اقلام حرة

أنا والشرطي صرنا اصحاب … بقلم : د. عائشة الخواجا الرازم

المنفذ والكوع الحامل لأرتال السيارت المنهمرة من العبدلي باتجاه الشميساني ثم تنعطف باتجاه جبل عمان وعبدون والعاصمة وغرب العاصمة ومسارب شرق عمان للياسمين والدنيا كلها … هذا المنعطف يغلقه ساحر خفي الله أعلم من هو !!! فتستمر آلاف السيارات مغلوبة على أمرها وتحوس حوسة العذاب والاختناق وتسبب كارثة الازدحام في قوارير الشميساني … والشميساني مش ناقصه …
إن إغلاق هذا المنفذ المتنفس يحشر آلاف المركبات في أزقة وشوارع وطرقات وأعناق زجاجات الشميساني …
كل مرة أصف سيارتي وأرفع الطرابيش المغلقة للمنفذ وأشير للسيارات المزدحمة والتي تولي وجوهها نحو يوم الحشر في الشميساني … الحقوني … فتهر السيارات ورائي وتخفف الكارثة الموعودة …وأسير وأتوجه لبيتي في عبدون أو لمكتبي في العاصمة بدون أن أضيع ساعتين في دهاليز الشميساني وبغير سبب وجيه أبدا لتسكير هذا المنعطف الذي يشكل رئة تحتاجها عمان بشدة …
من هو المسؤول الذي يغلق هذا الطريق ولماذا ؟؟؟؟ فهذه الرئه من أنجح رئات المنطقة والتي تسلك وتيسر مسار المواطنين … !
العاصمة تحلم وتطمح لهكذا منافذ لا خطورة منها إطلاقا …
ومن هي الجهة المسؤولة عن ذبح العاصمة من الوريد إلى الوريد بتخطيط مرعب لخلق أزمة قاتلة للناس ؟؟؟ ولماذا يتم صناعة أزمات مرورية في العاصمة ؟ من هي المؤسسات والجهات والأمانات المستفيدة من نتائج ارتكاب جرائم تجزير وتسليخ لحم وعظم المواطنين والبلد ؟؟؟
أرجو أن يهدينا الله …
بالأمس شاهدني شرطي وأنا أرفع الطرابيش وهرع إلي وتوقفت السيارات ورائي لتسحب خلفي بعد أن شاهدني من يلف الجزيرة مخالفا ليتحاشى دخول الشميساني والشرطي لا يسائلهم … لا يسائلهم لأنه اعتاد على ما يبتكره الناس في حلقة معدومة النفاذ إلا بالدخول لأزمة مروعة …
قال لي الشرطي الشاب الأمير : ليش هيك بتعملي ؟ حركي سيارتك مدام …
قلت : ليش مسكرين هالمتنفس لهالبشر … والله يا ابني حرام …كارثة !
قال تحركي من هون …
وباشر بإغلاق الطريق … هو يغلق وأنا ارفع الطرابيش …هو يغلق وأن أعيد رفع الطرابيش وأصفطها على الرصيف
هو يعيد الطرابيش وهو يطلب مني الحركة باتجاه الشميساني ، ويردد راح تعلقي وتكون روحة بلا رجعة !!!
روحة بلا رجعه يا ابني ؟
وأقول : والله مفتوحة …يا ماما افتحها لهالناس حرام … مين سكرها وليش ؟؟؟
والسيارت تطلق الزوامير وتتفرج علينا …مثل تاع تفرج يا سلام … ففي الأصل هي متوقفة وسيدنا عوكل ما حركها لأن الشميساني كانت تفيض ولا منجى …وبعد أن تعبت من لعبة القط والفار وكان مؤدبا فاستثمرت أخلاقه وهدوءه وقلت :
يا ابني .. يا ماما … يا عيوني الله يرضى عليك ويحنن عليك سلك هالناس والسيارات والله مفتوحة … خليني أنزل وخلي السيارات تلحق وهيك بتخف الأزمة الطاحنة اللي إنت شايفها …لا تخاف …الطريق مفتوحة وهلأ بتشوف …! قال : طيب وإذا مسدودة كيف بدي أرجعكم ؟
قلت وقد تأكدت بأنه امتلأ بالحزن علينا وعلي أنا كمان : أنا كل يوم بفتحها الصبح وبفتحها في المسا والسيارات بتدحل ….وما بعرف مين برجع بسكرها …وهي سالكة ومافيها زلزال ولا ورشة …والله ما فيها إغلاق !!!
ترك الشرطي الطرابيش بفسحة دخول سيارة وهو يقول : طيب … الله ستار ..
نزلت ولحقت بي عشرات السيارات ومنذ تلك اللحظة والطريق المتنفس هذا مفتوح عادي !!
من الذي أغلقه مجددا ولماذا …وبدون سبب أبدا ؟؟ مش حرام !!!
مش حرام المركبات بدل دخولها في هذا المنعطف المنفذ ، تنهمر بالآلاف في الشميساني وتحوس ساعة إضافية بمال وأعصاب وعذاب وازدحامات ؟
تحية ومحبة ودعاء لذاك الشرطي المحترم …الحنون !! الله يكثر من أمثالك يا أمير … ويا ريتك فجأة تطلع عليك ليلة القدر وتصير مدير سير !!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق