مقالات
“حرب أوروبية”
يقول شيشكين إن موت بوتين في يوم من الأيام أمر حتمي، لكن هزيمة روسيا ليست كذلك
ونختم مع مقال رأي للروائي ميخائيل شيشكين، الفائز بجائزة “بوكر الروسية”، في الغارديان، بعنوان “الغرب يحاول أن ينسى بهدوء الحرب في أوكرانيا. إنه يعرض نفسه للخطر”.
ويقول الكاتب “في عام 2014، بعد فترة وجيزة من ضم شبه جزيرة القرم، كتبت، بإلحاح متزايد، أنه في القرن الحادي والعشرين، لم يعد هناك شيء اسمه حرب محلية بعيدة. كل حرب هي الآن حرب أوروبية. وقد بدأت هذه الحرب الأوروبية بالفعل”.
لقد حذرت من أن ضم فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم من شأنه أن يخلق موجة من الوطنية. عاجلا أم آجلا، ستنكسر هذه الموجة، وبعد ذلك سيحتاج بوتين إلى رياح جديدة. لقد كتبت عن كيف أن سنوات من عدم الاستقرار المزمن في البلقان ستخلق مستويات عالية من الهجرة إلى البلدان الأوروبية، مع موجة أكبر بشكل لا يمكن تصوره من اللاجئين من أوكرانيا”، يضيف الكاتب.
ويوضح “أغلق السياسيون الأوروبيون أعينهم على الواقع في محاولة لكسب ود الناخبين. إذن، أراد الناخبون السلام أيضا. وظائف، لا ارتفاع في الأسعار وعطلات لطيفة”.
“والآن، ها نحن هنا: في خضم حرب أوروبية، نواجه موجة غير مسبوقة من اللاجئين من أوكرانيا، ونتساءل كيف كان من الممكن أن يكون السياسيون لدينا عميانا. لم يعد أحد يستمع للكتاب. الدرس الحقيقي الوحيد الذي يمكننا استخلاصه من التاريخ هو أن التاريخ لا يعلّم شيئا”.
ويلفت إلى أنه “في ألمانيا، جمع المثقفون آلاف التوقيعات على عريضة تطالب حكومتهم بوقف تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا، لأن ذلك قد يؤدي إلى حرب عالمية ثالثة. كتبوا ‘نريد سياسة سلام وليس حربا’. لكن الحرب العالمية الثالثة قد بدأت بالفعل. بدأت في عام 2014. كيف يمكنك علاج عمى شخص إذا كان يريد أن يصبح أعمى”؟
ويرى الكاتب أن “السؤال الآن كيف ومتى تنتهي هذه الحرب؟ لم تنته الحرب ضد ألمانيا النازية بموت هتلر، ولكن بهزيمة عسكرية مدمرة. إن موت بوتين في يوم من الأيام أمر حتمي، لكن هزيمة روسيا ليست كذلك”.