مقالات
أ. د. لطفي مَنْصور رِثاءُ خِلٍّ وَفِيٍّ
بَلَغَني ظَهيرَةَ هَذا الْيَوْمَ نَعْيُ الصَّديقِ الصّادِقِ الْوَفِيِّ الزَّميلِ الْمُخْلِصِ.
الْأُسْتاذُ الْفاضِلُ عَبْدُ الْكَرِيمِ الظّاهِرِ أَبُو أَحْمَدَ مُديرُ دارِ المُعَلَّمينَ في هَدار عام وَكُلِّيَّةِ بيت بيرل لِثَلاثَةِ عُقُودٍ مَضَتْ وَأَكْثَرَ.
لَقَدْ هَزَّنِي رَحِيلُ أبي أَحْمَد، وَ زادَ أَلَمي أَلَمًا وَمَرَضِي ثِقَلًا،
وَلَمْ أَسْتَطِعِ الِاشْتِراكَ في تَشْيِيعِهِ إلى مَأْواهُ الْأَخير، وَهَذا أَقَلُّ حَقٍّ لِصَديقٍ زاملْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ عِقْدَيْنِ، عَمِلْنا مَعًا في عَمِلَيَّةِ إعْدادِ الْمُعَلِّمِيَنَ وَالْمُعَلِّماتِ لِلْوَسَطِ الْعَرَبِي، وَتَخَرّجَ آلافُ الْمُعَلِّمِينَ مِمَّنْ يَحْتَلُّونَ الْيَوْمَ قِسْمًا كَبيرًا مِنَ السِّلْكِ التَّعْليمِي في الْمَدارِسِ الْعَرَبِيَّةِ.
أَمّا مَآثِرُ الْفَقيدِ فَأَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى.
أَقُولُ كَمُحاضِرٍ عَمِلَ تَحْتَ إدارَتِهِ الْحَكِيمَةِ، وَقَرِيبًا منْهُ فَعَرَفْتُهُ حَقَّ الْمَعْرِفَةِ. كَانَ الْمَرْحومُ مُخْلِصًا في عَمِلِهِ جادًّا في بِناءِ مَعْهَدِ إعْدادِ الْمُعَلِّمِينَ، مُحُبًّا لِلطُّلّاب، وَمُوَجِّها ناجِحًا في أكْدَمَةِ الْمَعْهَد: مِنْ مُعَلِّمٍ مُؤَهَّل إلى مُعَلِّم أكّاديمي.
حافَظَ أَبُو أَحْمَد عَلى صُمُودِ الْمَعْهَدِ مُسْتَقِلّا عَرَبِيًّا في كُلِّ شَيْءٍ اسْمًا وَمُسَمًّى.
أَفْنى أبو أَحْمَدَ زَهْرَةَ شَبابِهِ في خِدْمَة شَعْبِهِ في أَهَمِّ مَجالاتِ الْحياةِ وَهِيَ التَّعليمُ والثَّقاَفَةُ حَتََى الرَّمَقِ وَهَيَّأَ لِمَنْ بَعْدَهُ أَنْ يُكْمِلَ الْمِشْوار.
رَحِمَكَ اللَّهُ يا أَبا أحمَدَ وَأسْكَنَكَ فسيحَ الْجِنان بِقَدَرِ خَدَماتِكَ الْجُلَّى لِطُلّابِك
وَشَعْبِكَ العَرَبِيّ.