ثقافه وفكر حر

شناشيل /

شناشيل /
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – مصر ٠
————————–
((( ثمرة العقل )))
نعم أفضل مخلوق العقل ٠٠!!
و من ثم لا تسلم عقلك لأحد أو جماعة أبداً
فليس التصفيق للأغلبية المؤيدة أو المعارضة أو بين الرفض و القبول دليلا على الصواب و النضج ٠٠
و لكن يجب علينا إعمال العقل و عدم إهماله هكذا ٠٠
و أرى في قناعتي المتواضعة أن العقل جاء من العقال الذي يعقل ويربط و يحسم ضم الأشياء في اتساق وقوة دون خلل و انسياب للضياع و التلف ٠٠
فمن السهل كان على الله عز وجل أن يلزمنا دون تفكير و تدبر و تبصرة و تهيئة في كتابه المعجز – القرآن الكريم – الذي تحدى به البشر و الجن سواء ليقول لنا :
أفعل أو لا تفعل دون النظر و الاعتبار لجميع أمورنا و تنتهى عندئذ هذه القضية و فقط ٠
لكن جاء التكليف في إطار ثورة العقل و العلم معا ٠
فالعقل نور يهدي إلى سبيل الرشاد داخل معايير منظومة الأخلاق و الجمال و التضاد للتعرف على الشيء وضده ودقائق الأمور و المتشابه في حكمة بالغة من خلال التعليل ٠
فكيف نرتقي من بين سائر جميع المخلوقات دون التأمل و التفكر والوعي بل والاستكشاف لما حوله و ما ورا الطبيعة ٠٠
والاستنتاج و هذه كلها طُرق تعالج و تنمي الإدارك و الفهم و ثمرة التذوق من وراء منهج البحث العقلي للوصول للمقاصد و غاية الانتهاء ٠٠
فلا يحق الوصاية و الاحتكار على العقل و التمادي في الأباطيل و الخرافات و الجهل و التعصب إلى ما أبعد من ذلك ٠٠
فثمرة العقل حرية الرأي و بالحوار الموضوعي نصل مهما كان الخلاف بالكلمة و الاقناع ، دون الاختلاف بالترهيب و الرصاص فهذه همجية وفوضى لا تمت بصلة من قريب أو من بعيد للبناء الفكري الشامل خارج حيز و نطاق الشك و الظن في لحظات تصدم المسلمات العلمية ٠٠
و من عظمة الخالق عز وجل إنه رفع التكاليف المناط بها لدى الإنسان الفاقد للعقل كما بين لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم من خلال ثلاثة أنواع :
فيسقط التكليف مؤقتا عن المجنون حتى يرجع – و النائم حتى يستيقظ – و عن الصغير حتى يبلغ و يعقل ٠٠
فهؤلاء الثلاثة لم يستعملوا العقل على الوجه الأكمل و لذا عطل التكاليف عنهم من باب العدل و المنطق ٠٠
و يحرص الشرع على سلامة العقل في العبادات و المعاملات أيضا ٠
و هذا من رحمة الله و عظمته و عدله ٠٠
و يضفي هالة على جمال الفكر الإسلامي المستنير المستوعب لكافة الثقافات و قضايا الحياة الأخرى المتطورة على كافة الاتجاهات ٠٠
فالعقل سر المعرفة ومدخل لمباديء كل شيء حتى دقائق الأمور نستحضر الغيبات و نتقبل المرسلين أولا ثم نؤمن برسالتهم و الكُتب السماوية ٠٠
و المحصلة النهائية لثمرة العقل فبدونه يصعب التمييز و الوصول إلى الحقائق و معايشة لحظات الإبداع في سنن الكون ٠

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق