مقالات

في ظل الظلام الدامس دا تجيك حزمة ضوء / البروفيسور *أبشر حسين محمد احمد* استشاري الباطنية والأعصاب

شعب_عظيم_قف_للتحية🇸🇩رسالة من عاشق في محراب الوطن

*ود اسحق يا صديقي*.
..دوما اتذكر جملتك وانت تقول ( *ياخ ده شعبا ما هين*) .. فاصبحت أرددها بلا وعي تسبيحا … وترتيلا .. بلا انقطاع
كانت فكرة … فاصبحت حقيقة …
ان ننقل العلاج للاقاليم .. وان نصل للمرضى في مواقعهم .. وفي ديارهم ..
وبدأنا بكثير من الحماس … والخوف من عائق الامكانيات وانيابه الشرسة …
وبدأنا …
*أبشرك* …. وأقول لك المشروع اصبح كبيرا واصبحت المجموعة لها القدرة على استمرارية نقل نشاطها للاقاليم … تصديقا لمقولتك حقيقة فهذا *شعب ما هين*… كل يوم بيفاجئنا …. وبيدهشنا ….. موعدنا الجمعة القادمة عطبرة ثم الابيض فكسلا وبورسودان والفاشر والجنينة … ولن تتوقف قافلتنا
تخيل يا مجدي اي مدينة بنمشي ليها بنشوف اقل حاجة ٥٠ حاله من حالات الصرع ….. قبل ما نمشس المدينة بنتصل بالاطباء الموجودين فيها وبنشرح ليهم فكرتنا … ما تتصور حجم الفرح والترحاب … وكذلك بشيوخ المنطقة الذين وجدنا منهم تعاونا يلجم منا كل حرف … ففي كل حي و مدينة هنا شلالات الفرح العفوي …. فشعبنا في كل بلد سوالوا اولاد من العرفان وحب الناس.
الرجل الفاضل شيخ الصابونابي فى مدينة سنجة استقبلنا وجمع لينا ٣٠ من المرضى البجوهوا فى المسيد (استفدنا من تجربة التجاني الماحي وعلاقته مع الشيوخ) بدل ما نقول لهم لكم دينكم ولي دين…. استفدنا من حب الناس لهم … فاحببناهم … ضربوا جذورهم في قلب المجتمع واصبحوا جزء من حراك الجمعية … واحلامها .. بالمناسبة كل المرضى الفقراء بنعطيهم بطاقة للمتابعة المجانية وبنرسل ليهم حق المواصلات …. وكذلك بنصرف ليهم الدواء مجانا … وده من جيب الشعب السودانى الرائع والمشاركة الشعبية مذهلة ومخجلة ….
ياخى قبل يوم من رحلتنا لشندي جاتني بت رايعة ودفعت حق الكشف فى عيادتي الخاصة ولما سالتها بتشتكي من شنو قالت لي انا ما عيانة .. بس حبيت اشارك معاكم فى عياداتكم وادتني مبلغ وقدره عشرون مليون وقالت لي دي مشاركة اسرتنا انا وابوي واخواتي (لا اقصم ظهرها …. ولكن هذه الرائعة بت أحد رموزنا الثقافية …. لم نصله … وصله عملنا …. فلم يتردد)
اتخيل يا مجدي انا ماشي في الشارع لاقاني. اوقفني رجل لا اعرفه … سلم علي باسمي … وكنت قايلوا عاوز يسأل عن مرض او علاج …. وقال لي حاب اشارك فى في قافلة العلاج البتسافر الاقاليم ….. فدمعت عيوني …. يثق في عملنا ولا يعرفنا … ولا يتوانى .. واعطاني ظرف فيهو عشرة مليون.
من المانيا جاتنا رسالة واحد مرسل لينا الف يورو …. ونحن لم نعتقد ان عملنا وجهدنا قد جاوز حدود أمدر.
يا صديقي التحرك للمدن بيكون بجهدنا الذاتي وعرباتنا الخاصة …. لدينا الدبل كابين والبرادو … بيناضلوا معانا ولم يشتكوا او يتعبوا …
تخيل يا مجدى والله على ما اقول شهيد جانى واحد وانا ما بعرفوا … ولا شفتوا قبل كده ….. وقال لى داير اشارك معاكم بعرباتى وارحل المجموعة قلت ليهو مرحب بيك ووصفت ليهو بيتنا .. وما ختيت كلامه في حساباتنا .. ويوم التحرك لليوم العلاجي بمدينة السروراب نتفاجا بحضور ذاك الرجل ومعاه ٣ عربات لاند كروزر .. يالله (*يا خى هذا الشعب عظيم ومعلم*).
العديد من الاشخاص بجونى يا فى البيت او العيادة الخاصة ومعهم كراتين الادوية خاصة اخوانا الصيادلة العظماء … لا بيسألوا حتوزع وين أو كيف ….
اول امبارح قال لى ولدي فى واحدة منتظراك خارج البيت وطبعا تصورنا مريضة تبحث عن استشارة او علاج ….. فنزلت ليها …. فوجدتها شابة فى صغيرة العمر ذات جمال هادئ يفرض الاحترام (ذكرتني بالبنت التى طارت عصافيرها) وطلبت منها الدخول (وانا فى غاية الاستغراب … من المواعيد المتأخرة .. والعربة الغالية الثمن) ولكنها اعتذرت وقالت انها مستعجلة واخرجت (بنفسها) من عربتها كراتين مليانة بالادوية تخيل (*كبرا*) يا ود اسحق اعطتنا هذه الحسناء شرف توزيع الكبرا للفقراء .. دواء لمرضى الصرع … فكنا كاننا احضرنا لهم ماء زمزم … ولما قلت ليها الاسم منو (وانا امنى نفس بمعرفة فاعلة خير لم تتجاوز عمر ابنائي) ابتسمت ابتسامة لو وزعت لكل مدبرسى العالم لزارتهم الفرحة وقالت لى اعذرني انا مجرد مرسال وركبت عربتها واختفت (تاركة نقيضها الذى ليس له نقيض غارق حتى اذنيه فى بحر الدهشة).
(ما حكيت باقى القصة لما دخلت البيت وطلعت فوق ودخلت الكراتين المليانة بالكبرا، قالت زوجتي باندهاش وترقُّب .. ده شنو؟؟؟ فقلت ليها هذه هي *البنت التى طارت عصافيرها* لانها عندما التفتت بجيدها الفرعونى .. وروحها المتوثبة بحب هذا البلد (لتخرج الدواء من العربة) جذبت اليها كل اطفال الشارع (وانا منهم .. هذا الكهل الذي هزمت احباطه الغير المؤسس … في شبابنا .. واقول تسلم البطن الجابتك) .. فرضت الاحترام بفعلها المغنطيسى واعطت لاشجار الشارع رونقها ولاسوار المنازل بهجتها (بهذا الفعل الانسانى) واعطتنى انا الكثير من المد الانسانى (ملات بطاطيرى الانسانية المنهكه من احباطات الواقع .. وزرعت الامل بغد جميل واكتشفت بعد ذلك انها اعطتنى القدرة على العمل عدت ايام .. وشهور قادمات .. و بدون توقف … ما دام اجمل الاطفال قادمون).
ماذا اقول ..
أكتب لك لأفرغ شحنات الامتنان والجمال ..
يا ود اسحق انا بسرد هذا السرد لانو الناس بعقليتهم الصوفية بقوا يخلقوا عنى قصص وما عارفين انو التمويل ده معظمو من ابناء هذا الشعب الوفى
التحية لهذا الشعب العظيم الذى اعطانا القدرة على فك طلاسم الدهشة …
والتحية لكل الشرفاء اللذين شرفونا بمعرفتهم واناروا لنا الطريق ….. وزرعوا لنا الامل ….. وأضأوا لنا الظلام …
زرعوا الابتسام وجعلونا نرى جهدنا … هباء بلا أثر …. سجودا لا يسوى شيئا في محراب شعبنا العامر بالخير والمحبة ….

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق