هِيَ صادٍقَةٌ في سِهامِ التُّهَمِ، جَرِيئَةٌ فِي الْعَرْضِ لا تَخْشَى لَوْمًا، حَقائٍقُ مِنَ الْوُجُودِ يَعِيشُها مُجْتَمَعٌ لا يُحِسُّ بِها، لا يَسْتَطِيعُ دَفْعَها.
عِقْدٌ مِنَ الْفَرائِدِ اُخْتٍيرَتْ بِعِنايَةٍ تَدُلُّ عَلَى ذَوْقٍ سامٍ في جَمالِ اللُّغَةِ وِشِدَّةٍ تَأْثيرِها في نَفْسِ الْقارِئ. أَصْدافٌ مِنْ أعْماقِ مَرَضِنا الِاجْتِماعِي تَكْسُوها الْعَصَبِيَّةُ، وَدُسْتورُ الْعائِلَةِ، وَحُكْمُ الْأُبُوَّةِ، وَالقَسْرُ والدَّوْسُ عَلَى حُرِّيَّةِ الْفَرْدِ، وَكَمُّ الْأَفْواهِ.
إلَى مَتَى تَحْكُمُنا الْقَبيلَةُ الْجاثِمَةُ عَلَى صُدورِنا مُنْذُ الْجاهِلِيَّةِ الْجَهْلاءِ.
مُفارَقَةٌ
في وَطَنِي الْحَبِيبْ
يَقْتُلُونَ الطُّمُوحْ
يَسْحَقُونَ كُلَّ مُبْدِعٍ يُضْبَطُ مُتَلَبِّسًا بِالشُّعْورْ
يُهاجِمُونَ بَيْتَه، يُعَرُّونَ كَلِمَتَهُ الْمَصُونْ
يُمَزِّقُونَ مُسَمَّياتِهِ
يُلْقونَها عَلَى قارِعَةِ التّاريخْ
يَصْلُبُونَ مَنْ يُغَرِّدُ
خارِجَ السِّرْبِ الْمَجِيدْ
يَلْهَثُونَ في الظَّلامْ
يَقْتَنَصُونَ ظِلَّ حَنِينْ
فَتَصْمُتُ الْأُغْنِيَةُ خَشْيَةَ الْمُحْتَلِّينْ
يَسكُبُ الْبَحْرُ دَمْعَهُ الْحَزِينْ
وَيُقَبِّلُ الشّاطِئُ مِنْهُ الْجَبِينْ
فَتولَدُ صِغارُ الْمَحارْ
بِصَمْتٍ مُرِيبْ
وَتَنْتَفِضُ لُؤْلُؤَةٌ في رَحْمِ الرِّيحْ
تَشُقُّ الضَّبابْ
وَتَصْرُخُ:
كَفَى! كَفَى! كَفَى!
بُكائُي هُوَ الْبُكاءُ الْأَخِيرْ
وَتَبْدَأُ الْحِكايَةُ
حِكايَةُ انْتِفاضَةِ اللُّؤْلُؤِ والْياسَمِينْ
تَمَّتْ
في الْأَسْطُرِ الْأَخيرَةِ رَمْزٌ لِعِبارَةِ الْمَنْفَلُوطي “تِجارَةُ الْأَقاوِيلْ رائِجَةٌ في سُوقِ الْأَباطِيلْ”.
(القصيدَةُ مَنْقَولةُ)