مكتبة الأدب العربي و العالمي

أميرة_الورد_وأميرها الجزء الثالث

وبعد ذلك أخذت الوردة تتفتح شيئاً فشيئاً حتى بان في وسطها جسد فتاةٍ شابة ترقد مستلقيةً في داخلها..
كانت الفتاة من غير ملابسٍ تذكر , لكن بتلات الورود كانت تسترها.. فتقدم منها سامر وخلع ردائه وغطاها به..
نظر الفتى إليها فتحير من شدة جمالها..
كانت ذا بشرةٍ بيضاء وعينين خضراوتين وشعراً أصفر يتموج كالشلال على كتفيها.. لكن الشيئ الاكثر تميزا , هو لون تلك الشفاه الوردية التي كانت العلامة الفارقة في بحث الامير..
هنا رفعت الفتاة رأسها حتى استوت جالسة بعد أن كانت مستلقية.. نظرت حواليها ثم نظرت الى سامر فشاهدته يرمقها بنظراته, فأطرقت الى الارض وقد تورّدت وجنتاها خجلاً ثم حركت شفتيها بكلامٍ فصيحٍ جذاب فقالت :
لقد شعرتُ بك يا فتى.. أحسستُ بقوة مشاعرك وهي تحملني من عالمي الى هذا العالم..
قال سامر :
إنها مشاعر حبي لكِ يا اميرة الورد..
نظرت الفتاة إليه ثانيةً وقالت :
الحب تقول ؟؟
قال :
نعم هو الحب.. أرجو منكِ يا اميرتي أن تتقبلي مشاعري تجاهك وأن تبادليني تلك المشاعر لتجعلي مني أسعد رجلٍ في العالم..
هنا مدت الفتاة يدها نحوه مبتسمة وكأنها قد قبلت عرضه.. فشعر هو بالسعادة الغامرة وأمسك يدها ثم حملها بين ذراعيه وسار بها الى خارج الكهف, فطوقت هي عنقه بذراعيها وأخذا ينظران لبعضهما ثم قالت له :
من أنت أيها الفتى بحيث استطعتَ أن تجذبني إليك بتلك الطريقة ؟؟
قال :
اُدعى سامر , وأنا في مملكتي أمير..
ثم شرح لها كيف أحبها وتعلّق بها من قبل أن يراها.. ثم سألها عن اسمها فقالت :
إنهم يلقبوني في عالمي بأميرة الورد ولا أعلم لي إسماً آخر..
قال :
سأدعوكِ بإسم وردة….. ها..؟؟ ما رأيكِ يا وردتي..؟؟
إبتسمت هي وقالت :
الرأي رأيك يا أميري..
كانت الفتاة من اللطافة بمكان بحيث تشعر أنها ستطفو في الهواء من شدة لطافتها.. أو أنها قد تنكسر بين يديك لو حاولت لمسها..
كل ذلك جعل من سامر بالفعل أسعد رجل في هذا العالم..
فها قد تحقق حلمه وانتهى بحثه أخيراً بالعثور على معشوقته التي لا مثيل لها في كل الدنيا.. أميرةً من عالم الخيال العجيب..
وضع سامر الفتاة على ظهر فرسه, ثم ركب خلفها وأمسك باللجام وهو يطوق فتاته بين ذراعيه, ثم انطلق في رحلة العودة الى مملكته التي غاب عنها طويلا , حاملاً معه زوجة المستقبل..
وفي طريق العودة, لم تستطع وردة إخفاء انبهارها بعالم الارض.. فكانت تشير الى كل شيئ تراه فتسأل عنه سامراً بالقول : ما هذا الشيئ يا سامر ؟؟
كانت تشير الى الارانب والسناجب والاشجار والطيور والغدران والصخور.. وكان سامر يجيبها في كل ذلك بفرحٍ وحبور , ودون أدنى تذمرٍ أو فتور..
حتى وصل الاثنان الى مرتفعٍ يطل على أكبر تجمعٍ للمياه تشاهده وردة , فشهقت الفتاة لشدة عظمة ما تراه عيناها , فأخبرها سامر بأنه يسمى البحر..
إستغرقت وردة بالنظر الى البحر ثم قالت :
إنه واسع.. ومهيب..
قال سامر :
إنه ليس بأوسع من حبي لكِ يا وردة..
إلتفتت هي إليه وقالت :
أنت لا تفتأ تذكر الحب ولكنك لم تريني إياه بعد..
تحير هو فقال :
الحب إنه… إنه شيئ عميق للغاية..
قالت :
عميق ؟؟.. كم هو عميق؟؟.. أهو بعمق هذا البحر ؟؟
إبتسم هو وقال :
لا يا وردة, فالحب ليس شيئاً مادياً حتى يمكن قياسه بالاشياء.. بل هو مجموع الاقوال والافعال والمشاعر التي تجمع بين شخصين حميمين, بحيث تتوثق صلتهما بسبب ذلك الحب, ويزداد ارتباطهما ببعضهما البعض كلما اشتد الحب بينهما..
لا يمكن مقارنة الحب بالبحر.. لأن البحر له حدود , أما حبي لكِ فليس له حدود..
إستأنست هي بكلامه فقالت :
لقد شوقتني لتجربة الحب, والغوص في خباياه واكتشاف أسراره..
رد هو :
سأساعدكِ في ذلك, ثقي بي..
ثم استأنفا   المسير حتى وصل سامر أخيراً الى بلاده وسار في شوارع المملكة, فتجمهر الناس حوله بالمئات..
لم تكن عودة أميرهم هي من جمعتهم, بل إنهم كانوا مأخوذين. بجمال   الفتاة التي تجلس الى جواره على الفرس..
فقد أذهلهم تماماً جمالها الصارخ الى درجة أنهم تركوا أعمالهم وصاروا يبحلقون فيها رجالاً ونساءاً بلا استثناء, حتى شعرت وردة بالتضايق فوضعت وجهها على صدر الفتى وقالت :
سامر.. أنا خائفة..
قال هو :
أنا معكِ يا وردة فلا تخافي..
ثم ضرب فرسه فشق طريقه من بينهم حتى استطاع أن يخترقهم ويصل القصر..
وهناك.. هرع لاستقباله الملك والملكة فعانقهما سامر وقبّل أياديهما ثم أشار الى وردة وقال :
أبي.. أمي.. أود أن أعرفكما على وردة, زوجتي المستقبلية..
ما إن وقع بصر الأبوين على وردة حتى بُهرا هما أيضاً بجمالها…. يتبع

من قصص حكايا العالم  الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق