مقالات

دور الذكاء الإصطناعي في تطوير المنظومة القانونية للرياضة العربية

الدكتورة سهير المهندي البحرين

الذكاء الاصطناعي مجال تكنولجي حديث ومتطور دخل كافة المجالات ومنها المجال الرياضي من الناحية الطبية والتدريبية والمهارية والقانونية ليشكل نقلة نوعية متطورة في المسابقات الرياضية والبطولات المختلفة لما يتمتع به من تقنية تكنولوجية عالية المستوى تستطيع أن تختصر الزمن للحصول على البيانات المختلفة للاعبين والأندية وتحديد المستويات العالمية في الألعاب الرياضية لتحديد الخطط والبرامج التدريبية وتطوير القوانين الرياضية اضافة إلى تطوير الإستراتجيات الرياضية من قبل القائمين عليها .

الذكاء الاصطناعي عالم من الخوارزميات لبرامج متعددة تحدد وفقاً لحاجة الاداريين والمدربين وواضعي السياسات الرياضية حول العالم والتي جعلت من المنظومة القانونية للرياضة العربية في حاجة للتغيير وفقا لهذا التطور والمرحلة التي وصلتلها هذه التقنية التكنولوجية.

الذكاء الاصطناعي ظهر في العقد الخمسين من القرن العشرين في العام 1950 عندما قام العالم آلان تورينغ بتقديم اختبار تورينج الذي قام على تقييم الذكاء لجهاز الكمبيوتر في حال قدرته على محاكاة العقل البشري حتى انتقل في مراحل متدرجة عبر السنوات حتى كان اول جهاز حاسوب  تغلب على منافس بشري في لعبة الشطرنج في العام 1997 ومن ثم بدأ التقدم في علم الذكاء الاصطناعي في بداية القرن الواحد والعشرين حتى أصبحت الروبوتات التفاعلية متاحة في المتاجر.

الذكاء الاصطناعي يعد فرع من فروع الحاسوب التي تعني بخلق آلات وأجهزة ذكية والذي لم يكن له مفهوم محدد وجاء بمفاهيم مختلفة ومنها محاكاة الدماغ البشري في القيام ببعض وظائفه المعقدة مثل التعلم والتخطيط وتمييز الكلام وحل المشكلات والتفكير العقلي والمنطقي ، كما عرف على أنه علم اختراع الآلات والبرامج الحاسوبية التي تتصف بالذكاء، وقدرة الحواسيب الرقمية على القيام بمهام معينة تحاكي وتشابة التي تقوم بها الكائنات الحياة الذكية .

ويتنوع الذكاء الاصطناعي ما بين الذكاء الاصطناعي المحدود مثل لعبة الشطرنج الموجوده على الأجهزة الذكية، وما بين الذكاء الاصطناعي العام التي تجعل االآلة هي من تقوم بالتفكير والتخطيط من تلقاء نفسها من خلال شبكات عصبية للاله تشابه شبكات الجسم البشري والتي يمكن الإستفادة منها في عملية تحليل خطط اللعب وتحركات الاعبين ومستوياتهم التدريبية في المنافسات البطولية لتحديد نتيجة المسابقة او البطولة حتى قبل المباريات التنافسية وهذا ما سيؤدي بالقائمين على التدريبيات واداري البطولات بتغيير سلسلة تنظيم البطولات والمسابقات والقوانين التابعة لها، كما هناك أيضا الذكاء الاصطناعي الفائق والذي يفوق مستوى البشر والذي يستطيع أن يقوم بالمهام بشكل أفضل مما يقوم به الإنسان المتخصص كالقدرة على التعلم و التخطيط والتواصل التلقائي واصدار الأحكام حيث يمكن أن يقوم بدور  مدر الفرق او لاعبين المنتخبات من خلال خلفية معلوماتية وبيانات علمية تم رصدها من خلال برامج الذكاء الاصطناعي عن الفرق الرياضية واللاعبين لتحديد نوعية الخطط  والإستراتجيات التي يمكن الدخول فيها للمنافسات كما يمكن أيضا ان يقوم بدور المحكم الذي يرصد تحركات المتسابقين واللاعبين والفرق المنافسة في الملاعب الرياضية ، حيث تعتمد هذه الأنواع على تصنيفات الذكاء الاصطناعي المحددة حسب الوظيفة كالات التفاعلية التي تتفاعل مع التجارب الحالية فقط وبالتطبيق على الجانب الرياضي تعطي قياس اللاعبين عن ما هو واقع ومتوفر من امكانيات ومستويات فقط ، اضافة الى التنصيف الثاني وهو الذاكرة المحدودة التي تعمل على تخزين بيانات  التجارب السابقة لفترة زمنية محددة يمكن الإستفادة منها في مسابقات رياضية اخرى خلال عام او اكثر حيث تحدد بنظام القيادة الذاتية ، كما هناك نظرية العقل التي تحدد بفهم الالة للمشاعر الإنسانية والتفاعل مع الأشخاص والتواصل معهم ، كما هنا الإدراك الذاتي التي تجعل الالة اكثر ذكاء من الكائن البشري، اضافة الى  التصنيف الخامس الذي يجعل الحاسوب قادرا على التعلم  من تلقاء نفسة من التجارب السابقة وعليه اتخاذ القرارات المناسبة حيث يمكن الإستفادة من هذا التصنيف في تحديد قرارات اختيار اللاعببين والتبديل وغيره .

