تُعد أمراض القلب مثل مرض الشريان التاجي، انسداد شرايين القلب، أمراض القلب الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم، أمراض صمام القلب، اضطرابات نظم القلب، وأمراض عضلة القلب (اعتلال عضلة القلب) من الأسباب الرئيسية للوفيات في جميع أنحاء العالم.
ولا يزال مرض الشريان التاجي السبب الرئيسي للوفيات في دولة الإمارات حيث يُمثل نحو 40% من إجمالي الوفيات. ويتزايد معدل انتشاره بين الشباب، والسبب في ذلك هو عوامل الخطر المتزايدة في هذه الفئة، مثل ارتفاع ضغط الدم والدهون في البطن ومرض السكري وقلة الحركة والعادات الغذائية غير السليمة وغيرها الكثير.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن أمراض الشريان التاجي مسؤولة عن 16% من إجمالي الوفيات حول العالم. لذلك، إذا كان لديك تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب أو الأمراض ذات الصلة كارتفاع ضغط الدم والسكري من النوع الثاني، عليك البدء بالعناية بصحة قلبك على الفور.
ووفقاً للدكتور سيد ثاقب نظير، أخصائي أمراض القلب التداخلية في مستشفى فقيه الجامعي بدبي، فإن الخبر السار للجميع هو أننا نستطيع الوقاية من العديد من أنواع أمراض القلب من خلال إجراء تغييرات في نمط حياتنا كفيلة بتحسين صحة القلب. ومعظم هذه التغييرات سهلة وميسورة التكلفة للأفراد من جميع الأعمار.
عندما يتعلق الأمر بصحة القلب، فإن تغييرات بسيطة في نمط الحياة كزيادة الحركة البدنية أو اعتماد عادات الأكل السليمة ستمنحنا تحولات كبيرة وإيجابية.
بداية، فلنتعرف سوياً على عوامل الخطر التي تزيد من تفاقم أمراض القلب، قبل التطرق إلى النصائح العملية التي يسديها الدكتور نظير لمرضى القلب لتجنب تفاقم أمراضهم خلال فصل الصيف.
عوامل خطر تفاقم أمراض القلب
يوضح الدكتور نظير العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم أمراض القلب. ومن أبرز العوامل التي يجب أن نأخذها في الحسبان للحفاظ على صحة القلب:
- التدخين: إن تعاطي التبغ بأي شكل من الأشكال يضر بصحتك بصورة عامة، ولكنه قد يتسبب بالأذى للأوعية الدموية والقلب على وجه التحديد. وللتدخين العديد من الآثار الضارة على القلب، على المدى القصير والطويل. فهو يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم وسماكة الدم ويُضيق الأوعية الدموية. ومن شأن كل هذه العوامل أن تؤدي إلى تلف الجدار الداخلي للأوعية الدموية مما قد يسبب نوبة قلبية أو تراكم الكوليسترول (الدهون) والذي يساهم في الإنسداد مع مرور الوقت.
كما أن تدخين السجائر أثناء الحمل يزيد من احتمالية إصابة الطفل بأمراض القلب الخُلقية (عيوب القلب الخُلقية). ويُعد الإقلاع عن التدخين مفيداً للغاية لصحتنا، فبعد عام واحد فقط من التوقف عن استهلاك السجائر، يمكن أن ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف تقريباً بالمقارنة مع المدخنين.
- الحالات الطبية غير المُشخصة أو تلك الخارجة عن السيطرة: مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وارتفاع الكوليسترول في الدم، فهي جميعها تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية بمقدار 3 مرات.
- نمط الحياة: إن العادات الحياتية اليومية الخاطئة أو غير الصحية، تُعرض الشخص لخطر متزايد للسمنة وقلة النشاط والإجهاد. من جهة أخرى، يساعد أسلوب الحياة النشط مع العادات الغذائية الصحية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، على خفض ضغط الدم. وهذا بدوره يحمي قلبك وأوعيتك الدموية من التلف وارتفاع ضغط الدم. وتُعد البروتينات مرتفعة الدهون والدهون المُشبعة والأطعمة السكرية من العوامل الضارة بصحة القلب والصحة بشكل عام، لأنها تُعرض الفرد لخطر الإصابة بأمراض مختلفة.
إن زيادة الوزن/ السمنة تُعرض الشخص لخطر الإصابة بضعف التمثيل الغذائي، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، وفي المحصلة يؤدي ذلك إلى إضعاف قلبك. يمكن أن يساهم نمط الحياة الخالي من الحركة والنشاط البدني بشكل كبير في زيادة الوزن.
- تاريخ العائلة الطبي: إذا كنت مُعرضاً وفق العوامل الوراثية للإصابة بأحد أمراض القلب، فإن الوقاية من نفس المرض يمكن أن تكون صعبة. وبمجرد أن تدرك أنك مُعرض وراثياً للإصابة بأمراض القلب، من الضروري أن تدرس تاريخ عائلتك الطبي وتتشاور مع الطبيب لاتخاذ الخطوات الموصى بها. ويُعد الحفاظ على صحة قلبك ومتابعتها باستمرار ميزة إضافية.
لماذا يزداد الخطر على مرضى القلب في الصيف
بحسب الدكتور نظير، تترك الأحوال الجوية القاسية، سواء الحر أو البرودة آثاراً ضارة على القلب. وفي الصيف، إذا كانت درجة حرارة الجسم مرتفعة للغاية، فقد تتوقف البروتينات عن العمل بكفاءة.
وللتكيف مع هذه المسألة، يتفاعل جسم الإنسان إما عن طريق التبخر (التعرق) أو عن طريق الإشعاع. في الحالة الأولى، يمكن أن يؤدي الجفاف الشديد إلى تدهور وظائف الجسم، كما أن الشخص يكون عرضة لضربة الشمس. أما الإشعاع فيجعل القلب يعيد توجيه تدفق الدم نحو الجلد (مجدداً كرد فعل تكيفي من الجسم للحرارة)، مما يضع ضغطاً إضافياً على القلب لأنه يجب أن ينبض بشكل أسرع ويضخ بقوة أكبر.
في الأيام شديدة الحرارة، يقوم القلب بتوزيع المزيد من الدم كل دقيقة، وقد يرتفع الرقم مرتين إلى 4 مرات بالمقارنة مع أداء القلب خلال درجات الحرارة العادية في اليوم. وهذا من شأنه أن يرهق للقلب.
في الواقع، يجب أن يضع القلب جهداً أكبر خلال فصل الصيف للحفاظ على استقرار درجة حرارة الجسم الأساسية وبالتالي يكون هذا الفصل ضاراً بشكل خاص بالنسبة للقلب.
نصائح هامة لمرضى القلب للحفاظ على صحتهم خلال فصل الصيف
يتوجه أخصائي أمراض القلب التداخلية إلى مرضى القلب تحديداً، ببعض النصائح التي تساعد على الحفاظ على صحتهم خلال فصل الصيف وهي الآتية:
- الحفاظ على رطوبة الجسم لتجنب الجفاف الذي قد يُسبب السكتة الدماغية أو عدم انتظام ضربات القلب. وإلى جانب تناول الماء بانتظام، يجب شرب العصائر والحساء وماء جوز الهند كعوامل إضافية لزيادة الترطيب.
- تقليل الكافيين وتجنب الكحول، فهما يُسرعان من الجفاف في الجسم، وهو أمر ضار بشكل خاص لمرضى القلب.
- ارتداء ملابس صيفية قطنية ذات ألوان فاتحة وفضفاضة، وارتداء قبعة عند الخروج لتجنب التأثير المباشر على فروة الرأس.
- البقاء في الداخل خلال ساعات الذروة بعد الظهر. وعند الإضطرار للخروج، يجب استخدام كريم فعال للوقاية من الشمس وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس.
- تجنب ممارسة التمارين في الهواء الطلق خلال الأيام الحارة بشكل خاص. إختر برنامجاً رياضياً خفيفاً في المنزل أو أي نشاط أقل جهداً.
- تناول المزيد من الفاكهة والخضروات والألياف لكي تبقى درجة حرارة جسمك الأساسية أكثر برودة وتتمكن من هضم طعامك بشكل أفضل وأسهل، وبالتالي تحافظ على استرخاء جسمك.
- عدم نسيان تناول أدوية القلب أو أي أدوية أخرى مرتبطة بحالة مرضية مشتركة.
- إجراء فحص القلب بانتظام، خاصة إذا كان عمرك يزيد عن 40 عاماً بغض النظر عن الأحوال الجوية. سيساعدك ذلك على فهم حالة قلبك بشكل أفضل وما إذا كنت بحاجة إلى اتخاذ أي إجراءات وقائية.
- المصدر / مجلة هي/ جمانة الصباغ
