اقلام حرة
يوم الأرض ذكرى خالدة وصراع لم ينته!
بقلم: شاكر فريد حسن
سطر الفلسطينيون داخل الخط الأخضر الذين بقوا وصمدوا في أرضهم ووطنهم على مدار الصراع مع الدولة الصهيونية دورًا بارزًا ومهمًا في مقاومة كل المشاريع والمخططات السلطوية الرامية إلى مصادرة الأرض وطمس الهوية وسلخهم عن شعبهم الفلسطيني وقضيته الوطنية، من خلال هدم البيوت وبناء المدن وتوسيع البلدات اليهودية على مسطحات القرى العربية، رغم كل محاولات الاقتلاع والتهجير المتواصلة، وسياسات التهميش والإجحاف والتمييز العنصري، ألا أن جماهيرنا العربية الفلسطينية سطرت أروع ملاحم الصمود والتحدي وإفشال المخططات السلطوية التي ترمي بعثرتهم داخل المجتمع الإسرائيلي وطمس هويتهم وتشويه تاريخهم.
وواصلت هذه الجماهير النضال والكفاح بين معركة تحصيل واحقاق الحقوق المدنية والقومية والبقاء في الوطن والانتماء، وتواصلهم مع العالم العربي كجزء منهم، فخاضت معارك طويلة في مواجهة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، وشكل نضالهم امتدادًا للتراث النضالي العام للشعب الفلسطيني، وتمسكوا بالأرض والمسكن، وقدموا ستة شهداء في يوم الأرض الأول حين هبت الجماهير في الجليل والمثلث والنقب وانتفضت لأول مرة ضد مصادرة آلاف الدونمات في أرض المل، وشكل هذا اليوم علامة فارقة في الكفاح، وبات حدثًا محوريًا هامًا في الصراع على الأرض، وفي العلاقة بالمؤسسة الحاكمة، ولم يتوقف دور جماهيرنا النضالي والكفاحي عند ذلك، بل وقفت مع شعبنا في الانتفاضة الشعبية الفلسطينية التي اندلعت في الأراضي الفلسطينية في الثمانينات من القرن الماضي، وكانت في طليعة المرابطين والمدافعين عن المسجد الأقصى، ومواجهة المخططات التهويدية في القدس، وقدمت 13 شهيدًا في هبة أكتوبر التي تفجرت العام 2000 احتجاجًا على اقتحام ارئيل شارون للمسجد الأقصى برفقة قوات كبيرة من الشرطة وجيش الاحتلال، وكان لها أيضًا دورًا في معركة البوابات الحديدية التي وضعتها سلطات الاحتلال على مداخل المسجد الأقصى.
ورغم ما تواجهه جماهيرنا العربية الفلسطينية من قهر قومي واضطهاد عرقي وتمييز عنصري يطال جميع مناحي الحياة، إلا أنها ما زالت وستبقى شوكة في حلق المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة، وهي تخوض معركة البقاء والوجود والتصدي لسياسة التمييز والعنصرية ومصادرة الأرض وتجريد شعبنا من حقه في السكن والمساواة في الحقوق.
إن رسالة جماهيرنا في يوم الأرض كانت وستظل إننا أصحاب الأرض، هنا ولدنا، وهنا سنموت، ولسنا دخلاء ولا عابرين، ومصير الأرض لا تقرره المؤسسة الحاكمة، وسيبقى الحق أقوى.
الأرض هي جوهر الصراع، الذي لم ينته، ولن ينتهي، وهي أحد المظاهر والرموز الأساسية الحساسة التي لا يمكن التفريط والمساس بها، وسنبقى نهتف ونردد مع القائد والمناضل والشاعر الفلسطيني ابن الناصرة المرحوم توفيق زّياد، أحد صناع يوم الأرض الخالد، إنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون.