مقالات

قراءة تحليلية في كتاب اختلاق إسرائيل للدكتور محمد علي الفرا

قراءة تحليلية في كتاب اختلاق إسرائيل
للدكتور محمد علي الفرا
إن فكرة إنشاء وطن قومي لليهود لم تكُن منذ وعد بلفور المشؤوم الصادر في الثاني من شهر تشرين ثاني عام 1917م بل سبقت ذلك بسنين في أول مؤتمر صهيوني عام 1897م بزعامة تيودور هرتزل في مدينة بازل بسويسرا ، وقد ابتكر هذه الكلمة الصحفي السويسري ناتان بيرنبون في عام 1890م ، وكان يعني بذلك النهضة السياسية لليهود بعودتهم الجماعية إلى فلسطين وإعطاء مضمون سياسي وقومي لليهود ، وبعدها كان الدور المركزي في اختلاق هذه الحركة لتيودور هرتزل ، وقد طالب هرتزل في المؤتمر بإقامة وطن قومي لليهود إما في فلسطين أو الإرجنتين أو أوغندا ، وكان من نتائج هذا المؤتمر إقامة المنظمة الصهيونية العالمية لتنفيذ البرنامج الصهيوني الذي ينص على أن (هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام) وهذا المصطلح الصهيوني ( نفي الدييسابورا ) بالإنجليزية (negation of the Diaspora) وتعني نقل جميع يهود العالم إلى فلسطين وتوطينهم ، وطرد الفلسطينيين من وطنهم الأصلي ، وعملية نقل اليهود إلى فلسطين وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم تقوم على تصور أن فلسطين أرض بلا شعب ، لشعب بلا أرض ، وهو تصور خاطئ ففلسطين منذ آلاف السنين هي أرض كنعان وفيها أبناؤها الفلسطينيون ، والجماعات اليهودية لم تكُن قط شعباً واحداً بل هي تابعة لديانة وتخضع للدولة التي تعيش فيها مثلها مثل المسيحيين والمسلمين ، وصدر بعد ذلك وعد بلفور ليحقق لهذا الجماعات ما رسمت زوراً وبهتاناً واختلاق كيان مسخ من العدم إسمه إسرائيل ، وقد عارض ذلك الكثير من اليهود أنفسهم ، ومنهم علماء وباحثون وصحفيون ونشطاء أمثال ( ألبرت أينشتاين، ومارتن بوبر، وحنة أرنت، ونعوم تشومسكي ، يشعياهو ليبوفيتش، وزييف ستيرنهيل، وشلومو ساند وإيلان بابيه )
بناءاً على ما تقدم يسعدني أن أتقدم بوافر الشكر والتقدير للبروفسور الدكتور محمد علي الفرا ، الذي زودني بالنسخة الإلكترونية من كتابه الذي هو قيد الطباعة الأولى له ، والذي يتحدث فيه عن إختلاق إسرائيل ، وهو كتاب مهم جداً يُبين فيه حقائق هذا الكيان المصطنع ، ويجب أن يُدرج كوثيقة في الهيئات والمؤسسات العربية والفلسطينية المهتمة بالشأن الفلسطيني ، وأن يوزع عالمياً لأهميته ، آمل من الجميع الإطلاع عليه .
ويسرني بداية قبل أن أُقدم ملخصاً وتحليلاً موجزاً عن هذا الكتاب ، وأنا على إستعداد لتزويد نسخة منه لمن يرغب في قرائته ، وإليكم نبذة عن الدكتور محمد على الفرا فهو قامة وطنية لها وزنها في الوطن العربي فهو كاتب ومفكر وباحث في الشأن الفلسطيني خصوصاً والشان العربي عامة ، وله إنجازات كبيرة فكرية وعلمية وأدبية ووطنية ، وله العديد من المؤلفات والبحوث في هذه المجالات ، وكان عميداً وأستاذاً في العديد من الجامعات في الوطن العربي وفي أمريكا .
وإليكم الآن مُلخصاً وتحليلاً لهذا الكتاب القيِّم على شكل نقاط لمن هو مهتم بالشأن الفلسطيني وهو يتكون من المقدمة وأربعة فصول :

المقدمة
أولاً : الكتاب ينفي بأن إسرائيل الحديثة هي إعادة لإقامة إسرائيل القديمة ، وإسرائيل الحالية هي دولة مارقة وخارجة عن القانون .
ثانياً : سقوط الكثير من المؤرخين العرب والفلسطينيين في حبائل وشِراك الصهاينة ، بتركيزهم على حاضر القضية الفلسطينية دون ربطها وتأصيلها بعروبتها المتمثلة بالكنعانيين الذين استوطنوا فلسطين منذ أربعة آلاف سنة ، وهم بذلك إن كانوا عن قصد فهو بلاءٌ وشرٌ مستطير وإن كان عن غير قصد فهو خطأ فادح وعدم إدراك للنتائج ، وفي كِلتا الحالتين يُعدٌّ خيانة لتاريخهم ووطنهم ، لأن من واجب الباحث والمؤرخ ومن يدرس ويبحث في تاريخ أمة أن يكون أميناً في النقل وتحري الصدق وأن يكون مؤتمناً في النقل ، لأن ذلك يتعرض لمصير شعب ووطن ، وأي خطأ يقع فيه يتحمل مسؤوليته ونتائجه ، ويعتبر خيانة كبرى ، فتركيز هؤلاء على نشوء الهوية الفلسطينية الحديثة دون ربطها بتاريخها القديم ؛ أعطى المجال للحركة الصهيونية أن تنشر خرافاتها واختلاقاتها مدعومة بوجهات نظرة غربية واستشراقية .
ثالثاً : إنَّ عدم تأصيل الهوية الفلسطينية وإرجاعها إلى جذورها أفسح المجال للصهاينة لترسيخ مقولة وشعار الصهاينة الذي ينادون به : ( إن فلسطين أرضٌ بلا شعب لشعبٍ بلا أرض ) وكان ذلك سببه أن المؤرخين والكُتَّاب الفلسطينيين في كتاباتهم لم يكن لها عُمق تاريخي ، وارتبطت كتاباتهم فقط بتاريخ نشوء الحركة الصهيونية فقط منذ أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين .
رابعاً : اليهود هم غُزاة طارئون على أرض فلسطين سكنوها لفترات محدودة ، وإن بنو إسرائيل عبارة عن أخلاط من عصابات جامحة كما قال عنها المؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون ، وإسرائيل تركيبتها مثل أمريكا أقيمت على أنقاض شعب وهم الهنود الحمر ، وهم أتوا من كل أوروبا واحتلوا القارة الإمريكية بالقتل والتدمير وإبادة شعب بأكمله ، وهكذا هي أيضاً إسرائيل ، ولكن نحن الشعب الفلسطيني لسنا هنوداً حمراً ، ولا بد أن تأتي الساعة التي يكون فيها زوال هذا الكيان المسخ .
خامساً : الهوية العربية هي هوية راسخة وقديمة منذ أمدٍ بعيد ، ولم تتشكل في أواخر العهد العثماني والهوية الفلسطينية هي جزءٍ منها وقد كانت في القِدم بإسم بلاد الكنعانيين .
سادساً : اليهود والمسلمون ليسوا أبناء عمومة كما يُروجُ لذلك ، وهؤلاء اليهود الأوروبيون والخزريون ليسوا من نسل إبراهيم عليه السلام ، وتبقى الحقيقة التي يجب أن يعرفها الكل أن اليهود ليسوا قومية بل ديانة ينتمون لأي شعبٍ يعيشون فيه كالمسلمين والمسيحيين .
سابعاً : اختلاق إسرائيل القديمة هو من روايات توراتية أسطورية أكدها وأثبتها باحثون وأركيولوجيون ومؤرخون صهاينة ومتصهينون .
ثامناً : يجب تحرير تاريخ فلسطين القديم بالإعتماد على المكتشفات الأثرية الجديدة مثل حفريات ماري ورأس شمرا وأوغاريت في سوريا ، وما هو مُسجل في الأماكن التاريخية مثل تل العمارنة في مصر وغيرها من البلاد العربية .
الفصل الأول : إسرائيل كيان مُختلق
أولاً : الإختلاق : هو خلق شيء من العدم إعتماداُ على أوهام وأفكار وخُرافات كاذبة ، كما قال تعالى في سورة ص – الآية 7 : { مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ}
ثانياً : هناك اختلاف بين الكتاب المقدس والتوراة ، فالكتاب المُقدس يتألف من قسمين العهد القديم وهو الكتاب المُقدس لليهود ، والعهد الجديد الذي يخُص المسيحيين
ثالثاً : التوراة لم تُكتب في عهد موسى عليه السلام ، ويثبت ذلك احتواؤها على متناقضات وبيانات متضاربة وعلى أحداث حصلت بعد وفاة سيدنا موسى عليه السلام ، وقد قيل أنَّ من كتبها أُناس بعده ، وكلمة ( Bible ) هي نسبة إلى مدينة بابل في العراق حيث التدوين في فترة السبي البابلي لليهود ، وأصل كلمة ( Bible ) لاتيني تعني مكتبة ، لأن الكتاب المقدس مكون من أسفار والسفر يعني الكتاب .
رابعاً : الكتاب المقدس يعرض الكثير من الحقائق الآركيولوجية – الآثارية التي تتعارض مع ما جاء ، ولهذا لا يمكن أن يُعتمد كمصدر للتاريخ .
خامساً : محاولة التوفيق بين البينات التوراتية وغير التوراتية كإثبات لتاريخ إسرائيل القديم ، وأن جميع المرويات التي حددت تشكيل الدولة تحت حكم داود عليه السلام كانت من نتاج فترة السبي البابلي ، وكل هذه الروايات هي عبارة عن أساطير ، وكل ذلك يؤكد بأنه لم يكن في التاريخ القديم دولة يهودية على أراضي فلسطين .
سادساً : كتابة التاريخ كان عمل سياسي محض ومنحاز ، وفي الدرساسات التوراتية اختلقوا كياناً ، وأنه يوجد إسرائيل قديمة وتجاهلوا حقيقة التاريخ الفلسطيني بكامله .
سابعاً : عدم وجود تاريخ فلسطيني قديم مكتوب ترك المجال للروايات التوراتية أن تنتشر وتسيطر على التاريخ القديم لفلسطين ، وهذا يُعدُّ تنازُلاً من بعض العرب والفلسطينيين بالتنازل لمصلحة الغرب ودولة إسرائيل الحديثة ، وشجَّعَ الصهاينة لاختلاق فرضيات قومية لهم تحت مُسمى الشعب اليهودي .
ثامناً : التسلسل الزمني التوراتي في سِفر القُضاة وصموئيل هو خيال محض ، إخترعه اليهود في المنفى لكي يمدنا بمشروع ألف سنة يُغطي تاريخ وجود إسرائيل في أرض فلسطين .
تاسعاً : مُصطلح أرض إسرائيل هو مُصطلح فضفاض ، وقد استُخدم كوسيلة للإنطلاق إلى حدود أوسع وبدافع سياسي لتصور أرضي صهيوني ، ولم يكن يتماشى مع الأرض السيادية لدولة إسرائيل الحالية .
عاشراً : أرض إسرائيل لم تكن مذكورةً في التاريخ القديم وفي النصوص التوراتية والتي استخدمت التسميات الفرعونية للإقليم هي أرض كنعان ، فقد ورد في سفر التكوين –الإصحاح الثاني عشر (6/9) ( وعد الرب لإبراهيم بقوله : سأُعطيك وذريتك من بعدك أرض كنعان ) ويقول المؤرخ اليهودي شلومو ساند : ( لا يوجد أي نص توراتي ولا في أي بحث آركيولوجي مُصطلح أرض إسرائيل ليدل على إقليم جغرافي محدد ) وقد اختُلِق مُصطلح الأرض المقدسة إلى مُصطلح الأرض الموطن .
الحادي عشر : نشيد الحركة الصهيونية ( هاتكفا ) إنه مسروق من قصائد سيمفونية من عمل سميتانا (Smetana)والمعروف بموطني(Vltava) ، وكذلك بالنسبة للعلم الإسرائيلي ، فالنجمة التي عليه هي ليست نجمة داود كما يدَّعون ، وإنما هي رمز أصلهُ من شبه القارة الهندية ، وكذلك موجودة في الديانات المصرية القديمة الفرعونية وترمز للإله ( أمو ) والذي هو حورس ، وتدل النجمة السداسية على عدد أيام خلق الأرض .
الثاني عشر : التوراة المتداولة حالياً حُرِّفت وبُدِلت على يد أحبار اليهود المعروفين (بالمصورتيين) أي المُحرفين ، وقال الله تعالى في سورة النساء – الاية 46 : { مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ } وهذا ما أكده الدكتور كمال الصليبي رئيس قسم التاريخ في الجامعة الأمريكية في بيروت ، وأنكر قيام كيان إسرائيل في فلسطين ، بل أنه كان لهم كيان صغير في منطقة السراة في إقليم عسير في الحجاز .
الثالث عشر : لا تصلُح التوراة أن تكون مصدراً تاريخياً ، ولا حتى مرجعاً دينياً لأنها تحتوي على الكذب والخُرافات والأساطير ، ومن قام بكتابتها يهود غير موثوقين في فترة السبي البابلي ، قال تعالى في سورة البقرة – الاية 79 :{ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ} .
الفصل الثاني : اختلاق الشعب اليهودي
أولاً : اليهود ليسوا أجناساً ولا شعباً ، فاليهود هم ديانة وليسوا قومية وقد كذَّب ذلك علماء من أوروبا ومنهم علماء يهود أثبتوا أن اليهودية ديانة تبشيرية إعتنقتها شعوب وأقوام مختلفة مثل المسيحية والإسلام .
ثانياً : الكثير من المؤرخين والباحثين اليهود أكدوا في كتاباتهم بأن اليهود لا يشكلون جنساً كباقي الأجناس البشرية ، ومنهم الباحث اليهودي آرثر كوستلر في كتابه المسمى إمبراطورية الخزر الذي ينفي فيه وجود جنس يهودي .
ثالثاً : الإختلاف في الخصائص الجسدية لهم من طول وقامة ووزن ولون الجلد والدليل الرأسي والوجهي وفصائل الدم ، وكل ذلك حسب المقاييس الأنثروبومترية تؤكد أنهم ينتمون إلى العرق القوقازي الأوروبي وموطنهم الأصلي القوقاز وبحر قزوين ، وهم أصولهم تركية .
رابعاً : اليهود الشرقيون تناسلوا من مزيج خزري وسلافي ويهود ألمان وتشييك .
خامساً : نفى الكاتب اليهودي شلومو ساند أستاذ التاريخ في جامعة تل أبيب وجود عرق أو جنس يهودي وقد ألَّفَ كتاباً عن كيفية اختلاق مُصطلح الشعب اليهودي ، وأثبت بأن يهود العالم لم يشكلوا في الماضي شعباً واحداً ، وكذلك الحال هذه الأيام فهم مختلفون في أصولهم وعروقهم ، ولذلك فأنهم لا يتمتعون بأي حق من الحقوق الوطنية التي أقرتها هيئة الأمم المتحدة كحق تقرير المصير وإقامة دولة خاصة بهم ومن الإستقلال والسيادة الوطنية ، ولم تظهر فكرة الشعب اليهودي إلا في القرن التاسع عشر متأثرين بالحركة القومية الألمانية ، فاختلقوا أكذوبة الشعب اليهودي ، ويثبت شلومو ساند بأنه لا علاقة لليهود الذين يعيشون في فلسطين وجاؤوا من أقطار مختلفة باليهود الذين سكنوا فلسطين في العهود القديمة .
