إسال طبيبك في الطب البديل
رغم تحذيرات “الصحة العالمية” من متحور جديد وموجة سادسة.. الانقلاب “يطبع” مع كورونا !
البروفيسور فؤاد عودة
في الوقت الذي تحذر فيه منظمة الصحة العالمية من ظهور متحور جديد لفيروس كورونا المستجد ناتج عن اندماج المتحورين دلتا وأوميكرون يسمى “دلتا كرون” ودخول دول العالم في موجة سادسة لجائحة فيروس كورونا ، تتجاهل حكومة الانقلاب الإجراءات الاحترازية ، وتزعم أن منحنى الإصابات يشهد تراجعا كبيرا ، وأنه لا مانع من العودة إلى الحياة الطبيعية ، بل وألغت البيان اليومي لأعداد الإصابات وحالات الوفاة واكتفت ببيان أسبوعي كل يوم سبت رغم أن نحو 30 مليونا فقط من المصريين هم الذين تلقوا لقاحات كورونا ، ما يعني أن وزارة صحة الانقلاب فشلت في الوصول إلى درجة مناعة القطيع التي تأتي بعدها مرحلة عودة الحياة الطبيعية والتخفيف من الإجراءات الاحترازية.
كان عدد من دول العالم قد حذرت من المتحور “دلتا كرون” وأكد العلماء أنه يحفز العدوى المشتركة لدلتا وأوميكرون في المصابين ، موضحين أن هذا المتحور يشمل جينات شبيهة بأوميكرون داخل جينومات دلتا، وهو ما يثير المخاوف مجددا.
“دلتا كرون”
من جانبها أعلنت منظمة الصحة العالمية ، أنها سوف تواصل مراقبة المتحور الجديد في عدد من الدول.
وأعرب “تيدروس أدهانوم” رئيس منظمة الصحة العالمية عن قلقه بسبب اتجاه العديد من البلدان للتقليل بشكل كبير من الإجراءات الاحترازية ومن الاختبارات التشخيصية ، ما يعيق قدرة المنظمة على معرفة مكان الفيروس وكيفية انتشاره وتطوره.
وقال إن “وجود دلتا كرون هو أمر طبيعي في تطور فيروس كورونا المستجد ومن المحتمل جدا حدوثه ، مشيرا إلى أنه قد يكون ناتجا عن تلوث مختبري نتيجة تلوث تسلسل الجينوم”.
يشار إلى أن متحور”دلتا كرون” أصبح موضع قلق وخوف خلال الأيام الماضية، بعد الحديث عن اكتشافه في أكثر من دولة، وأن بعض الحالات تم تحويلها إلى المستشفيات، وظهر لأول مرة في يناير 2022 عندما تم الإبلاغ عن أول حالة إصابة به في قبرص .
وأكد البروفيسور ليونديوس كوستريكيس، أستاذ العلوم البيولوجية بجامعة قبرص، أن فريقه اكتشف متحورا جديدا من فيروس كورونا أطلق عليه “دلتاكرون” أي مزيج بين متحوري”دلتا” و “أوميكرون” وهو عدوى مشتركة بين أوميكرون ودلتا”، وأطلق عليه اسم “دلتاكرون” بسبب التشابه الكبير في الجينات.
وبحسب العلماء فإن متحور “دلتا كرون” ناتج عن هجين حدث بين كل من متحور “دلتا بلس” ومتحور “أوميكرون”، وهو أساس جيني مماثل لنسخة “دلتا” لكنه يتضمن طفرات عديدة يحتوي عليها متغير أوميكرون، ما خلق حالة من الخوف بسبب قوة المتحورين وخطورتهم.
الإجراءات الاحترازية
حول هذه التطورات قال الدكتور عبد العظيم الجمال، أستاذ الميكروبيولوجي والمناعة بجامعة قناة السويس إن “بعض العلماء أكدوا أن المتحور الجديد لا يدعو للقلق، وأن متحورات كورونا تعيد اتحاد جينوماتها وتشكل سلالات جديدة، لكن في حالة “دلتا كرون” يبدو الوضع مختلفا، حيث يعتقد الخبراء أن هناك استنتاجا خاطئا”.
وأشار الجمال في تصريحات صحفية إلى ما ذكره البروفيسور تو بيكوك، أستاذ علم الفيروسات في إمبريال كوليدج لندن من أن التفاصيل الجينية الخاصة بـ”دلتا كرون” المنشورة على قاعدة بيانات GISAID لا تشبه المتحورات المندمجة، وأعرب عن اعتقاده أن الأمر ربما يكون ناتجا عن “تلوث” وقع في المختبر الذي جرت فيه عملية الفحص، مؤكدا أن مثل هذا الأمر حدث في الماضي.
وأوضح أنه حتى الآن لم يتم العثور على أي شيء حول أعراض هذا المتحور، لكن البروفيسور بول هانتر، خبير الأمراض المعدية في جامعة إيست أنجليا، أكد أن أعراض هذا المتحور لا ينبغي أن نشكل تهديدا كبيرا، حيث إن كل من دلتا ومعظم متغيرات أوميكرون، تتراجع بسرعة ودلتا تنقرض تقريبا ، وبالتالي سيكون لدى دلتا كرون أعراض مشتركة من دلتا وأوميكرون.
ولفت الجمال إلى أنه ، تزامنا مع تسجيل أرقام إصابات يومية قياسية على المستوى الوطني في الصين ، فرضت مدينة شنجن الحجر المنزلي على سكانها البالغ عددهم 17 مليون نسمة بعد اكتشاف 66 إصابة جديدة بفيروس كورونا، كما أغلقت السلطات المدارس في شنغهاي وفرضت حجرا في كثير من المدن الشمالية الشرقية، في وقت تعمل نحو 19 مقاطعة على احتواء بؤر تفشى للمتحورين أوميكرون ودلتا من خلال فرض إغلاق في المناطق التي تشهد إصابات جديدة .
وأكد أن هونج كونج تسجل حاليا نسبة وفيات تعد الأعلى في العالم، لأن أوميكرون يتفشى بها بشدة بين شريحة المسنين محذرا من الانخداع بانخفاض أعداد الإصابات في مصر وأن نستمر في تطبيق الإجراءات الاحترازية و التباعد الاجتماعي قدر الإمكان .
وطالب الجمال وسائل الإعلام المختلفة ووزارات الصحة والتعليم والتعليم العالي بحكومة الانقلاب بالعمل على زيادة الوعي لدى المواطنين والطلاب في المراحل الدراسية المختلفة للوقاية من هذا الوباء.
مرحلة تعايش
وقال الدكتور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الشرق أوسطية إن “المتحور دلتا كرون هو مزيج بين متحور دلتا وأوميكرون، موضحا أننا أصبحنا في مرحلة تعايش الفيروس مع نفسه لأنه أصبح ضعيفا، و 95% من المصابين في العالم مصابون بأوميكرون”.
وأكد عودة في تصريحات صحفية أن هذا المتحور لديه 3 سلالات متفرعة منه، وقبل أوميكرون كانت السلالة الأكثر انتشارا هي دلتا، لذلك كان لابد من حدوث التقاء بين أسرع متحورين لفيروس كورونا في نفس الجسم ونفس الخلية.
وشدد على أن النقطة المهمة هي أن أوميكرون أسرع انتشارا من دلتا، لذلك المتحور الجديد غير مقلق، مؤكدا أنه حتى الآن تعد سلالة أوميكرون هي السلالة الأكثر قلقا، لأنها مخفية ولا تظهر في معظم المسحات، ولكنه بدأ يعرف بالتزاوج مع دلتا، وهذا يشير إلى أن الفيروس يعود للخلف أي تراجع في المتحور، لأنه تعايش وتزاوج مع طفرات قديمة وليست مستحدثه .
وأوضح عودة أن أي قلق من أي متحور يتم تحديده بناء على دراسته من 4 جوانب هي : خطورة أعراض المتحور، ومقاومة للقاحات، وقوة وسرعة انتشاره، وقوة العدوى له، وحتى الآن يتم دراسة كل هذا.