نشاطات

‏Siddiq Farsi‏

أطروحات وأفكار مجلس حكيم الزمان. ( الكينونيات – ١٣ ).
فيما كان ويكون وسيكون وماكان يجب أن يكون وكيف سيكون.
بقلم : صديق فارسي في ٠١ / ١١ / ١٤٣٧ هـ

( أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً ).
كيف يصبح العدو اللدود صديق حميم.

٣- (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ).

ليست المشكلة في القطع والتقاطع أوالهجر والتهاجر
أو البعد والتباعد.
لأن كل ذلك من سَنَن الحياة ومن ظواهرها.
فاليوم قد نصل هذا ونواصل ذاك ونتواصل مع من نحب ونبعد عن الذي ( ماينزل لنا من زور ) يعني الغير مهضوم ودمه ثقيل
أو كانت صفاته لا تتوافق مع أمزجتنا ورغباتنا.
وغداً قد يصبح قريباً أوحبيباً لنا لا نستغني عنه.

كل ذلك لا بأس فيه ولأن البعد أحياناً قد يكون لنا حياة.
بمعنى أن البعد قد تكون له فائدةً تعود على الطرفين أو على أحد الأطراف بمنفعة إجتماعية أو حتى صحية.
لأن البقاء مع من لاتحتمله النفس قد يكون فيه سلبيات تفوق إيجابيات التواصل الغير مجدي أو ليس مريحاً للنفس.

لذلك ربما كانت للمقاطعة في بعض الظروف حسنة تفوق المواصلة ولكن يجب في كل الأحوال ألا تصل إلى القطع.

( المقاطعة وليس القطع ).
المقاطعة التي قد تتطلبها بعض الظروف بغرض المحافظة على الود والإحترام.

( أما القطع ).
فهو مرفوض عقلاً وحكمةً وشرعاً ومنطقاً بل أنه يتعارض مع المصالح الدنيوية والإجتماعية العاجلة والآجلة.
فالإنسان بطبعه وغريزته كائن إجتماعي لا يستغنى عن الحياة مع الناس والتفاعل معهم.

هناك من الناس الشواذ إجتماعياً ولربما كانوا ممن ينتسبون للعلم والعقل ولكنهم يفقدون المصداقية والإحترام والتقدير الإجتماعي حتى من أقرب الناس إليهم
وذلك بسبب تبنيهم موقف القطيعة لكل من يخالف رأيهم ولا يسير على هواهم ورغباتهم وحتى من أقرب المقربين إليهم.

فهم بذلك يخلطون مابين الإختلاف والمخالفة .
فلا مانع أن نختلف في الرأي والوجهة والقرار ( مبدأ المخالفة ).
ولكن يجب ألا نتخالف.
بل يجب أن يقدر كل منا وجهة نظر الآخر.
ونلتمس الأعذار لبعضنا البعض.
ونحمل تصرفات بَعضُنَا البعض على النوايا الحسنة.
وبذلك نضمن عدم تخالفنا رغم إختلاف توجهاتنا……
وبالتالي لن نجد مبرراً للقطيعة فيما بيننا …..!

هناك جانب آخر من جوانب القطيعة أشد مرارةً وحسرةً وألماً .
ألا وهو عندما يقطعك من تعزه وتقدره وتحبه وتجد أن قلبك مملوء بالخير له والشفقة عليه.
ثم هو يقطعك ولا يبالي بوصلك ولا يكترث لشعورك.
بل ربما لايسأل عنك.

ولقد سمعنا في هذه الأيام من يقطع أعز الناس وأغلاهم عنده في الحياة ممن جعلهم الله محبين له بالفطرة وملأ قلوبهم رحمةً وشفقةً عليه مثل الأبناء أو الوالدين وكل من هم من طرفهم من الأقارب ومن أشد الناس قرابة وصلة به.
(ممن أمر الله تعالى بهم أن يوصلوا ).
ثم تستمر القطيعة لسنوات والعياذ بالله ولا فائدة من توسط أهل الخير ولا إستجابة لعقل ولا حكمة ولا ضمير بل ولا دين.

متجاهلاً الكثير من آيات الوعيد الشديد والتهديد والتخويف من سوء عاقبة قطع هذه الفئة من الناس على وجه الخصوص.

وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً.
على النفس من وقع الحسام المهند.

والصلة لها أعظم الأثر في الدفع بالتي هي أحسن بحيث تجعل للواصل القيمة الإجتماعية والتقدير من جميع الناس وذلك مشاهد وملموس في الحياة.
ولعل ذلك من عاجل البشرى لمن قد إمتثل أمر الله تعالى ووصل من أمر الله تعالى بوصلهم.

ولربما كان من عاجل عقوبة القاطع هو نفور الناس منه وإستحقارهم له وعدم الثقة به.
( فالذي لا يحفظ عهد الخالق لا يحفظ عهد المخلوق ).

ونكمل الحديث بكرة إن شاء الله تعالى.
وإن غداً لناظره قريب.

مقالات ذات صلة

إغلاق