الفصل الثالث : إسرائيل دولة مارقة :
أولاً: قيام إسرائيل اعتماداً على خرافات وأساطير توراتية كاذبة ، وما بُني على خطأ فهو خطأ ، وهي دولة خارجة عن القانون الدولي ولا تضع أي ميزانٍ أو إعتبار لهذا القانون ، ولا تتقيد بالقوانين الدولية ومواثيق جنيف لعامي 1949م و 1977م أو بروتوكولاتها ، ولهذا فهي دولة مارقة بُنيت على الكذب والكفر والخروج عن الدين ومخالفة الشرع .
ثانياً : قيام الصهاينة بسياسة التطهير العرقي ، وإجراء عمليات الترحيل الإجباري للفلسطينيين وارتكابهم المجازر ضد الشعب الفلسطيني بما يتنافى مع حقوق الإنسان ويُعد انتهاكاً للقانون الدولي وانتهاكاً لمواثيق جنيف .
ثالثاً : دولة إسرائيل ضد اليهود ، وهي دولة تتميز بالعنصرية وتقول أنها دولة ليست دولة لجميع مواطنيها ، وإنما هي فقط لليهود ويستثنون الغير من المواطنة الكاملة ، ولكن حتى اليهود أنفسهم لم يسلموا من التفرقة العنصرية ، فاليهودي الأسود أو الملون ليست معاملته كاليهودي الأبيض ، فيهود الفلاشا أسكنوهم في صحراء النقب ويعاملون على أساس عرقي ، وليست لديهم مقومات المواطنة الصحيحة .
رابعاً : تسمية اليهود بشعب الله المختار هي تسمية خاطئة إنطلت على العرب والمسلمين ، فالإختيار يكون مشروطاً بطاعة الله واتباع أمره واجتناب ما نهى عنه والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهم من كل ذلك براء .
خامساً : تسخير التكنولوجيا في خدمتهم وبما يتنافى مع القيم والأخلاق وانتهاكهم للحريات العامة والخاصة للأفراد والجماعات ، وإحداث القلاقل والإضطرابات وإشاعتها في البلدان، وخلقوا نظام الأمن السيبراني الذي يُعنى بحماية الأنظمة والممتلكات والشبكات واختراقها ، ومن أخطر أجهزة التجسس التي اخترعوها هو جهاز ( بيجاسوس ) الذي يحدد المواقع بدقة متناهية وقادر على الإستماع وتسجيل المحادثات وتصوير كل شيء ، وغير ذلك من أمورٍ أُخرى .
سادساً : بعد أن سرقوا الأرض سرقوا التراث فقد نسبوا إلى أنفسهم اللباس والفلكلور الفلسطيني ، وكذلك الطعام الفلسطيني مثل الحمص والفلافل ، بل أكثر من ذلك إنكارهم لعروبة فلسطين وزعمهم أن الفلسطينيين كانوا يهوداً فاعتنقوا المسيحية ثم دخلوا الإسلام .

 

الفصل الرابع : إسرائيل واليهودية – إتفاقٌ أم اختلاف
أولاً : الصهيونية العدو الحقيقي لليهودية : الصهيونية تُقسم إلى قسمين – الصهيونية الروحية التي ينادي بها المتدينون والصهيونية السياسية التي هي قومية اليهود المختلقة في شكل تعصبي ومشروع إستعماري وهي عملية خلق دوله لليهود في قلب البلاد العربية نُفذت بالإرهاب والتطهير العرقي بحيث اساءت للديانة اليهودية ومبادئها الخلقية والسلوكية ويعارضها الكثير من اليهود أنفسهم .
ثانياً : تعرضت الصهيونية إلى هجوم عنيف من كثير من المتدينين لأنهم عدْوها ضد رؤيا العهد القديم ، وتعرضت لهجوم أعنف من يهود سياسيين الذين عارضوا بشدة قيام دولة يهودية وعلى رأسهم السير آدوين صموئيل مونتينيجو .
ثالثاً : الصهاينة السياسيون نجحوا في في احتواء اليهود المتدينين ، فغالبية الأحزاب الدينية تُشكل نواة اليمين الإسرائيلي المتطرف ، وأصبحت أكثر صهيوينة من الصهاينة السياسيين وتدافع عن إسرائيل بشراسة .
رابعاً : يوجد حركات دينية ترفض بتاتاً وتعارض بشدة قيام دولة إسرائيل وتحارب الصهيوينة ، وأهمها جماعة ناطوري كارتا وترفض الصهيوينة بكل أشكالها ، وتربط بين قيام إسرائيل وعودة المسيح .
خامساً : إسرائيل هي من صُنع الصهاينة وتجسد الفكر الصهيوني وهي المسؤولة عن عودة الكراهية لليهود والتي يسمونها اللاسامية .
سادساً : إسرائيل كيان سياسي بغطاء ديني كاذب والصهيونية حركة إستعمارية إحلالية قامت بإخلاء أوروبا من يهودها وتوطينهم داخل دولة وظيفية تكون قاعدة للإستعمارالغربي ، وتتعهد الصهيوينة بتحقيق مطالب الغرب ذات الطابع الإستراتيجي والحفاظ على بقاء الوطن العربي مُشرذما ، وهذا الكيان اشبه بكيان جنوب إفريقيا العنصري الذي استعمره الأوروبيون من هولنديين وبريطانيين في القرن السايع عشر ووضعوا سياسة الفصل العنصري – الأبارتايد –( Apartheid ) وقد أزاله المناضل نيسلون مانديلا ، وها هو الآن يُطبق حالياً في فلسطين ، ولا بد أن يزول هذا الكيان المسخ كما زال نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا .
سابعاً : مهما بلغت إسرائيل من قوةٍ ومن صلف وهمجية وقيامها بالتدمير والقتل ، ومن جانب آخر تخلي العرب عن قضيتهم ولهاثهم وراء التطبيع ووجود سلطة فلسطينية هزيلة خاضعة للإحتلال وتنفذ أوامره ، ولكن نهاية هذا الكيان حتمية وزواله لا بد منه كما حدث في الإتحاد السوفييتي ، وكما قال إبن خلدون : أن للدول أعماراً طبيعية كالأشخاص .
ثامناً : إن مونديال كرة القدم في قطر عرَّى الأنظمة العربية التي طبَّعت مع هذا الكيان المختلق والذي وجد نفسه كالحيوان المسخ الكل يرفضه ويتجنَّب لقاءه أو التحدث معه ، وقد أثبتت الشعوب العربية والإسلامية وحتى الغربية أن هذا الكيان مرفوض ، وأنه ولِد من العدم بمساعدة الغرب وهوان العرب .
تاسعاً : إن الخاسر الأكبر في قيام إسرائيل هم اليهود أنفسهم ، ذلك أن تصرفات إسرائيل وأعمالها تخالف الديانية اليهودية الأساس ، مما سيجعل الجميع يكره اليهود ، ويمتد هذا الكره ليشمل يهود العالم كله ، وهذا يثبت إن إسرائيل هي العدو الحقيقي لليهود وستكون المسؤولة عن عودة معاداتهم والتي يسمونها ( اللاسامية ) والتصويت الذي تم أخيراً في 25 / 12 / 2022 باعتبارها دولة محتلة له دلالاته وانعكاساته السلبية على إسرائيل .
ختاماً نقول أن هذا الكيان الإسرائيلي المختلق التي أوجدته الصهيونية لن يدوم ، وأن اليهود قتلة الأنبياء والذين أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجزيرة العربية وطهرها من رجسهم وخبثهم هو أكبر دليل على أن هؤلاء لا مكان لهم بيننا وهم لايمثلون أي شعب من الشعوب ، وهم فُطِروا على الفساد والإفساد وعلى دمار غيرهم ، ولا بد من زوالهم من أرض فلسطين ، وما بُني على باطل فهو باطل ، وأن زوالهم وعدٌ من الله وحتمية قرآنية ، قال تعالى في سورة الإسراء – الآيات [4-5] : { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (4) فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً(5) }

صخر محمد حسين العزة
عمان – الأردن
13/1/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق