ثقافه وفكر حر
فى مدينتى ياساده نتخيل المطر
ليس كما تتخيلوه ونشتم رائحة الشوارع وغبارها ليس كما تشمون
رائحة نفطكم فى مدينتى حين نسمع المطر من خلف الشبابيك
تبكى البيوت وتحتمى العصافير فى اعشاشها فى مدينتى اغصان
الزيتون تذداد شموخا وصوت البلابل يزداد علوا والناس تموت ليس كما
تموتون ففرق كبير بين الموت على قارعه الطريق وبين اشلاء ذاك الشهيد
فى مدينتى ياساده
ام تعد الطعام تقتل وتموت اطفال تجوع وتتعرى
ثم تقتل وتموت رجال يدافعوافى الصفوف
الاولى يموتون وذاك القاتل بقسوة القتل
يتلذذ بنا وانتم تنظرون فى مدينتى ياساده ام تيقظ اطفالها
للذهاب للمدرسه وتدرى انهم لها غير عائدون بمشهد
من اروع مشاهد الامومه الا تعلمون فى مدينتى ياساده
لايوجد فقط نار وجحيم فماذا فعلنا كى ندخل النار ونساق
للجحيم امازلتم تسألون عن النعيم .. اى نعيم تقصدون لقد
اصبح البكاء لنا ترفا فى مدينتى ياساده اطفال فى الحرب
تلعب بالكره لا يبالون يعلمون ان الموت قادم على ارصفه
الشوارع يعرفون ان الاموات ابدا لا يعودون امازلتم ايها الساده
فوق كراسيكم تصرخون هل الموت اقترب منكم ترتعشون
..الا تستحون ام ان صراخكم متعه لكم عندما نحن نموت
فى مدينتى ياساده مخلوقات بحريه عجيبه ربما اتت من كوكب اخر
وهوت فى بحرنا من الطيبة فيها ومن الغدر فيها حتى بائع الحلو
فيها وبائع الشعير فيها مقاهى الشاطىء العتيقه وكراسيها
الخشبيه القديمه فكل شىء قديم حتى بائع الترمس العجيب
وصوت نوارس البحر اصبح صوتها غريب حتى
الاحلام باتت قديمه مثل حزن السنين فى مدينتى ياساده
كثر الراحلون عبر ميناء الموت وعيونهم لاتريد ان تفارق وجوها اعتادو عليها ربما برحيلهم قد يقتلون او يغرقون فهل مازلتم تسألون ام انكم تجهلون عن ماذا تسألون احقا لا تعرفون سأرشدكم على طريق الخلاص من سؤال الجحيم ان كنتم نادمون فى مدينتى ياساده ليس لى الا جديلة امى اتحسسها بعد رحيلها وبعد سكوت صوت الرصاص وقبل ان تنهمر الدموع مع الضحكات ويتسرب الامل الزائف متخفيا يداعب الأهات ساخبركم كيف ظننتم اننا الى الابد هالكون وكيف تبادر لكم اننا ذوبنا خلف امواج البحر وكيف تشعر الجمادات وانتم لا تشعرون مدينتى ياساده فيها المطر قنابل وفيها العصافير تقاتل وفيها تنبت السنابل فى مدينتى ياساده ناسا طيبين يسألونكم فهل لهم حق سؤالكم نعرف انكم تحالفتم مع الشيطان لقتلنا نعرف انكم بنفطكم تغيرون مصيرنا لكنكم ياساده لا تعرفون شيئا عن شجر الزيتون ولا تعرفون شيئا عن رائحه زهر الحنون ولا تعرفون لون دم الشهيد حتى تبكون هذه مدينتى ياساده فلا تسألون لان الاجابه على اسئلتكم مختوم بدم شهيد وام ثكلى وطفل وليد هده مدينتى ياساده ان اردتم الوصول فلن تستطيعوا الوصول ابوابها لامثالكم موصده فلا تحاولون فى مدينتى لا سلام مع قاتل السلام لاسلام مادمنا ندفع دمنا ثمنا للسلام ليبقى المطر عنيد ونودع كل يوم شهيد ………….. الاديب محمد