صيرورة الحياة ٠٠
و إذا كان لزاما عليك أن تُفتى فأنقل رأي دار الإفتاء صاحبة التبعية أو أنقل جميع الآراء الفقهية المتأصلة للمذاهب المعتمدة دون تعصب أو جهل من باب الأمانة العلمية و لا تحمل الناس و لا تكرههم على نظرتك الضيقة هكذا ٠
و ما أجمل أن تُبدع في مجالك و مهنتك ووظيفتك و ترحم الناس بمساعدتهم كطبيب أو صيدلي أو مهندس أو محاسب أو محام أو معلم أو صنايعي حرفي ٠٠٠ هلم جرا ٠
فقيمة كل امريء فيما يحسنه من عمل ٠
فليس الكل مكلف أن يكون مفتيا أو واصيا على الناس و يضرب بأهل الحل و العقد في كل الأمور عرض الحائط فهذا من العنت و الاستعلاء و الخداع بغية مصالح لا ينكر هذا إلا تابع فقد الرؤية ٠٠
فحري بنا أن نقسم أنفسنا إلى قسم تُعلي من شأن العلم و العمل و الخير ٠
و قسم آخر يُعلم الناس التفقه في الدين و ما أكثرهم في المؤسسات الرسمية العلمية و في وسائل الإعلام ٠٠
و ليس الموضوع استعراض و تكرار المواضع من سواد المتحدثين نقل بالمسطرة و حفظ و تلقين و هذا نلمحه عن كثب في تسجيلات و في شتى وسائل الاتصال ليس فيه جديد و كأننا ملزمون أن لا نسمع و لا نقرأ إلا لبضعة وعاظ و خُطباء أتوا بكل هذا من الخليج في نهاية القرن المنصرم و تناسوا أن الأزهر هو صاحب الريادة في العالم الإسلامي كله بلا منازع و مصر دولة القُراء أيضا برغم من يحاول أن ينكر التلاوة و يتبنى قُراء الخليج و أخيرا كُف عنا هذه المراجعات ٠
نحن لا ننكر رأي و لا نقيد حرية و لا نعيب و لا في سباق ٠٠
لكن طالما قضية دينية بحتة نتبع جهود العلماء في مسائل ربما غير قطعية الدلالة و الثبوت و فيها وجوه متعددة و مقبولة و مستقرة فلا نعبث فيها و نساهم في فوضى الفتاوى ٠٠
و على الله قصد السبيل ٠