عالم المراةمنوعات

كيف تسامح المرأة نفسها على أخطاء الماضي

محاسبة النفس على أخطاء الماضي، سلوك ذو حدين، أحد أدواته الحديث مع النفس، كما أن محاسبة النفس على أخطاء الماضي باتت أحد المناهج العلمية التي تدرك ضمن النظريات النفسية المستحدثة لعلاج الأمراض النفسية وبث روح التسامح والرضا في المجمل العام.

إذ أدرك علماء النفس حديثا أهمية الرضا عن النفس وعن الحياة، وأهمية هذا الرضا  في علاج الاضطرابات النفسية، ففي دراستين نشرتها مجلة دراسات السعادة، تبين أن هناك علاقة وثيقة بين التسامح والعفو من جهة، وبين السعادة والرضا من جهة أخرى.

وأكدا أن محاسبة النفس على أخطاء الماضي من الأمور النفسية التي قد تضعف الجهاز المناعي مع مرور الوقت، كما أنها تثير شعور التوتر والقلق بصفة مستمرة، وذلك بخلاف تعرض الشخص للإصابة الأمراض العصرية المزمنة خصوصا مرضي السكري وضغط الدم.

وعلى الرغم من أن موضع محاسبة النفس على أخطاء الماضي  يدخل في إطاره الرجال والنساء من دون استثناء، إلا أن المرأة المتسامحة مع نفسها في المقام الأول ثم المحيطين بها لها سمو وشأن لا مثيل له.

محاسبة النفس على اخطاء الماضي سيقودك الى الامراض النفسجسمية فانتبهي لذلك
محاسبة النفس على اخطاء الماضي سيقودك الى الامراض النفسجسمية فانتبهي لذلك

فقد عبر علماء النفس عن شخصية المرأة المتسامحة مع نفسها، بأنها تتسم بمجاهدة شديدة للنفس والهوى وهذا من صفات القوة والرفعة والتمكن الكامل من زمام النفس، وما خضوعها للتسامح إلا دليل على سموها ورقتها في مقابلة أخطاء الماضي بالإحسان والشر بالخير.

ويضيف علماء الصحة النفسية، من خلال دراساتهم الميدانية، أن محاسبة المرأة لنفسها على أخطاء الماضي له مفعول سلبي على صحتها الجسدية والنفسية، و الذي قد يشكل خطورة على إصابتها بالأمراض النفسية المزمنة التي قد تلازمها مدى الحياة.

من هذا المنطلق، سنجيب على سؤال كيف تسامح المرأة نفسها على أخطاء الماضي ولا تلومها، من خلال استشارية الطب النفسي الدكتورة لبنى عزام من القاهرة.

تخلصي من محاسبة نفسك ولومها على أخطاء الماضي

أوضحت دكتورة عزام، أن محاسبة النفس على أخطاء الماضي سلوك مزدوج يحمل بين خفايا أساليب إيجابية وسلبية من دون استثناء، إذ نجد أن النفس التي تخاطب ضميرها وتحاسب نفسها إما أنها سرعان ما تنضج وتصحح أخطائها وتنسى ما ماضي من حياتها وتنظر للحياة بنظرة تفاؤلية.

وأما أنها ستكون محاصرة بالأفكار السلبية والمنقاضة وراء مخاوف الماضي، وبالتالي لن تسلم من الأمراض النفسية وعدم التكيف الفعال لمواجهة الضغوط النفسية المستقبلية.

وبما أن المرأة هي الأكثر تأثرا بأحداث الماضي مهما كانت صفاتها الشخصية، فقد حان الوقت كي تتعرف على بعض الأساليب التي تجعلها تعيد إدارة عقلها ومشاعرها بالشكل الإيجابي، من أجل تخطي سلوك محاسبة نفسها على أخطاء الماضي والاستفادة من هذه الأخطاء وتحويلها إلى خبرات سابقة وتجارب تعد بمثابة جسر عبور لحياة  أفضل، على النحو التالي:

التسامح ثواب وليس عقاب

تأكدي عزيزتي المرأة أنك إنسانة خيرة بالفطرة، لديك من صفات ما هو أشبة بالمعادن النفسية في باطن الأرض، لذا تخلي عن لوم نفسك أو الإنحصار في دائرة أخطاء الماضي، واعلمي أنه من دون أخطاء الماضي فلن تتكون شخصيتك القوية والمتسامحة والقادرة على مواجهة المستقبل.

لذا اجعلي مبدئك التسامح مع نفسك ونسيان الماضي بكل ما يحمله من آلام، كذلك استفيدي من سلوك محاسبة النفس على أخطاء الماضي في معالجة أمور حياتك المستقبلية من دون تكرار أخطاء الماضي، فهذه أحد الأساليب كي تسامح المرأة نفسها على أخطاء الماضي ولا تلومها.

صورة رئيسيةكيف تسامح المرأة نفسها على أخطاء الماضي ولا تلومها
اجعلي أهم صفاتك الشخصية العفو ونسيان الإساءة

الحب والرحمة مبدئك

خاطبي نفسك عزيزتي المرأة بصوت الحب والرحمة، لا تنقاضي وراء سراب الأحزان، فما ماضى لن يعود ولكن القادم سيكون أحلى بك، كذلك عليك جعل محاسبة نفسك على أخطاء الماضي مرحلة وقتية لا تتعدى فترة زمنية قصيرة، على أن تكون بداية الإنطلاقة  والنظرة المتفائلة لحياة متشبعة بالحب والرحمة لنفسك ثم للمحطين بك ولمجريات أمورك الحيايتة والشخصية والعملية بصفة عامة.

تخلي عن القلق والتوتر

اجعلي عزيزتي المرأة أهم صفاتك الشخصية العفو ونسيان الإساءة، فهما أحد الأدوات المهمة للتغلب عن القلق والتوتر الملازمان لمحاسبة النفس على أخطاء الماضي ولومها بصفة مستمرة، فهذه أحد الأساليب كي تسامح المرأة نفسها على أخطاء الماضي ولو تلومها.

وأخيرا، محاسبة النفس على أخطاء الماضي بصفة عامة لابد أن تكون مرحلة مؤقتة بدايتها الاستفادة، ونهايتها الإنطلاقة نحو الأفضل، وتفاصيلها قائمة على التسامح، فقد أثبتت الدراسات النفسية العديدة أننا من خلال سلوك التسامح، نستطيع معالجة الكثير من المشكلات السلوكية والإضطرابات النفسية، ومنها إعادة التأهيل النفسي، دحض الأفكار اللاعقلانية وإحلال العقلانية محلها، رفع دافعية التعلم، الإنجاز، تحسين صورة الذات التي تعتبر الأساس في ممارسة السلوكيات الإيجابية والتخلص من السلوكيات السلبية، تعلم مهارات التواصل مع الآخرين، إدارة الذات ومقاومة الكثير من الأمراض النفسجسميةكالسكري، ضغط الدم، الجلطات، العقم وغيرها.

المصدر / مجلةهي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق