الرئيسيةشعر وشعراء
إلى محمّد / للشاعر محمد بكرية
آهٍ يا محمّد:
كم مرةً ينحَبُ قلبُك خوفًا على البلدْ!
كم مرةً يسيلُ دمُكَ وقلبُ غيرِك ما انتفضْ.
غاندي الزمان، حافيًا تذرعُ البلاد والمكان،
صامتًا، باسمًا، بكفٍ تداعبُ عجوزًا كما الولدْ.
غاندي أسمّيكَ، رؤيتُكَ رؤاكَ،
رايةً تُعليها ثائرًا،
عسكرُ الّليلِ أمامكَ ما صمَدْ.
يامحمد :
حكايا الأرض عبَثَ بها راوٍ دخيلْ،
اشْهِرْ الكلماتِ سربَ حمامٍ فوق أسنّة رماحِهم
والعَنْ كلَّ مؤرّخٍ عميلْ،
اصرخْ أيّها التاريخ سجّلْ، ما جاء في القرآن،
وتنزّلَ على ابنِ مريمَ وتوراة موسى، إيّاكَ، إيّاكَ
أنْ تنسى بكاءَ مَنْ رحَلَ وعلى أرضِه قَعَدْ.
محمّد:
يا ابنَ الأرض، يا صاحبَ الحكاية والرواية،
كم مرةً ينحَبُ قلبُك خوفًا على البلدْ!
كم مرةً يسيل دمُكَ وقلبُ غيرِك ما انتفضْ.
“أمّا الزبدُ فيذهبُ جفاءً وأمّا ما ينفعُ الناس فيمكثُ في الأرض”.
عبدٌ لله أنتَ لغيرِه ما عبَدْ.
هدأ الأنبياء يا محمد،كُلٌّ خبّأ نبوءتَه،
طوفانُه استكان وبركانُكَ ما همَدْ.
لا تبحثْ عن حقيقة التكوين،
هنا على سياجِ البيت تفتّقَ وردْ،
فوقَك أبلجتْ السماءُ سماءً من غيمِ الّلازوردْ.
لن يُضِلّوكَ، أوْ يخدعوك،
حكمةُ ديوجين، بازغةٌ ليلًا ونهارًا
على جِباه آلهة الأوليمب،
وضوءُ مصباحِه ما خمَدْ.
كمْ أنتَ شقيٌّ!
كم تعذّبتَ مثل سيزيف!
أتحملُ الصخرة على كتفيْكَ
أعلى الجبل إلى الأبدْ؟! إلى الأبد!
كم مرةً يسيلُ دمُكَ وقلبُ غيرِك ما انتفض.
رجلٌ حديد والروح نشيدُ الأناشيدْ.
يا محمّد:
لا تجزعْ، أيوبُ نبيُّ من قومه ما أتاه مدَدْ.
لا تجزعْ كي لا نجزعْ، فأنتَ السيّدُ والسندْ.
بكريّة.