مكتبة الأدب العربي و العالمي

في مثل هذا اليوم، وقبل 62 عاما كان افتتاح مكتبة بلدية نابلس العامة .. ملكة مكتبات فلسطين ..

فأي ذكرى كانت لديكم تحدثوننا بها؟

نابلس مدينة العلم والثقافة، قد تفتحت كزهرة تنشر عطرها من العلم والمعرفة، فكانت المكتبة العامة بجهود بلدية نابلس ومجموعة من الشخصيات الغيورة على نابلس لتنهض وتكون واحدة من أبرز وأهم المتغيرات التي قامت بها بلدية نابلس في الشأن المعرفي والثقافي.

62 عاما، وهذا الصرح الثقافي الكبير يقف شامخا، يحتضن بين جوانبه أمانة الحفاظ على الإرث الثقافي، ونشر المعرفة، تلك الأمانة التي احتضنتها المكتبة في مسيرتها الممتدة.

بدأت مرحلة التأسيس كفكرة في العام 1958، إلى أن جاء الإعلان الرسمي عن انشائها رسميا في التاسع من تموز من العام 1960 بقرار ريادي اتخذه المجلس البلدي في حينه والذي كان يرأسه المرحوم الدكتور أحمد السروري، وافتتحها في حينه العاهل الأردني شخصيا كأول مكتبة عصرية عامة في الأردن وفلسطين إبان العهد الأردني.

وجدير بالذكر أن عدد موظفي المكتبة في السنوات الاولى كان لا يتجاوز خمسة موظفين، حيث وضع في هذه السنوات المنهج واللبنات الاساسية لعمل المكتبة واختير نظام (ديوي العشري) لتصنيف الكتب ووضعت انظمة فهرسة المكتبة.

وعلى الرغم من قلة أعداد الكتب في بداية مسيرتها، التي لم تتجاوز الألف كتاب مما تبرع به أهالي المدينة وأعضاء مجلس البلدية وموظفيها، الا أن المكتبة لم تلبث أن قفزت قفزات نوعية واستمرت بالتطور والازدهار سنة تلو الاخرى رغما عن كل الظروف الصعبة والتعديات والتضييق والمصادرة التي مرت بها إبان سنوات الإحتلال.

زار المكتبة عدد من الشخصيات البارزة فلسطينيا وعربيا، على مستوى السياسة والفكر والفن، كان أبرزهم الرئيس الرمز أبو عمار، وزارها من كبار الكتاب الكاتب العربي الجزائري واسيني الأعرج وإبراهيم نصر الله وغيرهم وأقاموا فيها أمسيات أدبية وشعرية، وغنى في حديقتها عدد من الفنانين العرب.

يحق لمكتبة بلدية نابلس العامة اليوم أن تزهو بين المكتبات العريقة بأعداد كتبها التي جاوزت الـ (125) ألف كتاب، في مختلف ميادين المعرفة ولأئمة الفكر والكتابة والتأليف، وبمقتنياتها الفريدة من الوثائق والسجلات التاريخية لبلدية نابلس وملفات دوائر الأوقاف وبأرشيفها الصحفي الممتد من عشرينيات القرن الماضي، وبأنشطتها الثقافية والمجتمعية.

تتيح المكتبة العضوية لجميع فئات المجتمع، من الأطفال والشباب والكبار من الجنسين، ويتمتع المستفيدون جميعا بالخدمات التي تقدمها المكتبة بما فيها خدمة الإعارة الخارجيّة.

تزهو المكتبة بموقعها الهادئ، في حديقة المدينة العثمانية الجميلة التي أنشئت في العام 1911 كاستراحة للجيش العثماني وفيها دار للسينما واستراحة حيث عرفت موقعا بالمنشية، لترقد وسط باقة من الاشجار اليافاوية الأصل منذ مائة عام وتدللها نافورة مياه عذبة وتطرب آذانها عصافير الدوري والسنونو وطرقات نقار الخشب والزاغ.

هي معشوقة الأجيال وموئل المثقفين وطلبة العلم في المدارس والمعاهد والجامعات ومحطّ ذكرياتنا الجميلة ..

المصدر : مركز جفرا المجلس التنفيذي  جامعة  القدس المفتوحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق