كنتُ أحملُ فجري قُطنًا على راحتَيّ، أدفعُه أمامي ككرة مطاطيّة متى أريد، أتلقفُه ثانية. أعدُو أمامَه ، يهرولُ صوبي باسمًا، أتبخترُ خلفَه بخفّة القط ، ينتظرُ وصولي ضاحكًا.
سألتُه ما الذي تغيّرَ يا صديقي؟؟
أجابَ ناحبًا:
ثَقُلَ فجري فأصبحتُ أجرّه ورائي بحبالِ
السفنِ السميكة ، مُكرَهًا ، صاغرًا ، لا أكلّمُه وهو كذلك ، يشيحُ بوجهه عنّي وكأنّنا عدوّان لدودان ،
هل كبِرْتُ وهَرِمْتُ ؟ هل تغيّرتُ أنا وتبدّلتُ؟ دون أنْ أدري؟؟
قلتُ:
لا ، أنتَ كما أنتَ يا صديقي ،كلّ ما في الأمر، أنّ قلبَكَ قد ثَقُل وليس فجرُكَ، فارتَخَتْ قدماكَ وخارت قواك.
هو واصلَ نحيبَه ،
أمّا أنا فأجّلتُ بكائي لغدي المجهول.
بكرية.