اقلام حرة

قصة معبرة

يحكى أن ملكاً رأى فى منامه أن أسنانه كلها سقطت أمامة وهو ينظر إليها، فطلب من أحد المفسرين تأويل رؤياه،
فقال المفسر : سيموت كُل أقاربك أمام عينيك!
فغضب الملك غضباً شديداً وأمر بحبس المفسر، وطلب مفسراً آخر، فلما حضر وقص عليه رؤياه،
قال المفسر : إيها الملك سيموت كل أهلك أمامك!
فغضب الملك غضباً أشد من غضبه الأول، وحبس المفسر في السجن مع المفسر الأول
وما أن سكن غضب الملك حتى طلب مفسراً ثالثاً وقص عليه رؤياه،
أبتسم المفسر وقال : رأيت خيراً إيها الملك، ستكون أطول اهلك عمراً!؟

التفسير الأخير للرؤيا لا يختلف من حيث المضمون عن التفسيرين الأولين، ولكن يختلف من حيث الأسلوب، ما دام اهل الملك سيموتون في حياته، فهذا يعني أنه سيكون أطول أهله عمراً !

النتيجة واحدة من حيث المضمون لكن المسافة شاسعة بين أسلوب وأسلوب.
علينا أن نختار مُفراداتنا بعناية كما نختار ملابسنا وعطورنا لأن الكلام أناقة لا تقل أهمية عن أناقة الثياب ورائحة لا تقل شذى عن رائحة العطور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق