ثقافه وفكر حر

&وتلتقي الأعياد&

* بقلم / عبد الرحمن الكرد12227106_141095892916775_4754066299756221793_n

وتلتقي الأعياد وتشتعل الأيام

في رزنامة الزمن كما هي ملتهبه في خاصرة الوطن ،

وتقاطعت هذه الأعياد ونحن بني الجلدة الواحدة نراوح مكاننا نتشظى ونتناثر وتذهب ريحنا ،

ونحن أبناء المصير الواحد والدم المراق الذي لم يجف بعد ؛

اختلط الحابل بالنابل حتى أصبحت الرؤى مبهمة ولا نعرف ما ذا يخبئ لنا الغد ؟!

نستقل عصف الريح ، مركبنا تتقاذفه الأهواء والأمزجة يمخر عباب دمنا وعظمنا .

هذه رسالة السماء وهي توحيد الديانات بأعيادها التي تقبل علينا تبسط يدها لتضمنا في وحدة بني البشر ،

 

وأننا خلقنا في هذا الكون حتى نعمره ونتقاسمه ، ويأخذ كل منا نصيبه من غير تعد ٍ

أو عدوان يعرف كلُ منا حدوده ، ويحافظ على حدود غيره ؛

فتلوح بيارق الأعياد وتصطف لتوحيد القلوب ، وتهتف الإنسانية أخوة ومحبة ؛

فتزدان مدينة البشارة ومهد المسيح فتهفو قلوب المؤمنين

في أنحاء المعمورة وتتجسد مدينة بيت لحم والناصرة فتتباهى

بمشاعر تغسل القلوب والأرواح ، وتتألق الأنوار في عيد الأنوار

لدى الشعب اليهودي وتمسح غشاوة الكره وعشقه للتجبر والتسلط ،

 

ويتلألأ عيد المولد النبوي ونحن في أحوج ما نكون في هذه

المرحلة إلى أن نقتذي بالأخلاق وترسيخ القيم وأن تسود روح

الجماعة وتتغلب على المصلحة الشخصية . هذه الإشارات السماوية

دعوة لبني البشر على إختلاف ألوانهم وأطيافهم ، مذاهبهم

ومللهم على أن يتحدوا وينصهروا في بوتقة الإنسانية والحفاظ

على الجنس البشري دون صراع أو سفك ٍ للدماء . ها نحن نودع سنة من عمر البشرية تغلق آخر معاقلها وتشنق

على مقصلة الوجود ؛ خلفت ورائها ما خلفت من

دمار وموت وهلاك من أقصى المعمورة إلى أدناها ،

وما زالت حربة الكوارث مغروزة في صافحة كبرياء الكيان البشري

 

، تتحدى جبروت وغطرسة بني البشر مخرجة لسانها تستهزئ

بهذا الكائن الضعيف ؛ فهو مهما تعالى وتكبر يضحى ركاما أمام

سطوة وناموس الطبيعة . ويبزغ من خلال هذه الغيوم الداكنة فجر عام ٍ

جديد يلوح بالأفق ينعش القلوب ويغسل النفوس ؛

بأن هناك غدا مشرقا تلتقي به الأعياد بحلة جديدة وترنيمة وضوء خافت

ما زال يشتعل دمعة .. شمعـــــة وينطلق صوت فيروز الملائكي ويتردد صداه اللــيلة عيـــــد … اللــيلة عيــــد … * ودامت دياركم عامرة بالمسرات ء

مقالات ذات صلة

إغلاق