الحركة بركة، قول شعبي لا يزال متداولاً بشكل كبير ويلجأ إليه خبراء الصحة والتغذية على الدوام، بعدما تأكد أن الخمول والكسل وقلة الحركة هي واحدة من العوامل السيئة التي تزيد من خطر الأمراض المزمنة وعلى رأسها السمنة.
وتعد الحركة المنتظمة والتي تتمثل في ممارسات عدة، مثل المشي وأداء المهام اليومية في المنزل، وصعود الدرج عوضاً عن استخدام السلالم وغيرها، من الطرق الفعالة في تحسين الصحة العامة وتقوية العظام والعضلات لمنع الإصابة بأمراض معينة مثل آلام الظهر، هشاشة العظام، التهاب المفاصل وغيرها.
كما أن المشي يقوي عضلة القلب ويساعد على تخفيف الوزن وتحسين الحالة المزاجية بشكل عام.
ويشير الباحثون إلى أن الإنتظام في موضوع المشي، سواء الخفيف أو المتوسط أو الشديد، يمكن أن تكون له تداعيات إيجابية على صحة المرء عند التقدم بالسن، لجهة الوقاية من أمراض هشاشة العظام والتهاب المفاصل وهي من الأمراض الأكثر شيوعاً عند كبار السن.
فوائد المشي في الوقاية من أمراض الشيخوخة
هذا ما كشفت عنه دراسة جديدة قام باحثون من هيوستن ونُشرت نتائجها في دورية “التهاب المفاصل والروماتيزم.
وأفضت الدراسة التي عمل عليها باحثون من كلية بايلور للطب في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية، إلى أن المشي يسهم في الحد من آلام الركبة والتهاب المفاصل، كما يحمي من هشاشة العظام بحسب ما جاء على موقع “سكاي نيوز عربية” نقلاً عن شبكة “فوكس نيوز” الإخبارية الأميركية.
الدراسة التي شملت أكثر من 120 مريض بالتهاب المفاصل، وتم إخضاعهم لرياضة المشي، توصلت إلى أن المشاركين الذين انتظموا في ممارسة رياضة المشي انخفض لديهم خطر الإصابة بآلام الركبة بنسبة 40%، مقارنة بالآخرين الذين لم يمارسوا هذا النوع من الرياضات.
وللحديث عن أهمية هذه الدراسة في الوقاية من أمراض الشيخوخة، قالت غريس هسياو وي لو، الخبيرة في علم المناعة والحساسية والروماتيزم بكلية بايلور للطب: “هذه النتائج مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين لديهم دليل على إصابتهم بمرض هشاشة العظام. إذ يمكن أن يساعدهم المشي بشكل كبير.”
وأضافت: “إذا كنت تعاني آلاماً في الركبة أو التهاب المفاصل أو هشاشة العظام، فعليك التفكير بممارسة المشي”. كما نصحت الخبيرة في الروماتيزم ممارسي رياضة المشي، بارتداء أحذية رياضية عالية الجودة، وزيادة المسافات التي يقطعونها بشكل تدريجي.
تجدر الإشارة إلى أن هشاشة العظام هي الشكل الأكثر شيوعاً لالتهاب المفاصل، ويؤدي لتآكل أسطح المفاصل في الركبة، ما يُسبب حدوث التهاب حول أسطح المفاصل، ومن ثم تآكل الغضروف والشعور بالألم.
ما هي فوائد المشي يومياً
إذن ولتسليط الضوء أكثر على أهمية المشي على الصحة، اخترنا التطرق في موضوعنا اليوم إلى فوائد المشي لمدة نصف ساعة فقط يومياً وأثرها البالغ على صحة الإنسان.
وفي هذا السياق، أورد موقع “ويب طب” المعني بالشؤون الطبية والصحية، مجموعة من الفوائد التي يمكن أن نجنيها من ممارسة المشي لمدة لا تقل عن 30 دقيقة كل يوم:
- المشي رياضة مجانية وتمرين سهل لا يحتاج لمعدات أو تجهيزات خاصة ولا حتى تدريبات معينة، كل ما نحتاجه هو ثياب رياضة مناسبة وحذاء رياضي ذو جودة عالية، وعلينا بالإنطلاق في المشي.
- المشي وسيلة ترفيه مثالية، تريح العقل والقلب وتعزز الصحة ولا تتطلب جهداً بدنياً عالياً كما هي الحال مع الرياضات الأخرى.
- المشي يومياً لمدة نصف ساعة يسهم في الحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية، وتعزيز قوة ونشاط الدورة الدموية.
