الرئيسيةشعر وشعراء
غرائب الدهر/محمود أمين آغا
قد يحكم الليثَ في أدغاله الضبعُ
و يركع الحرُّ.. في أوصاله خنعُ
الليث يزأرُ من قهْرٍ ومن حَنَقٍ
و الضبعُ ينهش من فُجْعٍ به طمعُ!
ضامت جوارحُنا للقحط نجرعه
و غارت الشمس في غيمٍ به فزعُ
أ يضحكُ الوغدُ مفتوناّ بفِعلَته
و ينحبُ الحرُّ قد أردى به الوجعُ…!
كم من هزارٍ جميلِ الصوت ذي طربٍ !
أطرى مسامعَنا قد خانه السّمعُ
أضحى له قفصُ القضبان مسكنَه
شُلّتْ جوانحُه في صوته فَجَعُ
******************
كم من حكيمٍ تزيّا بالنُّهى زمناً..
أزرى به جاهلٌ ذو ثروةٍ بَشِعُ !
ما للكريمة..تضنى من مجاعتها !!
تغضي حياءً و يمضي دونها الشبعُ
الطهرُ يرفعُها و البؤسُ يخفضُها
كزهرةٍ ذَبُلت قد فاتها النّبُعُ..!
أمّا اللقيطةُ فالإفحاشُ ديدنُها
برّاقة الوجه..حُسْنٌ صاغَه اللمعُ !
*******************
هذي هي الحالُ..دارٌ لا بقاءَ لها
دارُ ابتلاءٍ لمَن يُصغي و يستمعُ
( هي الأمورُ كما شاهدْتَها دُوَلٌ)
تلوي السواعدَ..لا تُبقي و لا تدعُ
هي الخطوب كما ألفيْتَها عِبَرٌ..
يرجو بها المرءُ إصلاحاً و ينتفعُ
معاذَ ربّي بأن أشكو له سفهاً..!!
هو الحكيمُ لعقلٍ زانَه وَرَعُ
*******. ********. *******
ما بين قوسين مَقتبَس من قصيدة للشاعر أبي البقاء الرنديّ…
من شعري( البحر البسيط)
محمود أمين آغا