وبعد.. *.. العودة إلى الله ..* ابو طارق الحوَّاس ..

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الأعمالُ الصالحاتُ كثيرة..
وميدانُ السِّباقِ طويلٌ وشَاق..
والمُتسابِقونَ كُثرٌ .. والرَّابحونَ قِلَّة..!!
بيد أنَّ الفُرَصَ مُتاحَة.. والبابُ مفتوح.. وَشُروطُ القَبُولِ سَهلَة..
*{فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}*
نعم.. هذا شَرطُ القَبُول.. ألا ترىٰ كم هو سَهل..!!
وها نَحنُ نَتَفَيَؤُ ظِلالَ شَهرٍ عظيم..
شهرُ التَّوبَةِ والأوبَةِ إلى الله..
شَهرُ الرَّحمَةِ والمَغفِرَة ..
فيهِ تُرفعُ الدَّرَجات.. وَتُمحَىٰ السَّيِئات.. وتُقالُ العَثَرات..
فقط.. ما عليكَ إلا صِيامَهُ وقِيامَه..
ما إستَطَعتَ إلى ذٰلكَ سَبيلا ..
*{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}*

أخي في الله ..
تعالَ معي لِنُحَقِقَ قَولَ الله ِ فينا..
لِنَكُونَ مِن المؤمنين..
*{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}*
نعم إنها التقوىٰ..!!
كيفَ لا وَقَد فَرَضَ سُبحانهُ الصِّيامَ لِتَحقيقِ ذٰلِك..!!
ليسَ لِنَشقَىٰ..!! إنما لِنَسعَدَ بِرِضَـاه..
وَهُوَ العَالِمُ بِما يُصَلِحُنا ويَصلُحُ لنا..
وَيعلمُ سِرَّ نَجاحِنا وَفَلاحِنا..
وما فيهِ خَيرُ دُنيانا وأُخرانا..!!
*{أَءِلَـهٌ مَّعَ اللهِ تَعَـلَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}*
سُبحانكَ رَبِّي ما أجمَلَ رَحماتِك..
وَأعظمَ بَرَكاتِكَ وأكثَرَ إحسَانِك..
وأطيبَ عَفوكِ وَأحسَنَ رِضوانِك..
سُبحانَكَ ما عَبدناكَ حَقَّ عِبادَتِك..
نستغفركَ اللهم من كلِّ الذُّنُوبِ والخَطايا ونتوبُ إليك.. تَبارَكتَ رَبَّنا وَتَعالَيْت..

فَكَرَمُكَ يُغرِينا بإنعَامِك..
وَفَضلُكَ يُغرِينا بإحسانك ..
والشوقُ إليك يُغرِينا بِِمَرضَاتِك ..

لِذا أخي الحَبيب..
تعال معي طَمَعاً فيما عِندَ المَلِكِ المَنَّان..
لِنَغرِفَ مِن نَهرِ الحَسَناتِ غَرفا..
وَنَقطِفَ مِن رُبَا الصَّالِحاتِ قََطفا..
وَنَحمِـلَ رايـةَ الإسـلامِ صَفَّـاً صَفَّـا..
لِنَنعَمَ بِرِضَا الرَّحمٰن.. وَنَفُوزَ بالجِنانِ..

ألا ترى معي يا رَعاكَ الله..
كم هيَ سَهلةٌ شُروطُ التَّوبة..!!
وكم هُو عَظيمٌ ثَوابُها..!!

وأعلم أخي الكريم..
أنَّ من أعظمِ وأكبرِ العَطايا يَومَ الحِساب..
عَطاءُ اللهِ للمُتَحابِّينَ بِجَلالِهِ سُبحانه..!!
فهم على منابرٍ من نورٍ يومَ القيامة..!!
يَغبِطُهُم عليها حتىٰ النَّبِيون..!!

فَقَد نَتَساءَلُ أحياناً عن سِرِ المَحَبَّةِ والقَبُولِ لِشَخصٍ ما..!!؟
لياتيَ الجَوابُ كَفَلِقِ الصُّبحِ إشراقاً وَنُوراً مِن العَزيزِ الغَفَّار ..
*{إِنَّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ ٱلرَّحْمَٰنُ وُدًّا}*
نعم إنهُ الوُدّ..!! إنَّهُ القُربُ مِن الله..!!
فَهٰذا الوُدُّ وعظيمُ المَحَبَّةِ..
لا يُقاسانِ بِكَثرةِ اللقاءاتِ ورؤيةِ الأحبابِ والأصحاب..
إنما يُقاسَانِ بما يُشغِلانِهِ مِن مَساحةِ الحُبِّ في القَلب..!! وقُربِهِما سَكَنَنْ مِنه..!!

فهٰذا القَلبُ مِني ..
قَد هامَ شَوقاً إليكم ..
وإمتلأَ عِشقـاً بِحُبِـكُم ..
وأشْهَدَ اللّٰـهَ أنهُ يُحِبُّكُم ..
فَهَلَّآ قَبِلتُموهُ سَاقِياً لِلحُبِّ في إيوانِ ذِكرَاكُم..!!
وحارِساً لِلحُبِّ على أعتابِِ بيتِ نَجواكُم..!!
وزارِعاً لِلوردِ في بُستانِ أهواكُم..!!

فهٰذا القلبُ مِني.. وَضَعتُهُ في طِست المَحَبَّة..
وأرسلتُهُ مع بَريدِ المُتحابيّنَ في اللهِ..
لِيَمثُـلَ بين يَدَيكُـم..ويـَحضُـرَ إليكـم..
عَساهُ يَجِد مُتَّسَعاً في رَحابَةِ صَدرِكُم..
وبيتـاً يأوي إليـهِ في حُجُراتِ قَلبِِكُـم..
آمِـــلاً أنْ تُولُـوهُ من عظيـمِ عِـطفِكُـم..
لِتُبادِلُوهُ الحُبَّ بالإحسان والوَصلَ بالإنعام..
فأنتم أهلُ المَوَدَّةِ والمَحَبَّةِ والإحسان..

أسألُ اللهَ لَكُمُ الأجرَ العَظيمَ في كُلِّ الأزمان..
خُصُوصَا في شَهرِ رمضان..
وأن يَشمَلَكُـم سُبحانَهُ بالرحمةِ والغُفران..
وكل عامٍ وأنتم وأهليكم ومن تُحِبُّون..
بألفِ ألفِ خيرٍ وصحةٍ وسلامةٍ وعافية..

محبكم في الله.. ابو طارق الحوَّاس ..