مقالات

عيد المرأة بين النور والظلام

عبد الحفيظ إغبارية

الحياة من بدء الخليقة وإلى الآن سلسلة ثورات ؛ فكل جديد ظهر في الوجود كان تمرّداً على القديم، وتَحَدِّياً لواقع يدور في حلقة من الخواء. فوَجَّهَ الإنسان طبيعته القتالية إلى تحدّي الذات، ومُناوَأة سكون التقاليد، والتلهُّف أبداً إلى نصْبِ مشاعل المعرفة في مِعْراج طويل وشاق.

فما حاجة النساء العربيات الغارِقات في ثقافة التهميش إلى الثورات، أو الاحتفال بيوم المرأة العالمي؟
إن تفضيلهنَ الاقتعاد في منظومةٍ مقدَّسة اختزلتْ حضورَهُنَّ الأرضي والسماوي، يعني عدم الرغبة في تحدّي الزوايا المعتمة التي دُفِعْنَ إليها، ورَضِيْنَ بكامل قناعتِهنَّ التمسُّك بها.

سيكون عيداً للمرأة العربية يوم تَرْكُلُ الكرة بقدمها إلى المرمى، لا أن تكون الكرةَ التي تتقاذفها أقدام اللعّيبة الرجال.
يوم تطالب بالمفقود من الإنصاف السماوي، ستكون كما الفجر إذا اقتحمَ الظلام.
ويوم تتمرَّد على توقير الطلاسم وهَتْكِ حجاب الظلم، عندها فقط .. تكون قد بدأت بالطرْق على الجلمود بيد من حديد، واستغنتْ عن الذهب والحرير اللذَيْن طالما أقنعوها أنهما لا يليقان إلا بالحرائر، وقد سعتْ إلى التغيير بإرادتها هي لا بإرادة غيرها.
أما القانِعة بشعار ( عيد الأم وكفى )، فعندها الجنة بحالها تحت قدميها.. ولِمَ الطمع ؟ فقد ضَرَّ وما نفع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق