إسال طبيبك في الطب البديل
خبيرة تغذية تقدم نصائح غذائية لصحة الدماغ
وبالتالي فإن إيلاء صحة الدماغ العناية وتغذيتها بشكل صحيح، لا شك سينعكس بطريقة إيجابية في الحفاظ على هذه الصحة بأعلى المستويات ومنع زحف الإنحدار الإدراكي الذي يعاني منه الكثير من الأفراد مع التقدم بالسن.
يشير موقع “مايو كلينك” إلى تحسين صحة الدماغ مع النظام الغذائي MIND، الذي يبحث في تناول بعض الأطعمة وتجنب بعضها الآخر لإبطاء شيخوخة الدماغ بمعدل 7.5 سنوات، وتقليل فرص الإصابة بداء الزهايمر.
وبحسب الموقع المختص، هو ليس مجرد نظام غذائي شائع في الوقت الراهن. فقد نشأ هذا النظام الغذائي بوصفه نظامًا هجينًا مكونًا من نظامين غذائيين نتجا عن عقود من البحث العلمي — نظام داش الغذائي والنظام الغذائي المتوسطي — حيث طور الباحثون النظام الغذائي المتوسطي لتأخير التنكس العصبي للتركيز على الأطعمة التي تؤثر على صحة الدماغ.
للإضاءة على التغذية الصحية للدماغ وحمايته من تراجع القدرات العقلية والمشاكل التي يمكن أن تلم به، قدمت لنا بنين شاهين، اختصاصية في مجال التغذية في “فيتنس فيرست”، نصائح مهمة حول التأثير الكبير لاستهلاك الفرد اليومي من البكتيريا والدهون والجلوكوز والماء وممارسة التمارين الرياضية، على الدماغ.
بكتيريا الامعاء الغليظة وتأثيرها على صحة الدماغ
ترتبط صحة الأمعاء بصحة الدماغ بشكل متزامن بحسب شاهين، إذ يرتبط الإثنان بالجهاز العصبي الذي ينقل البكتيريا من الأمعاء الغليظة للدماغ. ويتواجد في الجسم عدد كبير من البكتيريا يقوف عدد الخلايا، ما يعني أن لهذه البكتيريا تأثير كبير على وظائف الجسم.
وقد ربط الخبراء بين بعض أمراض الدماغ مثل الإكتئاب وباركنسون والتوحد بالاختلالات المعوية والجهاز الهضمي إضافة للتعب والإرهاق المصاحبين للقلق أو الغضب. وتساعد البكتيريا الجيدة أو البكتيريا النافعة تحديداً، الموجودة في القناة الهضمية، على منع تشكل المشاعر السلبية ودعم وظائف الدماغ المختلفة.
تنقسم بكتيريا الأمعاء الجيدة إلى نوعين:
- بريبايوتاكس: وهي نوع من الألياف المخمرة في الجهاز الهضمي، تغذي عملية التخمر هذه وتساهم في زيادة البكتيريا النافعة في الأمعاء. وتتواجد البربياتوكس في العديد من الأطعمة مثل كالموز والبصل والثوم وقشر التفاح والفاصولياء ومنتجات القمح الكامل على البريبايوتكس.
- بروبيوتيك: وتحتوي مادة البروبيوتيك على بكتيريا نافعة، لذا فإنها ليست بحاجة إلى تخمير. ويأتي الزبادي، والمخلل، والتيمبي، والكفير ضمن قائمة الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك. كما يتوفر البروبيوتيك على شكل حبوب في حال عدم القدرة على تناول أي من هذه المكونات.
الدهون الصحية وعلاقتها بالدماغ
تقوم الدهون بوظائف حيوية عدة في الجسم، خاصة الدهون الصحية التي تعزز الرؤية والتركيز والذاكرة والحالة المزاجية. لذا فإن للدهون الصحية علاقة مباشرة وقوية بصحة الدماغ.
وتشير شاهين إلى أن الدهون الصحية مفيدة جداً لصحة أدمغتنا، التي تتألف مما يصل إلى 60% من الأنسجة الدماغية. محذرة في الوقت ذاته من اتجاه البعض لإلغاء الدهون كلياً من نظامهم الغذائي بهدف إنقاص الوزن، ما قد يؤثر سلباً صحتهم العقلية والإدراكية.
والدهون الصحية هي أحماض دهنية أساسية تأتي بمسميات أوميغا 3 وأوميغا 6، ونجدها بوفرة في الأسماك الزيتية الغنية بأحماض أوميغا 3 كالسلمون والماكريل والسردين والبيض والحليب. وبالنسبة للنباتيين الذين لا يمكنهم تناول اللحوم، يمكنهم الحصول على هذه الأحماض من بذور الشيا وبذور الكتان والجوز.
أضرار الإفراط في تناول السكر على صحة الدماغ
كلنا يعلم أن الجسم بحاجة للسكر أو الجلوكوز لعمل العديد من وظائفه الأساسية، مثل إطلاق الناقلات العصبية والتفكير والتعلم والذاكرة. ويستخدم الدماغ 20% من إجمالي استهلاك الطاقة، وهو مسؤول عن استخدام حوالي 25% من الجلوكوز في الجسم، لذا فإن الجلوكوز هو العنصر الغذائي الوحيد الذي يحتاجه الدماغ للحصول على الطاقة.
لكن الإسراف في تناول السكر أو الجلوكوز قد يحمل نتائج عكسية على شكل أعراض معينة مثل التهيج وتقلب المزاج والإرهاق أو ما يُعرف بضبابية العقل. كما تؤثر الأطعمة الغنية بالسكر على إفراز الأنسولين الذي يعمل على تنظيم وظيفة خلايا الدماغ.
ما علاقة الترطيب بصحة الدماغ
يبقى الماء أهم عنصر غذائي يحتاجه الجسم للقيام بعمله على شكل صحيح، وهو يدخل في العديد من أعضاء الجسم مثل الدماغ إذ يُشكل الماء 80% من الدماغ. ويعمل النظام العصبي على تأمين التواصل بين الدماغ والجسم، وأي جفاف يصيب الجسم جراء نقص المياه فيه يمكن أن ينعكس سلباً على النظام العصبي لجهة الإصابة بتقلبات مزاجية ونقص في التركيز.
فإن كنت عزيزتي تعانين من اضطراب وصداع وإرهاق غير مبرر، تأكدي من شرب الماء بكمية كافية يومياً. وتنصحك شاهين بتناول كوبين من الماء قبل أخذ مسكن الآلام، ففي معظم الأحيان يكون الصداع هو طريقة الدماغ لتنبيهك بحالة الجفاف هذه.
تأثير الرياضة على صحة الدماغ
يبقى للرياضة حيز مهم في مجال تغذية الدماغ والحفاظ على صحته، إذ أن الرياضة مفيدة لكافة أعضاء الجسم خصوصاً القلب، وما هو مفيد للقلب مؤكد أنه سيكون مفيداً للدماغ. إذ أن القلب وعند الحركة البدنية، يساعد على ضخ المزيد من الأكسجين للدماغ وبالتالي تحسين وظائفه وصحته.
وفي دراسة أجراها قسم العلوم التمريضية في جامعة جورجيا الأمريكية، تبين أن التدريب لفترة تصل إلى 20 دقيقة فقط، يساعد على تسهيل معالجة المعلومات ووظائف الذاكرة. كما تساعد الرياضة على محاربة الاكتئاب وتقليل نسبة التوتر في الجسم.
المصدر : مجلة هي