مقالات

بيان بمناسبة اليوم العالميّ للّغة العربيّة

بقلم الدكتور عبد اللطيف عبيد

تونس في 17 ديسمبر 2022 الموافق لــ 18 ديسمبر

نحن الممضين على نصّ هذا البيان الموجَّه إلى جميع المعنيّين بمسائل اللّغة العربيّة من نخب جامعيّة وشخصيّات ثقافيّة وإعلاميّة وسياسيّة وأطراف اقتصاديّة وإلى كافّة أصحاب القرار صُلبدواليب الدّولة والمسؤولين في الأحزاب والهيئات الوطنيّةوالنّقابات والمنظّمات وإلى مكوّنات المجتمع المدنيّبمختلف أطيافه وإلى جميع المواطنات والمواطنين داخل البلاد التّونسيّة وخارجها،

إذ يسعدنا ويشرّفنا أن نحتفل مع سائر الدّول العربيّة الشّقيقة وبقيّة دول العالم باليوم العالميّ للّغة العربيّة الذي أقرّته منظّمة الأمم المتّحدة للتّربية والعلم والثّقافة (اليونسكو) في سنة 2012 والذي يوافق يومالثّامن عشر من ديسمبر / كانون الأوّل ذكرى اعتماد اللّغة العربيّة لغة رسميّة من بين لغات الأمم المتّحدة السّتّ، بناءً على قرار الجمعيّة العامّة رقم 3190 المؤرّخ في 18 ديسمبر 1973،

وإذ نستحضر أهمّيّة الألسُن ودورها الحاسم في تنشئة الفرد وازدهار حياة المواطن وشحذ فكره وصقل مواهبه وفي بناء المجتمع وضمان وحدته وتماسكهوفي قيام الدّولة وتحقيق أمنها واستمرارها،

وإذ نُعرب عن فخرنا واعتزاز التّونسيّات والتّونسيّين جميعا باللّغة العربيّة، لغتنا الوطنيّة والقوميّة الجامعة ووعاء تراثنا وحصن هويّتنا ووسيلة تواصلنا مع محيطنا المغاربيّ والعربيّ وأداة تنميتنا الشّاملة وسبيلنا إلى النّهضة الحضاريّة المنشودة،

وإذ نشدّد على أنّ اللّغة العربيّة هي لغة الأصالة والحداثة والتفتّح والحريّة والكرامة الوطنيّة والعزة القوميّة، ونُقرّ تشبّثنا بدستور البلاد الذي يُلزم الدّولة بالعمل «على ترسيخ اللّغة العربيّة ودعمها وتعميم استخدامها»، ونؤكّد أيضا تمسّكنا بالمواثيق الثّقافيّة واللّغويّة الدّوليّة، ومنها «الإعلان العالميّ للحقوق اللّغويّة»، لما فيه نماء لغتنا وازدهارها وديمومتها وتعزيز استخدامها واستعمالها في شتّى مجالات الحياة فكرا وثقافة وعلما وتواصلا،

نُهيب بكافّة المواطنات والمواطنين وبجميع مكوّنات الدّولة أن يعتزّوا باللّغة العربيّة ويتمسّكوابها لغة وطنيّة رسميّة تكون لها الصّدارة في العقل والقلب والوجدان، ويقدّموها على كلّ لسان، ويعتمدوها في تدريس جميع الموادّ بمختلف المراحل التّعليميّة دون استثناء، ويستخدموها في الإدارة والإعلام والثّقافة والنّشاط الاقتصاديّ ودنيا الأعمال، بما يضمن لها اعتبارها ويحمي مجتمعنا من الغزو والتّغريب والاستلاب، ويحقّق مختلف المصالح والمنافع المرجوّة من ترسيخها وترسيمها قولا وفعلا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق