الرئيسية

جائزة محمود درويش للإبداع للعام ٢٠٢٣ تمنح للفنان القدير مرسيل خليفة

جائزة محمود درويش للإبداع للعام ٢٠٢٣
“نستقبل اليوم ١٣ آذار جديد
هذا النهار لنا كلّه
كلّه يا حبيبي،
فلا تتأخر كثيراً
لئلاّ يحطّ غراب على كتفي
وستقضم تفاحة في انتظار الأمل
في انتظار الحبيب .. ”
فتعال، تعال يا صديقي نستمهله بجدارية الشعر والموسيقى.
مع كثير من الحب!

” لعلّ أغنية مرسيل خليفة هي إحدى الإشارات القليلة إلى قدرة الروح فينا الآن على النهوض. فعندما كنّا نستثني التعبير الثقافي من شموليّة ما تعرّض له الوقت العربيّ من انهيار عام، كنّا ندافع عن أمل شخصيّ في حماية منطقة من الروح يصعب اجتياحها بالدبّابة أو بالعزلة. لقد أغلق القلب حتى صرنا ندهش من تحمّل عصفور سماء. وسط هذا الخراب كانت أغنية مرسيل خليفة تنتشل القلب والأجنحة من الركام. كانت قوتّها الهشّة هي قوّة الحياة في حصار السؤال والجواب. فيها وجدنا قدرة المأخوذين إلى الموت على الغناء، وعلى إبداع مستوى للواقع نمتلك فيه حريّة افتقدناها فيما سبق من كلام وإيقاع. البسيط ينفجر منّا لتفكيك المعقّد في الوعي والعاطفة. والواقع، حين يغنّي أحد مستوياته بهذه البساطة، يفتح نافذة للرجاء. في أغنية مرسيل خليفة خبز للكلام، وشيء واضح من جدوى ومن جمال ينفع. كنت – على سبيل المثال – أعلن لأمي الحب من زنزانة، ولكن لم تدرك هي ولا أنا أدركت فاعليّة هذا الاعتراف إلى أن فضحت أغنية مرسيل هذا الحب وفتحته على ما هو أوسع من علاقة شخصيّة ومن لحظة سجن. وهكذا ردم مرسيل خليفة الهوّة التي وسّعها الشعراء بين القصيدة والاغنيّة، وأعاد إلى العاطفة المغيبّة حضورها المنقذ للمصالحة بين الشعر الذي مجّد ابتعاده عن الناس فانصرفوا عنه. وهكذا طوّر الشعر أغنية مرسيل خليفة، كما طورّت أغنية مرسيل خليفة علاقة الشعر بالناس. ومعه صار الشارع يغنّي ولم يعد الكلام في حاجة إلى منبر، كما لا يحتاج الخبز إلى مكبّر صوت.”
محمود درويش

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق