ثقافه وفكر حر
عروس الثلج – بقلم أميرة صليبي
عروس الثلج
غنجا تمايلت الربا بعفافها
فالثلج يغزل في ثياب زفافها
وتبسمت ورنت إلى عليائها
الأبيض المندوف صار لحافها
نظرت إلى الأفق البعيد سعيدة
إن الطبيعة أكملت أوصافها
الحلة البيضاء مملكة الدنى
جمعت معاني الحسن من أطرافها
ياللجمال الرائع الحسن البهي
ملكت من الألباب كل شغافها
الشمس وسنى بين غيمات السما
تدنو وتعلو تارة أطيافها
وتمايلت طربا شجيرات هنا
وكرات ثلج كم لذيذ قذافها
فرحت بلقياه الزنابق وانحنت
وهفت إليه ثقالها وخفافها
منجيرة الراعي يسوق قطيعه
عادت من المرعي لتأوي خرافها
والسنديانات. انثنت بثقالها
في عبها قد خبأت نفنافها
والنرجسات الغافيات بحضنها
غطت براعمها تخاف قطافها
هذا الوشاح. الرائع الحسن الذي
باهت مدائننا به أريافها
فيك الجمال وأنت. سحر بهائه
بك تخرج الدنيا على أعرافها
ولعل اجلى ماتكن من الوفا
للشمس أنك تختفي وتخافها
مازال عشقك للسواقي باقيا
ستضمها وسترتمي بحوافها
لوجفت الساقي فأنت طبيبها
وإذا شكت أسرعت في إسعافها
وبخفة تكسو البراعم بردة
تحنو لها وتخاف من إتلافها
جمح الخيال بخصب خيرك مترعا
حتى الثمالة كذوب طيب سلافها
كم قرب الشيخ الجليل أحبة
حول المواقد يلتقي إلافها
يازائرا فتن القلوب بشيبه
من للجبال اعز من أضيافها
ما أعظم الباري بفيض عطائه
اعطى الطبيعة زاد في إترافها