اقدم لمن يهمه الأمر في الفلسفة تعريف لثلاثة تيارات فلسفية وهم : ﺍﻟﻌﺪمية – ﺍﻟﻌﺒﺜﻴﺔ – الوجودية.

1- ﺍﻟﻌﺪﻣﻴﺔ :
و ترى ان ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻛﻠﻪ ﻳﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺃﻳﺔ ﻣﻌﻨﻰ ﺃﻭ ﻗﻴﻤﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ , ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺤﻴﺎ ﻭﻳﺼﺎﺭﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎة بدون جدوى ,فكل ماﺑﻨﺎﻩ ﻭﻛﻞ ﻫﺪﻑ ﺣﻘﻘﻪ ﻭﻛﻞ ﺫﻛﺮﻯ ﺃﻭﺩﻋﻬﺎ ﻭﻛﻞ ﻋﻼﻣﺔ ﺣﻔﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻬﺎ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ , ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﺳﻴﻔﻨﻰ ﻫﻮ ﺍﻷﺧﺮ ﻭﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﺷﻴﺌﺎ ..

2- ﺍﻟﻌﺒﺜﻴﺔ :
ﻫﻲ ﻭﻟﻴﺪﺓ ﺍﻟﻌﺪﻣﻴﺔ . فوجود ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻣﻀﻤﻮﻥ ولا غاية. شقاء في شقاء, ﻭﻣﺼﻴﺮﻩ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ , ﻓﻜﻞ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻹﺩﺭﺍﻙ ﺃﻱ ﻣﻌﻨﻰ , ﻭﻛﻞ ﺻﺮﺍﻋﺎﺗﻪ , ﻭﻛﻞ ﻣﺠﻬﻮﺩﺍﺗﻪ ﺗﻨﺘﺞ ﻋﺒﺜﻴﺔ ﻻ ﺟﺪﻭﻯ ﻣﻨﻬﺎ .. ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ , ﺃﻭ ﻓﻮﺿﻰ ﻻ ﺗﺤﻘﻖ ﺷﻴﺌﺎ مجرد ﺷﻘﺎﺀ ﺃﺑﺪﻱ ﺑﻼ ﺟﺪﻭﻯ ..

3- ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ :
ابسطها لكم في هذا المثال :
إن من نتائج وارهاصات ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ هي : الدمار ، الموت , المعاناة ، الجوع، الأمراض , اليأﺱ…ﻭﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻱ ﻧﺠﺪﺓ ﺃﻭ ﺗﺪﺧﻞ ﺇﻟﻬﻲ , ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺨﻂ ﻭﺍﻟﻼﺟﺪﻭﻯ ﻭﻟﺪﺍ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻹﺑﺮﺍﺯ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﻮﺟﻮﺩ بوﺿﻊ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻭﻗﻴﻢ ﻭﻏﺎﻳﺎﺕ لهذا الوجود، فبدﺃ ﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻭﻥ ﻭﺍﻷﺩﺑﺎﺀ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﻗﻴﻢ ﻟﻸﺷﻴﺎﺀ , ﺃﺳﺎﺳﻬﺎ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ، مثل قيمة ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ , ﻗﻴﻤﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ , ﻭﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻔﺮﺩ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ , هذا ماتولدت عنه انشاء المنظمات الانسانية وحقوق الانسان وكذا الامم المتحدة..
كل هذا يعني أن الإنسان هو من يصنع وجود لوجود الانسان , ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﺎﻫﻴﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻨﻊ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ ﺑﻨﻔﺴﻪ , ﻭﻟﻪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻭﺻﻨﻊ ﺫﺍﺗﻪ ﺩﻭﻧﻤﺎ ﺗﻘﻴﻴﺪ , ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺟﻮﻫﺮ ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻟﺤﻴﺎﺗﻪ ﺑﻤﺎ ﻳﻤﺎﺷﻲ ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻪ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﺮ ﻭﻻ ﻣﺠﺒﻮﻝ ﺑﺄﻱ ﻗﻮﻯ , ﻭﻫﻮ المسؤول ﺍﻷﻭﻝ ﻭﺍﻷﺧﻴﺮ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺳﻴﺮﺗﻪ ..
و ﻳﻌﺘﺒﺮ (جان بول سارتر) ﻫﻮ ﺯﻋﻴﻢ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻳﺔ .
أضيف فقط أن كل معتنقي هذه التيارات هم ملحدون.

_منقول _