في كل اللقاءات الدبلوماسية والسياسية، أكدت كلمات ولي عهد المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان على ضرورة مواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الإنسانية في خروج الميليشيات من المنطقة، ووقف التدخلات الخارجية في شؤونها ،لتعزيز الأمن والإستقرار، و منذ انعقاد القمة السعودية الصينية وما قبلها من لقاءات دولية وعربية وخليجية ونحن نشهد مبادرات انسانية مستمرة، وعلاقات وطيدة، وتحسين علاقات جوار، وخطوات مبشرة بالخير، تخفف من وطأة الصراعات الإقليمية، والدولية، والخليجية التي اشتدت حدتها مؤخراً في كل المناحي، حيث الصراع بين روسيا واكروانيا، وحرب اليمن، والأزمة اللبنانية، والعراق، وسوريا، وايران، وغيرها والتي أثرت على اقتصاديات الدول والعلاقات السياسية وصلة الجوار، ولغة الحوار، وزادت من حدة المشاحنات والإنشقاقات.
مبادرات تاريخية سعودية مدروسة، منطلقة من النهج الإسلامي في تعزيز لغة الحوار، لتوطيد العلاقات، وتعزيز الصلات، توجت بالذهب لمصداقيتها، ومؤكد عليها بالكلمات ومنها ما قاله الأمير محمد بن سلمان في القمة الخليجية لدول مجلس التعاون (41) المقامة في العلا في العام 2021″ إن هذه القمة ستكون جامعة للكلمة، وموحدة للصف، ومعززة لمسيرة الخير والإزدهار، وإن هذه القمة ستترجم تطلعات خادم الحرمين الشريفيين الملك سلمان بن عبدالعزيز واخوانة قادة دول المجلس في لم الشمل، والتضامن في مواجهة التحديات التي تشهدها منطقتنا” والتي كانت أولى بوادرها الطيبة فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين المملكة العربية السعودية، ودولة قطر بدءا من نفس يوم انعقاد القمة، وما تبعها من مبادرات آخرى تصب في صالح المنطقة.
وبعدها توالت اللقاءات الدبلوماسية للسعودية والتحركات السياسية المبشرة بالخير للتخفيف من حدة الصراعات في المنطقة الإقليمية والدولية ومنها: الإجتماع العلني الذي عقد بين وزير خارجية ايران والمملكة العربية السعودية بطلب من الأمير محمد بن سلمان وبوساطة عراقية وعمانية، والتي تعد بادرة برغبة جادة لتأسس محوراً اقليميا ًمرتكزاً للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والعالم أجمع كخطوة مهمة في الإتجاه الصحيح للعرب ودول المنطقة، وللتخفيف من الصراعات والتوترات في لبنان، وسوريا، واليمن، والعراق، وايران، وتحقيقاً لمبادىء ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة ،ومنظمة التعاون الإٍسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية ، وذلك من أجل مصلحة كل انسان مواطن في المنطقة.
إن القمة العربية والخليجية الصينية واللقاءات الآخرى التي تلتها توجت نتائجها برايات السلام لمعالجتها ملفات طال الأمد فيها بالصفو المعكر، والحل المعقد، والكيد الملبد، لإنهاء صراع ديني ومذهبي وطائفي، فكان الصلح السعودي الإيراني والذي يعد نصر للإسلام والمسلمين، لإعادة خارطة التحالفات في المنطقة، واحباط الدول التي تاجرت في هذه الأزمة والقضية لسنوات طوال.
دخلت الصين اليوم في المنطقة لتلعب محورا ًمهماً وتكون قوة دعم وضمانة لهذا الصلح الذي قلب الموازين والمبني على لغة الحوار والشراكة والكسب المشترك بدلاً من المواجهة والتحالف واللعبة الصفرية لتمثل فرقا جوهرياً مع الرؤية الأمريكية المتمثلة في بناء مستقبل من خلال المنافسة والصراع.
إن تسوية الخلافات السعودية الإيرانية مبادرة طيبة ومبشرة بالخير ولكن هل سيعزز هذا الصلح موقف المملكة العربية السعودية في مواجهتها للضغوط الإسرائلية الأمريكية لتحقيق تطبيع على بياض مع اسرائيل، وما موقف امريكا المتوقلة في دول المنطقة بقوتها وعدوة الصين ومنافسها الشرس وعدتها السياسية في ظل هذا الصلح؟ وخصوصاً بعد الإنتشار الصيني في دول المنطقة والاتفاقيات المتنوعة التي عقدت بعد قمة الصين العربية الخليجية؟ وهل ستحمل ايران مصداقية هذا الصلح دون عواقب أو خداع مبني على ما مضى من كراهية، وحقد وكيد، وعدم خذلان الدعم الصيني وجهوده الساعية للسلام؟ وإلى أي مدى ستكون حكمة المملكة العربية السعودية وقيادتها السياسية في قرارتها المتخذه في حال كانت هناك تقلبات مستقبلية تؤثرعلى هذا الصلح من الجهات المعادية له أو من أيران التي نتوقع أن لا تترك غنائمها المكتسبة في اليمن وسوريا ولبنان بسهولة ؟ .
امنيات على الحدود
نتمنى أن لا تضيع جهود هذا الصلح الساعية للأمن والإستقرار في المنطقة، وأن تتبعها جهود تصب في البناء والتنمية وليس في الترميم والمواجهات والصراعات، ولأمير المملكة العربية السعودية كل الشكر والتقدير على خطواته الساعية للأمن والإستقرار