الذكاء الاصطناع من منطلق انواعه وتصنيفاته يمكن الإستفادة منه بشكل كبير في حماية اللاعبين والفريق للتقليل من الإصابات من خلال الأجهزة التي يرتديها اللاعبين ، ومن خلال اختيار افضل التشكيلات وافضل الإستراتجيات والتكنيكات التي تستثمر نقاط القوة وتقلل من ظهور نقاط الضعف وتحليل النتائج ومدى قانونيتها في التطبيق ، كما يمكن الإستفادة منها في اكتشاف المواهب لتحديد الاعبين النجوم والمميزين واختيار نوعية البرامج التي تساعد على التطوير والتدريب لتحسين مستويات اللياقة ليكون هناك استثمار في الرياضة والرياضين، كما تساعد ايضا في تطوير المستوى الغذائي

ومن استخدام الذكاء الاصطناعي الروبوتات كالسيارات والطائرات ( الدرونز) والسفن من غير القيادة البشرية ، والبرامج التطبيقية التكنولوجية على اجهزة الهواتف الذكية والحواسيب.، وهذه الإستخدامات يمكن أن يستثمرها القائمون على الرياضة عربيا او عالميا  في القرارات الإستراتجية  قبل وأثناء وبعد المباريات والمسابقات والبطولات العالمية والعربية والتي بمساعدة هذه الأجهزة ااستشعارية القابلة للارتداء والكاميرات عالية السرعة والتي تقيس تكنيكات المهارات الرياضية حيث تمكن هذه البيانات المدربين من اعداد اللاعبين بشكل أفضل للمنافسة من الناحية الكمية والنوعية لتطوير البرامج التدريبية للافضل للفرق واللاعبين ، كما يمكن ان يصنف الذكاء الاصطناعي الإنماط الجسمانية وفقا للالعاب الرياضية لتسهيل عملية اختيار ما يناسب من اللاعبين للمدربين ومن هذا كل بنظرة علمية ومستقبلية فنحن نطل على تغير في صناعة الرياضة والتي ستغير من توجهات المدربين واللاعبين والمحكمين والمنظمين الإداريين والمحللين والإستراتجيين وغيرهم من يعني بشؤون الرياضة على  المستوى .

كما لا ننسى بان هناك تحديات تواجة الدول العربية مقارنة مع الدول المتقدمة والمتطورة في هذا المجال والتي سوف تعطي وقفة  للرياضة العربية لمراجعة استراتجياتها وخططها ونشاطتها الرياضية قبل المشاركات العالمية في المسابقات والبطولات الدولية بجانب امكانياتها في توفير هذه البرامج والروبوتات المختصة في المجال لتواجهة  الجديد الحديث في عالم الرياضة .

كما من الضرورة أن تكون هناك اليات عربية مشتركة ووحدة بيانات حول التحليلات العربية للاعبين والفرق العربية لمقارنتها مع المستويات العالمية ، حيث بدأ الذكاء الاصطناعي اليوم في لعبة الكركيت لتحسين استراتجية اللعبة والتعلم من خلال التنبؤ بالنتائج وتطوير الملاعب الداخلية والمغلقة التي تضمن استمرار اللعبة حتى في ظروف الطقس السيئة ، ولعبة البيسبول التي استخدمت الذكاء الاصطناعي واحدثت فرق في الرياضة حيث تم اكتشاف لاعبين جدد وجمع معلومات عن اللاعبين ومتوسط سرعتهم والزاوية التي يضربون بها مضربهم او السرعة التي يمكنهم بها ميها للخارج كما استخدم الواقع الإفتراضي الواقع الذي تضمن محاكاة تسمح للمضاربين بالتدرب والضاربون باتقان الرميات بواسطة رماة محددين ، كما استخدمت ايضا لعبة التنس الذكاء الاصطناعي الذي اعاد الحياة الى الملاعب بفضل التقنية الرائدة التي تمتلك الفهم والتعلم والتفاعل حيث سمح لعشاق التنس بمشاهدة اللعبة من مسافة قريبة واكتساب رؤى قيمة وتحسين تجربة المشاهدة لديهم ، كما هناك كرة السلطة التي ساعد فيها الذكاء الاصطناعي  اللاعبين في تحسين تسديد كرة السلة حيث أنه يكتشف التطبيق الشخص والسلة والخط المكون من ثلاث نقاط ويكتشف ما ذا كانت الكرة من صنع أم خطأ  كما أنه يوفر احصائيات اطلاق نار اخرى مثل زاوية الإطلاق والقفز العمودي ووقت رد الفعل وزاوية الساق .

تعدد استخدام ووظائف الذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي فكان منها تحسين اسلوب اللاعبين ، وتحسين قرارات المدربين ، مساعدة القنوات الإعلامية لالتقاط افضل اللقطات من خلال كاميرات الذكاء الاصطناعي ، ساعدت الحكام على التحليل الإستراتجي التلقائي والدقيق، والتنبؤ بالأنماط في الرياضة.

في الحقيقة تعددت استخدامات الذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي فكانت المتطلبات المعنوية والمادية التي تعد من التحديات لمواجهة هذه التغيرات التي ستعمل على نقلة متطورة في المنظومة الرياضية  والقانونية لها فكان من الضرورة وضع اليات لهذا التحسين في توفير الإمكانيات اللازمة لذلك والتدريب على استخدام هذه التقنية بجدية و دقة علمية متطورة لجميع القائمين  في المنظومة الرياضية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق