إسال طبيبك في الطب البديل
الثعلبة: طبيبة تشرح الأسباب والأعراض والعلاجات
داء الثعلبة هو غياب جزئي أو كامل للشعر في أجزاء الجسم، التي عادةً ما يكون بها شعر. ووفقاً للمؤسسة الوطنية للثعلبة البقعية (National Alopecia Areata Foundation)، يعاني ما يقرب من 150 مليون شخص في جميع أنحاء العالم من شكل من أشكال الثعلبة، ومع ذلك، لا يعرف الناس الكثير عنه أو عن أسبابه.
“سيدتي نت” يحاور الدكتورة شيفاني جوبا وادوا، اختصاصية الأمراض الجلدية في مستشفى فقيه الجامعي في الإمارات، للتعرّف أكثر على هذا المرض:
ما هو مرض الثعلبة؟
هناك أنواع مختلفة من الثعلبة، لكن يشير الاسم عادةً إلى المرض الذي يصيب الإنسان ويتسبب بتساقط شعره في بقعٍ صغيرة. يعاني معظم المصابين به، من تساقط الشعر في بقع صغيرة محددة، لكن في حالاتٍ أخرى يمكن أن يتطور المرض ويسبب فقداناً كاملاً للشعر في فروة الرأس ويسمى (الثعلبة الكلية)، أو تساقط كامل شعر الجسم ويسمى (الثعلبة الشاملة).
يمكن أن تصيب الثعلبة أي شخص، بغض النظر عن عمره أو جنسه، لكنها شائعة أكثر عند الأطفال والشباب.
ما هي أسباب مرض الثعلبة؟
داء الثعلبة هو اضطراب مناعي ذاتي يستهدف فيه جهاز المناعة في الجسم خلايا بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تقلصها وإبطاء تكوين الشعر بشكلٍ كبير. ولا يُعرف بالتحديد السبب الذي يؤدي لهذا التغيير.
يمكن أن تلعب الوراثة دوراً في ذلك، حيث من المرجح أن تحدث لشخص لديه فرد من العائلة مصاب بالثعلبة، أو يعاني من اضطرابات المناعة الذاتية الأخرى، أو التهاب الغدة الدرقية، أو الحساسية، أو البهاق.
يمكن أن تؤدي حالات الإجهاد الشديدة إلى حدوث هذه الحالة، على الرغم من قلة الأدلة العلمية التي تدعم ذلك.
ما هي أولى علامات الثعلبة؟
تبدأ الثعلبة عادةً فجأة وخلال أيام قليلة، حيث يلاحظ الفرد أو من حوله بقعاً على شكل عملة معدنية خالية من الشعر على فروة الرأس أو اللحية، أو الحواجب أو الرموش (أقل شيوعاً) أو مناطق أخرى من الجسم. وعادةً لا يصاحبها حكة أو احمرار أو ألم.
هل من طرق لتجنب المرض؟
نظراً لأننا لا نعرف أسبابه، فلا نعرف بالتحديد كيف يمكننا منع أنفسنا من الإصابة به.
في حين قد يساعد اتباع نمط حياة صحي ومتوازن ونظام غذائي غني بالفواكه والخضراوات، في تجنّب حدوث المرض، إذ تعتبر الفواكه والخضراوات من المصادر الرائعة لمركّبات الفلافونويد التي تعمل كمضادات للأكسدة، والتي تساعد على وقف الالتهابات التي تسبب أضراراً تأكسدية، وتساهم في تجنّب مجموعة من المشاكل الصحية بما في ذلك أمراض المناعة الذاتية مثل داء الثعلبة.
تابعي المزيد: أسرار تقوية جهاز المناعة بعيداً عن المكملات الغذائية
هل من علاج لمرض الثعلبة؟
تتعافى الحالات الخفيفة من الثعلبة بشكلٍ عام في غضون أسابيع قليلة، وأحياناً بدون أي علاج. لكن، قد يحتاج البعض الآخر إلى علاجاتٍ مختلفة للمساعدة في نمو الشعر مرةً أخرى. تتضمن هذه العلاجات، أدوية مثبطة للمناعة، يتم تناولها عن طريق الحقن الموضعي أو الكريمات الموضعية أو عن طريق الفم.
عادةً ما تكون الأشكال الحادّة من الثعلبة أكثر مقاومة لهذه العلاجات، وأكثر عرضة للانتكاس بعد الشفاء. ومع ذلك، فإنَّ هناك بعض العلاجات الجديدة الواعدة للحالات الحادّة من المرض.
ما هي نصائحكم لمرضى الثعلبة؟
عند الشك في احتمال الإصابة بالثعلبة، فمن الضروري استشارة طبيب أمراض جلدية مختص على الفور، حيث يمكنه تشخيص الحالة واقتراح العلاج المناسب لها حسب شدّتها.
مع ذلك، قد يكون التعايش مع الأشكال الحادّة من الثعلبة أمراً صعباً.
لكن، قد تساعد باروكة الشعر المستعار أو وصلات الشعر لبعض المصابين على الشعور بتحسن تجاه مظهرهم. وقد يختار البعض الآخر عدم استخدام الشعر المستعار بتاتاً، ويرجع ذلك لرغبة الفرد نفسه.
يعدُّ تطبيق واقي الشمس، أو اعتماد أغطية الرأس، أو الأوشحة، أو القبعات أمراً مهماً لمن ليس لديهم شعر على رؤوسهم.
إذا أثر تساقط الشعر على شكل الحاجبين، فيمكن اللجوء لقلم رسم الحواجب أو تقنية رسم الحواجب (Microblading) أو الوشم. تقنية الـ Microblading هي وشم شبه دائم يملأ الحاجبين باستخدام ضربات لونية على شكل الشعر، بحيث تعطيهما شكلاً طبيعياً أكثر من وشم الحواجب التقليدي، وتستمر عادةً لمدة سنة إلى ثلاث سنوات.
ماالذي يمكن فعله لمساعدة شخص مصاب بالثعلبة؟
لا تشكل الثعلبة أي تهديد على صحة الفرد الجسدية، ولكنّ العناية بالصحة النفسية أمر في غاية الأهمية. من المهم أن يحافظ المرء على روح إيجابية، وأن يعي أن هذا المرض لا يشكل تهديداً على حياته، كما أنه ليس معدياً. هناك العديد من العلاجات الآمنة الجديدة قيد التجربة، لذلك يُمكننا أن نرفع سقف آمالنا بظهور علاج فعّال وجذري. كما أن هناك مجموعات ومنظمات لدعم للأشخاص المصابين بالثعلبة ويمكن أن تكون مفيدة جداً.
مجلة سيدتي