- تحسين وظيفة الجهاز المناعي ضد الأمراض والمشاكل الصحية.
- تقوية العظام والعضلات والمفاصل خصوصاً عند النساء وعند التقدم بالسن.
- المشي يومياً يساعد على تقليل دهون الجسم وحرق السعرات الحرارية، ما يساهم في إنقاص الوزن خصوصاً خلال ممارسة المشي السريع.
- يسهم المشي في تحسين المزاج وتخفيف التوتر.
- تحسين عملية التنفس، وضمان حصول الجسم على الأكسجين بكمية أكبر.
- تعزيز قوة الجسم وقدرته على التحمل.
- تقليل مستوى انخفاض الوظيفة العقلية، وبالتالي خفض خطر الإصابة بمرض الزهايمر.
- التقليل من خطر الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، ومنها أمراض القلب والشرايين، مرض السكري من النوع الثاني، بعض أنواع السرطان، هشاشة العظام، والتهاب المفاصل.
لكن الخبراء ينصحون دوماً من يعاني من مشكلة مرضية ما، بوجوب استشارة الطبيب الخاص قبل البدء بممارسة المشي أو أي نشاط رياضي، لمنع أية مضاعفات سلبية على صحته.
ما هو أسلوب المشي السليم
ها وقد حددنا كافة فوائد المشي على الصحة الجسدية والفكرية والنفسية، لا بد من تحديد أسلوب المشي الصحيح والسليم لجني هذه الفوائد وليس عكسها.
إذ أن المشي يتطلب وضعية معينة وأسلوب جيد يرتكز على الأساسيات التالية:
- الحفاظ على استقامة الظهر والرأس والرقبة.
- النظر دوماً إلى الأمام وتجنب النظر للأسفل.
- إرخاء عضلات الظهر والكتفين والرقبة قليلًا وتجنب شدها بقوة.
- شد عضلات البطن.
- ثني المرفقين مع أرجحة الذراعين بسلاسة.
- البدء بالمشي بثني القدمين من الكعب إلى أصابع القدمين.
نصائح تشجع على المشي وتحذر من مضاعفاته
لا مجال للشكوى دوماً من عدم وجود وقت للمشي، فهناك العديد من الخيارات المتاحة التي تساعدك على المشي لمدة نصف ساعة يومياً. لذا عزيزتي القارئة، اجعلي هذه الإقتراحات جزءا من روتينك اليومي للمشي:
- الذهاب إلى المحال التجارية بالقرب منك مشياً وليس باستخدام السيارة.
- النزول من وسائل النقل في وقت أبكر ومسافة أبعد عن مكان العمل أو المنزل، للمشي قليلاً.
- تغيير الأماكن التي تمشين فيها عادة، لتجنب الملل.
- دعوة الأهل والأصدقاء لمرافقتك في المشي للإستمتاع بصحبتهم.
- البحث عن أماكن جميلة للمشي مثل الحدائق أو بجانب البحر.
- استخدام أحد الأجهزة الحديثة لحساب الخطوات عند المشي، ما يعطيك الدافع للحصول على عدد خطوات أكثر والمشي لمسافات أطول.
في المقابل، عليك بالحذر من بعض المخاطر التي قد تواجهك أثناء المشي، والتي قد تنعكس سلباً على صحتك وهي على الشكل التالي:
- استشارة الطبيب كما سبق وذكرنا أعلاه، خاصة إذا كنت تعانين من زيادة الوزن أو عمرك فوق 40 ولم تمارسي الرياضة منذ وقت طويل.
- البدء بالإحماء في بداية المشي، لمنع تشنج وشد العضلات، ثم التهدئة في نهاية التمرين عن طريق المشي ببطء.
- ارتداء أحذية مريحة ومناسبة للمشي، لتجنب الإصابة بالبثور أو إصابة الأنسجة الرخوة.
- إرتداء ملابس خفيفة وفضفاضة لتفادي التعرق الشديد وارتفاع درجة حرارة الجسم، وارتداء ملابس مقاومة للماء أثناء الطقس الماطر.
- للوقاية من أشعة الشمس الحارقة، عليك باستخدام كريم واق للشمس، وارتداء ملابس ذات أكمام طويلة، وارتداء قبعة ونظارات شمسية.
- شرب الماء بكثرة عند المشي لمسافات طويلة لتجنب الجفاف.
- التوقف عن ممارسة المشي عند الشعور بضيق التنفس، الصداع، آلام المفاصل الشديدة، التعب والإعياء.
- المصدر / مجلة هي
