التكنولوجيا

شاهد تطور الصفائح التكتونية من مليار سنة مضت وحتى اليوم في 40 ثانية

تتحرك الصفائح التكتونية في قشرة الأرض باستمرار لإعادة تشكيل تضاريس كوكب الأرض وقاراته ومحيطاته.

وفي واحدة من أكثر النماذج اكتمالا لحركات الصفائح التكتونية التي جمعت على الإطلاق، اختصر العلماء في عام 2021 مليار سنة من الحركة في مقطع فيديو مدته 40 ثانية، حتى نتمكن من رؤية كيف تفاعلت هذه الصفائح الصخرية العملاقة بمرور الوقت.

وأثناء تحركها، تؤثر الصفائح على المناخ، وأنماط المد والجزر، وحركات الحيوانات وتطورها، والنشاط البركاني، وإنتاج المعادن، وأكثر من ذلك: إنها أكثر من مجرد غطاء للكوكب، إنها نظام دعم الحياة الذي يؤثر على كل ما يعيش على السطح.

وأوضح عالم الجيولوجيا مايكل تيتلي، الذي أكمل درجة الدكتوراه في جامعة سيدني، ليورونيوز في عام 2021: “لأول مرة تم بناء نموذج كامل للتكتونية، بما في ذلك جميع الحدود. وعلى مقياس زمني للإنسان، تتحرك الأجسام بالسنتيمتر في السنة، ولكن كما هو مبين من الرسوم المتحركة، كانت القارات في كل مكان. ومكان مثل القارة القطبية الجنوبية الذي نراه اليوم مكانا باردا وجليديا غير مضياف، كان في الواقع في يوم من الأيام هادئا ووجهة عطلة جميلة عند خط الاستواء”.

ويعد فهم حركات وأنماط تحرك التكتونات أمرا بالغ الأهمية إذا أراد العلماء التنبؤ بمدى قابلية كوكبنا للسكن في المستقبل، وأين سنجد الموارد المعدنية التي نحتاجها لضمان مستقبل طاقة نظيفة.

ويتم تقدير حركة الصفائح من خلال دراسة السجل الجيولوجي، المغناطيسية التي توفر بيانات عن المواقع التاريخية للركائز فيما يتعلق بمحور دوران الأرض وأنواع المواد المحبوسة في عينات الصخور، التي تساعد في مطابقة قطع الألغاز الجيولوجية السابقة معا.

وهنا بذل الفريق جهودا كبيرة لاختيار النماذج الأكثر ملاءمة المتوفرة حاليا والجمع بينها، والنظر في كل من حركات القارات والتفاعلات على طول حدود الصفائح.

وقالت عالمة الجيولوجيا سابين زهيروفيتش من جامعة سيدني: “كوكب الأرض ديناميكي بشكل لا يصدق، حيث يتكون سطحه من صفائح تتزاحم باستمرار بطريقة فريدة من نوعها بين الكواكب الصخرية المعروفة. وتتحرك هذه الصفائح بالسرعة التي تنمو بها أظافر الأصابع، ولكن عندما تتكثف مليار سنة في 40 ثانية، يتم الكشف عن رقصة ساحرة. المحيطات تنفتح وتغلق، وتتفرق القارات وتتجمع بشكل دوري لتشكل قارات عظمى هائلة”.

وكلما ذهب العلماء إلى الماضي، أصبح من الصعب تقدير كيفية تحرك الصفائح، وفي هذه الحالة، تم تخطيط حقبة الطلائع الحديثة إلى العصر الكمبري (منذ 1000 إلى 520 مليون سنة) على وجه الخصوص بعناية ووضعها في خط لتتناسب مع المزيد السجلات الحديثة التي لدينا.

ويعترف العلماء أن عملهم يفتقر إلى بعض التفاصيل الدقيقة، لكنهم يأملون أن يكون بمثابة مورد مفيد وأساس للدراسة المستقبلية لهذه الحركات وتأثيرها لديك على كل شيء آخر على هذا الكوكب.

وكشف عالم الجيولوجيا ديتمار مولر، من جامعة سيدني: “ابتكر فريقنا نموذجا جديدا تماما لتطور الأرض على مدى المليار سنة الماضية. كوكبنا فريد من نوعه من حيث الطريقة التي يستضيف بها الحياة. ولكن هذا ممكن فقط لأن العمليات الجيولوجية، مثل الصفائح التكتونية، توفر نظاما لدعم الحياة على كوكب الأرض”.

ونُشرت تفاصيل البحث كاملة في مجلة Earth-Science Reviews.

المصدر: ساينس ألرت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق