أطلقت المنظمة الأممية في العام 2021 التقرير العالمي بشأن السمع، الذي سلط الضوء على تزايد أعداد الأشخاص الذين يعانون من فقدان السمع والأشخاص المُعرضين لهذه المشكلة. وأشار التقرير إلى مكافحة الضجيج باعتبارها أحد التدخلات السبعة الرئيسية الواردة في الحزمة المُشار إليها اختصاراً بحزمةH.E.A.R.I.N.G،مشدداً على أهمية الحد من التعرض للأصوات الصاخبة.
تحت عنوان “اعتن بسمعك، وانعم به مدى الحياة”، سيُنظم اليوم العالمي للسمع لعام 2022 بالتركيز على أهمية الوقاية من فقدان السمع ووسائلها من خلال الاستماع المأمون، وسيحمل الرسائل الرئيسية التالية:
- يمكن الحفاظ على السمع الجيد من خلال الإعتناء بالأذنين والسمع.
- يمكن الوقاية من كثير من الأسباب الشائعة لفقدان السمع، بما في ذلك فقدان السمع بسبب التعرض للأصوات الصاخبة.
- يمكن أن يحد “الإستماع المأمون” من احتمال فقدان السمع المرتبط بالتعرض للأصوات للأغراض الترفيهية.
في هذا اليوم المهم، لا بد لنا من التطرق لمشكلة أساسية يعاني منها الملايين حول العالم بمختلف أعمارهم، ألا وهي ضعف السمع، مع الحديث بإسهاب عن أسبابها، أعراضها وطرق علاجها كما جاءت على موقع “ويب طب”.
كيف يحدث ضعف السمع
يمكن لضعف السمع أن يحدث نتيجة عوامل عدة، منها الضرر في الأذن الداخلية جراء تمزق الشعيرات والخلايا العصبية الموجودة في القوقعة بسبب الضجة والضوضاء، ما يؤثر على وصول الإشارات الكهربائية للدماغ وبالتالي فقدان السمع.
كما أن تراكم شمع الأذن وحدوث التهابات في الأذن، أو نمو بعض الأورام في الأذن الوسطى والخارجية، أو تمزق طبلة الأذن أو ثقب غشاء الطبلة بسبب الضوضاء القوية والتغيرات المفاجئة في ضغط الأذن يمكن أن يتسبب في ضعف السمع وفقدانه على المدى الطويل.
هناك أيضاً بعض عوامل خطر الإصابة بضعف السمع والتي تؤدي بدورها لفقدان الشعيرات والخلايا العصبية في الأذن الداخلية، نستعرضها بالآتي:
- الوراثة.
- الشيخوخة والتقدم بالسن يتسببان بانحلال هياكل الأذن الداخلية الحساسية وتآكلها مع الوقت.
- الضوضاء العالية والمهنية: في حال التواجد في أماكن تحدث فيها ضوضاء قوية أو العمل في أماكن ذات ضجيج عال مثل الآلات وغيرها.
- تناول بعض الأدوية مثل المضادات وبعض أدوية العلاج الكيميائي يمكن أن يُلحق الضرر بالأذن الداخلية، ويؤديلتأثيرات مؤقّتة كطنين الأذن أو فقدان السمع في حال كانت الجرعات عالية جدًا.
- الإصابة ببعض الأمراض التي قد تؤدي لارتفاع الحرارة في الجسم واتلاف القوقعة.
ما هي أعراض ضعف السمع
في حال شعرت عزيزتي بأي من الأعراض المذكورة أدناه، ننصحك بالتوجه نحو الطبيب المختص لعمل الفحص اللازم:
- غمغمة الكلام والأصوات الأخرى.
- صعوبة في فهم الكلمات، خاصة في حالة وجود ضجيج في خلفية المحادثة.
- صعوبة في سماع الحروف الساكنة.
- الطلب المتكرر من الآخرين للتحدث ببطء وبصوت مرتفع.
- الحاجة إلى رفع صوت التلفاز والأجهزة من حولك.
- تجنب بعض العادات الإجتماعية وتجنب الأحاديث مع الآخرين.
كما أن تفاقم مشكلة ضعف السمع بسبب عدم علاجها والتغاضي عنها، قد يتسبب بمضاعفات عدة منها الإكتئاب والقلق والشعور الزائف بأن الآخرين غاضبين منك.
كيفية تشخيص وعلاج ضعف السمع
في حال الشك بضعف السمع، سوف يبادر الطبيب المختص للطلب منك الخضوع لبعض الإختبارات لتبيان حالة ضعف السمع والدرجة التي وصل إليها.
ومن هذه الفحوصات، الإختبار الجسدي للبحث عن شمع متراكم في الأذن أو التهاب أو ورم معين. كما يلجأ الطبيب لاختبار فحص السمع العام بحيث يطلب منك إغلاق الأذن والإستماع لأصوات معينة ثم التبديل بينها، واختبار الشوكة الرنانة وخلاله يتم استخدام أدوات معدنية لفحص مدى القدرة على سماع الضوضاء مقابل الأصوات المنخفضة للمساعدة على تحديد موقع الخلل في الأذن، إضافة إلى اختبار السمع وفيه يقوم المريض بارتداء السماعات والإصغاء إلى مجموعة من الأصوات التي تتردد بقوى مختلفة وترددات متنوّعة.
أما علاج ضعف السمع فيتم بناء على السبب وراءه، ويهدف لتحسين القدرة على السمع بشكل جيد. وتشمل العلاجات:
- إزالة انسداد الشمع للتخلص من تراكمه في الأذن وتأثيره على صحة السمع.
- اللجوء للجراحة في حال معاناة المريض من التهابات متكررة أو أورام حميدة صغيرة.
- ارتداء أجهزة مساعدة تعمل على تعديل نغمات معينة حسب نوع التلف الحاصل في الأذن الداخلية.
- زراعة القوقعة: وهي الحل الذي يلجأ إليه الطبيب في حال كان المريض يعاني من ضعف سمع حاد، بحيث تتم زراعة قوقعة صناعية تعمل كبديل للأجزاء التالفة بدل التأثير على حجم الموجات الصوتية.ويحتاج المريض لمعرفة إيجابيات وسلبيات هذه العملية قبل الخضوع لها.
ختام القول، أن ضعف السمع هو أحد المشاكل الصحية التي تواجهنا في الحياة جراء ممارسات حياتية خاطئة أو الإصابة ببعض الأمراض. وينبغي علاجه وعدم إهماله كي لا يتحول إلى مشكلة خطيرة ويتسبب لك بحرج اجتماعي وكآبة على المدى البعيد.
