أخبارمحلية
بمناسبة الحديث عن العنف ضد المرأة، تأخرت في الكتابة
لعلنا منذ القدم رسخنا وربينا أبناءنا على أن حقوق الفتاة يجب أن تكون أقل درجة من حقوق الولد!
حتى اقتنعت المرأة نفسها بذلك، وبدأ الجميع بالتبرير، تبرير العنف، تبرير القتل، تبرير الحرمان من التعليم !!!
وكل هذا مرده لتربية عنصرية تكيل بمكيالين في موازين الحلال والحرام، فإن كانت أخلاق الولد غير متزنة يسمونها” طيش” فلا مكان للحلال والحرام هنا، وإن فعلت البنت عملا مشابها يسمونه ” فضيحة” !!!
والفضيحة قد تقود لأحرم الحرام، وهو قتل النفس التي حرم الله !!
فخرج إلينا جيل من الرجال والنساء يحكمون بحكم الهوى، حكم تقوده مصالحهم !! وأم تقنع ابنتها بأن زوجها المخبول الذي يسهر ليلا في محادثات مع النساء بأنه سيعقل، وبأن المشكلة لديها، وعليها أن تغير من نفسها لتجذب عاشق الليل !!!
ثم تقتنع المرأة بأن المشكلة فيها، كما فعلت بنت الاسماعلية التي قالت” أنا عصبية”!!!! لتبرر علقة سخنة أكلتها وهي بثوب العرس وبنص الشارع!!
شباب كثر متدينون، يسمحون لأنفسهم بالضحك، والمزاح، والتنكيت مع زميلاتهم، قريباتهم، وإن تنفست زوجته أو أخته ردت السلام في مكان عام على زميل لها في العمل، أخرج فجأة سيف الحلال والحرام من الجيب الأعوج !!! وكأن هناك بيت في الجنة للرجل الطائش، ليغتسل ويبدأ هناك حياة جديدة !!!
قبل أسبوع أعلن مجلس القضاء عن نفقة للمرأة التي طلقت طلاقا تعسفيا، فهجم الرجال كالجيوش الجرارة، مرة بالسخرية، ومرة مستخدمين حكم الشرع، الشرع الذي بدأ الجميع بقولبته على مقاس مصلحته!!
والشرع ميزانه العقل، فهل يعقل أن تطلق المرأة تعسفيا وتلقى، ثم تذهب أنت يا “دنجوان” لبدء حياتك الجديدة، وتعلق بنت الناس، هل ترى أن ذلك يرضي الله ؟!!! إذا كان الله في حساباتك !!
ثم ساير التشريعي آراء الرجال، ومنهم إعلاميين ومثقفين – للأسف- وأعلن تدخله فجأة !!!
مع أن القضاء يقرر منذ سنوات قرارات مشابهه دون اللجوء للتشريعي، والتشريعي لا يتكلم، لماذا تكلم هذه المرة؟!!! ثم ما الذي يمنع التشريعي من سن قانون يوقف مهزلة قتل النساء، ما دام له كلمة، ويستطيع الحديث وقتما يشاء، لتغيير قانون عفى عليه الزمن، قانون يجيز القتل يا أهل الله ؟!!
أخيرا … كل من يرفض أي قانون لصالح المرأة المظلومة، هو نفسه الذي تعود أن يقبل بوقوع الظلم على ابنته واخته، وهو الذي يقول لها إن ضربت علقة موت:” ارجعي واصبري عشان أولادك” !!!
لأنه ببساطة مقتنع بما تربى عليه” المرأة أقل درجة من الرجل”.
لكن إذا كانت ابنته عزيزة وغالية وطلقت طلاقا تعسفيا، سيقف وقتها مع القانون، لأن مصلحته ومصلحة ابنته هي الأهم الآن !!
فيما عدا ذلك فهو غير معني، ولا دخل له، وضد القانون، لأن احتمالية أن يطلق زوجته ويلقيها بدون سبب واردة، فلماذا يكون مع القانون ؟!
نحن شعب تعودنا أن نؤيد ونرفض وفقا لمصلحتنا الشخصية، ولا نفكر مطلقا بالمصلحة المجتمعية !!!
الحمد لك يا الله، لأنك ستحاسب كل منا على نواياه
أجاركم الله من دموع الولايا، دموع الولايا تقسم الظهر!!