الصحه والجمال

تأمليه فى رحاب آيات بينات من سورة يوسف الحلقه الثانيه والعشرون بقلم حسن عاطف. شتا

تأمليه فى رحاب آيات بينات من سورة يوسف
الحلقه الثانيه والعشرون

ملاحظه : المعروض هو رؤيه شخصيه من تفاعلى مع صدر السورة وهى غير ذات مرجع لتفسير بعينه ولا شيخ ولا رأى سابق ويسعدنى أى تعليق بل أرحب به زيادة تليق بما عليه الآيات من قدسيه

عندما يقول رب العالمين ..أحسن القصص … فلننتبه وليبقى التاريخ منتبها متابعا متفحصا متيقظا دوما وحتى نهاية الكون يحصى دروسها …قصة يوسف .. كما أشرنا فى تصديرها أنها قصة حوت من ضمن ما شملت نوازع النفس البشريه بأنواعها …. ولقد مررنا بإخوة يوسف وتجار العبيد وخدم القصور وحياة الملوك وهفوات الغريزه ونزغ وغواية الشيطان وفتن الشهوات وعنجهية الساده وحال السجن والمظالم .. كل أحداثنا تضم شخصيات مختلفى القدر والفكر والمكانه … وهم أولا وأخيرا من أبناء آدم وبنات حواء .. وصولا للحياة والدوله والقحط والغيث … والملك والحكم ……
نعود ليوسف هناك عزيزا شامخا يرفض حرية تشوبها شعرة ريب فى نزاهته وأخلاقه وهو محق .. نبى هو … كيف يقف داعيا مبلغا عن الله تعالى … وفيما يعلم من غده وشأنه ومآله وكيف يكون قائدا لشعب … ورعيته وأتباعه … لديهم ولو غبار أو ركام ألسنه إتهمته بالسوء بالباطل … تأمل الأيات الأتيه …….. أيه 21 … قَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ
أيه 22 ….. وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
تدبرها جيدا … ألا تذكرك بقول الله لنبيه موسى وهو طفل فى تابوت بالنيل …. وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي….. نبينا يوسف مكن الله له … بدايةً …. ودلل سبحانه وتعالى لإستمرار وتوالى التمكين بكلمة … وكذلك ….. وربنا سبحانه وتعالى عطف على تمكين يوسف بأمرين هامين أولهما … والله غالب على أمره …. وثانيهما …. ولكن أكثر الناس لايعلمون … إبتلاء يوسف مقدر وتمكينه مقدر بغلبة قدر الله وأمره .. وإن جهله البشر كلهم …. ثم تجهيز يوسف وإعداده تو نضجه ليتحمل مشاق الدعوه فيقول ربنا …… ولما بلغ أشده أتيناه حكماً وعلما ….. يوسف له من الحكمه ربانيتها والعلم أيضا .. ليس متعجلا بل واثقا معتزا بنبوته ودينه .. يرفع ويعلى قدر برائته على حريته … الملك أصبح على علم بأمره وأدرك من تأويل الرؤيا مكانة يوسف ومعيته لإله عليم … وثمن قدر حاجته إليه … وليكتمل ملف السيره الذاتيه …. فليكن الحوار إذن … يطلب يوسف من داعيه للخروج وبترفع وشموخ الأطهار … أن يرجع للملك ويسأله عن النسوة اللاتى قطعن أيديهن …. مكنياً بلفظ لائق مهذب ..دون تفصيل جارح أو خارج …. ستير هو نبينا وعف ووفى لماضيه .. يلفت أنظار الملك لأمرإخلاقى .. يدرك يوسف أنه سمعه وواضح أن أمر النسوه وشأنهن وقطعهن لأيديهن حتى العظام لا جرحهن وحسب … كان معلوماً على الأقل كحادثة طبيه خطيره لجسامة الإصابات و فداحتها ومكان حدوثها ببيت عزيز مصر … و سرى خبره وذاع … ولا ننسى نظرة الملك التى سبق أن إفترضناها نحن هنا لرئيس مخابراته يوم إنتباه الساقى لأمر رؤيا الملك … ومن المؤكد أن الملف كله أصبح بين يدي الملك بكل التفاصيل … وهو شخص علمنا سماته وذكاءه من قراراته بشأن يوسف ورؤيته وحسن ريادته لتابعيه ولشؤن دولته ….
وفى قول يوسف إن ربى بكيدهن عليم إستناد واضح على علم الله تعالى وتلميح وتأكيد لعقيدة يوسف البعيده كل البعد عن وثنية مصر .. لا يجوزالقول هنا أنه إستشهد بالعزيز فهو أمر ضعيف فى رؤيتى … لكون يوسف غير تابع له بعد سجنه ولما ذكرمن المنقول عن موت العزيز وقتها والأكثر من ذلك عدم إستقامه المعنى والله أعلم … والأصح أنه ختم رسالته للملك بما سبق أن أعلمه للساقى والخباز قبلا .. أن هذا مما علمنيه ربى العليم …….يذكر أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم قال … ( يرحم الله أخي يوسف لقد كان صابرا حليما ولو لبثت في السجن ما لبثه أجبت الداعي ولم ألتمس العذر… وهو يثنى على أخيه يوسف كقولنا … ما أشد إحتمالك لو كنت مكانك ما إحتملت … وقيل أن الأمر هنا إخراجا لنا من الوقوف تحت منهجية يوسف لو ظلمنا وعرض علينا خروجنا .. لأن الأمر كان خاصا بيوسف النبى ونبينا يتعجب فخرا بحلم وصبر أخيه يوسف لا منتقدا له …. ويرخص النبى لعامتنا في قبول خروجه من محبس ظالم وليواصل بعدها بيان برائته ..
لا يفوتنى إشارة عابره لكلمة …. إن ربى بكيدهن عليم …إتهام وقضيه …. قاضيها رب العالمين
وإلى لقاء مع الحلقه الثالثه والعشرين

بقلمى / م / حسن عاطف شتا

مقالات ذات صلة

إغلاق